البقاء في عالم مُـعادٍ: ما الذي ينتظرنا خلف الزاوية؟!

الاثنين 15 ديسمبر 2014 06:12 ص

بقلم: ايتان هابر | يديعوت: الإجابة على سؤال اذا كان ينبغي وممكنا تصديق العرب والثقة بهم في شؤون السلام هي: لا. لا بأي شكل من الأشكال. هذا هو السبب الذي من أجله تستثمر حكومات اسرائيل على اجيالها عشرات المليارات في كل سنة لتمويل الامن. السؤال الاساس والحقيقي المطروح على  الاختبار اليومي هنا هو بقاء دولة اسرائيل واستمرار بقائها، خشية أن تغرق في المحيط العربي – الاسلامي الذي يلفها من كل صوب. 

كل الصاخبين السياسيين ، وهناك الكثيرون كهؤلاء، يمكنهم أن يصرخوا كل صباح على فقدا القيم والثقة وعدالة الطريق واقتباس شهادة كوشان دولة اسرائيل، كتب التوراة المقدسة، وهذا لا يهم كلبا ميتا في العالم الاسلامي وفي العالم بأسره. الحقائق هي أن 8 مليون من سكان دولة اسرائيل محوطون بمئات ملايين المسلمين من كل الطوائف والملل، وعلينا أن نحسن السباحة في هذا البحر ممتلىء باسماك القرش والا نغرق. 

الكل يسخر من القول "ما يُرى من هناك لا يرى من هنا"، ولكن هذه هي الحقيقة وليس غيرها: فوق فقط، في قمة القمم، نرى ونعرف الصورة بكاملها – وهي ليست مريحة، باقل تقدير.

من يتبوأ المنصب المسؤول في قمة الدولة وعيناه في رأسه وبين العينين يوجد دماغ، يقلق ويقلق جدا. الحقيقة هي أن الزعماء الصاخبين الذين وعدونا جميعا بان يحزموا الحقائب اذا ما طلب منهم اقتلاع مستوطنات أو ان يبنوا بيوتهم الخاصة الى الابد في المناطق، وآخرون دعوهم باعجاب "آباء الاستيطان" واولئك الذين قالوا ان "من ينزل من هضبة الجولان يترك أمن دولة اسرائيل لمصيره"، فهموا من أعالي كرسيهم في المكتب في القدس الوضع – بل وفهموا بسرعة جدا بانهم لا يمكنهم أن يفوا بتعهداتهم للناخبين.

السؤال الذي يوضع قيد الاختبار في المستقبل القريب هو "كم من الوقت سيكون ممكنا "تجنين كل العالم"، العربي والعام، صفع الولايات المتحدة والقول لرجالها بان ألمها من صفعتنا هي ألم الحب، وفي نفس الوقت نشل محفظتها؟ كم من الوقت يمكن أن نشرح للعالم باننا لم نفعل سوى الخير للفتى الفلسطيني الذي قتلناه في الحاجز، لانه لن يضطر الى العيش تحت حذائنا لسنوات طويلة اخرى؟

وعليه، فان حملة الانتخابات القريبة القادمة ليست حول المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو، موشيه كحلون أو تسيبي لفني. هي حول حياتنا هنا (كلمة كبيرة، ولكنها صحيحة جدا). عن كل حملة انتخابات يقال انها حاسمة ومصيرية – وهذا صحيح. كل زعيم وكل حزب كبير أو ائتلاف احزاب يمكنهم أن يقرروا قدرتنا على البقاء هنا، وبالاساس ان يقترحوا طريقة هذا البقاء.

من يبحث في المستقبل ان تأتي قوة مادية وعدالة الهية وشهادات ارقام قديمة وصلوات لباري العالم بان ينقذنا من كل شر، ملزم بان ينتخب – وسينتخب – من يقترح هذا الطريق في حملة الانتخابات الحالية. في نظره، الصلاة، الحق والرد ستنقل شر القضاء (ملاحظة هامشية: عندنا تجربة سيئة جدا مع هذه الصيغة).

لقد تغير العالم حولنا تماما في الجيل الحالي. فقد غير العالم العربي الالوان، الملل، القبائل، المنظمات، الاراء. وهو مختلف تماما. الشرق الاوسط يحترق بالنار. دول العدو تفككت الى شظايا (حسنا، يد الرب كانت فيها). دول وشعوب اخرى قامت علينا لابادتنا، ربما حتى مع قنابل نووية. وليس صدفة أن دولة اسرائيل في السنوات الاخيرة أعطت حليبها ودمها في محاولة لمنع الكارثة.

وعن حق، وربما كثيرا ايضا بغير حق، يرون في العالم النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كمصدر الشرور الاساس في العالم كله، وبالتأكيد في الشرق الاوسط. دافيد بن غوريون في حينه (مع اقامة الدولة)، مناحيم بيغن في حينه (مع السلام مع مصر)، اسحق رابين في حينه (مع محاولة السلام مع سوريا والفلسطينيين والسلام مع الاردن)، اتخذوا قرارات جريئة للغاية في الزمن الصحيح. فمحاولة اقامة سلام مع الفلسطينيين هو ربما ليس الاهم من ناحيتنا، ولكن في نظر العالم وقسم كبير من العالم الاسلامي هو بطاقة دخول دولة اسرائيل لما نسميه نحن "البقاء" في عالم مُعادٍ.

المصدر | يديعوت أحرونوت العبرية

  كلمات مفتاحية

إسرائيل عالم مُعاد إقامة سلام الفلسطينيون العرب المسلمون