شهد علماء الفلك لأول مرة اختفاء نجمة أمام أعينهم مباشرة، وتعد هذه المرة الأولى التي يشهد العلماء فيها ولادة ثقب أسود، كما إنها غيّرت فهمنا لولادة وموت النجوم بشكل كامل.

فقد بدا أن النجمة المرصودة انهارت لتكوّن ثقباً أسود، دون أن تمر بمرحلة السوبر نوفا المميزة.

قلبت التفكير التقليدي رأساً على عقب

وفقاً للتفكير التقليدي، فعندما تستنفذ النجمة إمداداتها من الطاقة، فإنها تخرج بعنف معظم مادتها إلى الخارج على هيئة «سوبر نوفا»، قبل أن تنهار على نفسها وتكون الثقب الأسود. لكن هذه النجمة قد تصرفت بعكس هذا، وتخطت مرحلة السوبر نوفا، وانهارت بهدوء لتكون الثقب. الفكرة أن هذه السوبر نوفا المُجهضَة، يمكنها أن تساعد في سد الثقوب في معرفتنا عن النجوم.

ويقول «كريستوفر كوشانيك»، الباحث الرئيسي في تجربة الرصد أن هذا يخالف النظرة التقليدية، وأنه إذا كانت النجوم قادرة على تجاوز خطوة السوبر نوفا، فهذا يفسر عدم رؤيتنا للسوبرنوفا من النجوم الأكثر ضخامة.

اختفت تماما

ويقع النجم موضع الرصد على مسافة تقدر بـ22 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهي تقع في مجرة تعرف عادة باسم «مجرة الألعاب النارية»، بسبب مدى الانتظام التي تحدث به ظواهر السوبر نوفا فيها، ولكن هذه النجمة كانت مختلفة، حيث تظهر صور التلسكوب أن النجم كان ظاهرا بوضوح في 2007، وسطع قليلا في عام 2009، ثم تلاشى كليا في 2015.

ولكي يؤكد العلماء أن الأمر لا يعود إلى سحابة من الغبار حجبت النجم عن نظرهم فحسب، فإنهم قاموا بفحص بقعة الضوء الطيفي المرئي مستخدمين تلسكوب هابل الفضائي، كما فحصوها بالأشعة تحت الحمراء مستعينين بالتلسكوب الفضائي سبيتزر، ولم يروه في الحالتين، لقد اختفى هذا النجم ببساطة.

إجهاض مرحلة كاملة

تكون السوبر نوفا مرئية بوضوح عادة، بسبب كتلتها التي تساوي 25 ضعفا لكتلة الشمس، لكن ربما خاض هذا النجم أثناء سطوعه ثم اختفائه، تجربة سوبر نوفا مُجهَضة، والتي تعد المرة الأولى التي نرى فيها بشكل مباشر شيئاً كهذا. وإذا كانت النجوم يمكن أن تنهار بهذه الطريقة، فإن الفريق يقول إن هذا هو سبب ندرة رؤية بعض السوبر نوفا من النجوم الضخمة بشكل خاص.

ويقول «سكوت آدامز»، المؤلف المشارك في هذه الدراسة، أن هذه الحالة تعتبر السوبر نوفا الوحيدة المجهضة التي عثرنا عليها في خلال أول سبع سنوات من المسح الذي قمنا به، وأثناء هذه الفترة حدثت ستة ظواهر سوبر نوفا طبيعية في مجرات كنا نراقبها، مما يشير إلى أن نسبة تتراوح بين 10 إلى 30 بالمئة من النجوم تمر بالسوبر نوفا المُجهَضة.