عرضت قناة «إم بي سي» ، أمس الاثنين، حلقة بعنوان «زواج ليبرالي» ضمن الجزء الثالث من برنامج «سيلفي»، والتي تعرض فيها «ناصر القصبي» لليبرالية بنظرة اعتبرها البعض «ضيقة»، مستغلاً الحلقة في السخرية من الكتاب والصحفيين السعوديين الذين يبشرون عادةً بالليبرالية.
ودارت أحداث الحلقة حول مشروع زواج يربط شاباً ينحدر من عائلة ليبرالية شيعية، بفتاةٍ تنحدر من عائلة سنّية ليبرالية ويسبب اختلاف المذهب تصادما واضحا مع مبادئ الليبرالية التي تؤمن بها أسرتا الشابين!
وقرر «ناصر القصبي» أن يزوج ابنته من ابن صديقه الذي يشاركه نفس الفكر، لكن شقيقه تسبب في إيقاف هذا الزواج بحجة أن «ناصر ليبرالي» سني، فيما صديقه ليبرالي شيعي، والأسوأ من ذلك أنه لا ينتقد «حزب الله» اللبناني في مقالاته.
وبناءً على ذلك الاعتراض، قرر «ناصر القصبي» أن يختبر صديقه قبل أن يزوج ابنته من ابنه، فطلب منه أن يكتب مقالاً ينتقد فيه «حزب الله، إلا أن الصديق الشيعي رفض ذلك بحجة أن لا أحد يستطيع فرض مواضيع مقالاته عليه، ليقرر «القصبي» إلغاء الزواج.
شقيق «ناصر القصبي» الذي كان يسعى أن تكون الفتاة من نصيب ابنه، أخذ يمنح ابنه دروساً في الليبرالية، ولكن من دون أن يؤمن بها فعلاً، حيث كان كل ما يريده هو أن ينال إعجاب عمه فيزوجه ابنته.
وبالفعل تقدم لخطبة ابنة عمه، على اعتبار أن أفكاره تحولت منذ أسبوع إلى ليبرالية، ما أدى للموافقة على طلبه للزواج.
وتحولت الحلقة فجأة إلى انتقاد الكتاب الليبراليين واتهامهم بتسطيح الفكر الذي يدعون إليه، بحسب «هاف بوست» عربي.
وسبق لـ«القصبي» أن صوّب سهام نقده تجاه الليبراليين السعوديين في إحدى حلقات مسلسل «طاش ما طاش»، فكان القاسم المشترك بين الحلقتين القديمة والجديدة الإفراط في استخدام مفردات معقدة من قبيل «النهضوية» و«التنويرية» و«الحداثة» وغيرها، في الوقت الذي بدت فيه تصرفات الشخصيات بعيدةً كل البعد عن الفكر الليبرالي الذي تبشر به.
وأثار «القصبي» في الحلقة التي بثت، أمس، الموضوع على شكل حوار درامي ساخر بين الممثلين، حيث عرف «حبيب الحبيب» - أحد أبطال الحلقة - الليبراليين بأنهم «ناس يجلسون حريمهم مع رجالهم، ويبغون يصيرون زي الخواجات بس ما عرفوا».
ويبدو أن «القصبي» فشل في إرضاء أي جهة من خلال حلقة «زواج ليبرالي»، إذ كتب عبر حسابه على «تويتر» «والله يا أنا مبتلش بحلقة اليوم الليبراليين (شيعة وسنه) شابين علينا والبدو ما قصرو. وبعض الناس ملبدين ومتشققين من الوناسة ويحارشون من بعيد».
وبحسب جريدة «الحياة» اللندنية ذات التمويل السعودي، ظهر «القصبي» من خلال نقده إلى «الليبيرالية» المحلية والتي لم تكن الوحيدة في أعماله الدرامية أو الكوميدية، توازناً مع النقد المعروف عنه للتيار الديني الذي كانت تفاصيله خلال العقدين الماضيين المادة الدسمة في رمضان من خلال العديد من الحلقات التي بدأها بـ«طاش ما طاش»، وأخيراً «سيلفي»، إذ كان نقد التيار الديني حينها من المحاذير التي لا يقترب منها العمل الفني المحلي، مهما قل مقدار جرعات النقد التي تتم فيه. ولا يكف «القصبي» عند تناوله بالنقد للتيارات الفكرية أو الظواهر الاجتماعية من التأكيد بأن دوره كفنان يتطلب منه العمل بحيادية ولمصلحة المجتمع، بعيدا عن الترصد لتيار أو آخر، وهي الحال التي يدعمها من خلال الشخصيات التي يجسدها في أعماله والتي في العادة تخدم الهدف من موضوع الحلقة.
ستحدث هذه الحلقة رد فعل عكسي، فهي لن تنال رضا الليبيراليين المحليين، وستنتصر بطريقة غير مباشرة للتيار المناوئ لها، فهي، بحسب تفاصيل الحلقة، أظهرت أن الليبيرالية بمفهومها المحلي ما هي إلا لباس يخفي تحته شخصية متشددة بامتياز.
