استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إيران وأمـيركا في العـراق من جـديد

الثلاثاء 30 مايو 2017 08:05 ص

إيران وأميركا في العراق من جديد

منذ اللحظة التي سقط فيها العراق بيد الأميركان، دخل الإيرانيون بكل قوة إلى البلد، أولاً عبر رموز ومجاميع كانت تتبعهم وجاءت على ظهر الدبابة الأميركية، وثانياً عبر شراء أخرى كانت موجودة في الداخل، وبدأ العمل عليها بكل قوة عبر المال والنفوذ الديني.

لم تقف إيران إلى جانب المقاومة المسلحة ضد الغزو الأميركي، وإن شجعتها بشكل غير مباشر، واستقر رأيها عبر الأتباع على نظرية مفادها أن الشيعة قاوموا البريطانيين في ثورة العشرين، فحصد السنّة الحكم، وأن المشهد سيكون معكوساً هذه المرة، حيث سيقاوم العرب السنّة، بينما يحصد الشيعة الحكم، مع التذكير بأن الجزء الأول مزوّر، لأن العرب السنة كانوا حاضرين بكل قوة في ثورة العشرين.

تحت وطأة المقاومة، ازداد لجوء الأميركان إلى القوى الشيعية، وكان التحالف الذي أسنده بطبيعة الحال مراهقون من العرب السنّة، قبلوا بحشر الفئة التي ينتمون إليها في دائرة الأقلية، وبنسبة غير حقيقية هي %20.

توقفنا مراراً عند موقف إيران وأتباعها من المقاومة، ودفاعهم عن مطايا الأميركان، بمن فيهم حسن نصر الله الذي طالما دافع عن تلك القوى التي ركبت دبابة المحتل.

كان بوسع خامنئي أن يحتفظ بالإنجاز الذي تحقق بسيطرته عملياً على الدولة العراقية، ومن ثم خروج الأميركان تقريباً من البلد، ولكن الهوس الطائفي وغرور القوة ما لبث أن استكثر على العرب السنّة أن يكونوا جزءاً معتبراً من العملية السياسية بعد أن ذهبوا للانتخابات في 2010، وحصلوا على نسبة مهمة من مقاعد البرلمان، فدفع تابعه المالكي للإمعان في تهميشهم وإقصائهم.

وحين احتجوا سلمياً، رد عليهم بقوة السلاح، فعادت دوامة العنف من جديد، وحصل تنظيم الدولة على حاضنة شعبية أعادت له قوته، فكان ما كان.

تحت ضغط الواقع الجديد، وعودة التدخل الأميركي استثماراً للوضع الجديد، اضطر خامنئي إلى التنازل عن رجله (المالكي)، لصالح آخر من نفس اللون (العبادي)، لكن الجديد لم يشأ أن يكرر ذات التجربة، فسعى إلى التملص من الهيمنة الإيرانية، وهنا رد عليه سليماني بإنشاء مليشيات تتبعه، وبالطبع تحت لافتة محاربة تنظيم الدولة.

العبادي يدرك تماماً أن استعادة المناطق من تنظيم الدولة ما كان له أن يتحقق من دون الغطاء الجوي الأميركي، لكن إدارة الظهر لإيران ومليشياتها ليس سهلاً بحال، ومن هنا نشأت هذه الحالة من المراوحة والارتباك التي يعانيها طوال الوقت، فهو يريد الحضن الأميركي، لكنه عاجز عن مواجهة النفوذ الإيراني أو تحجيمه.

وفي حين اضطر إلى تشريع ما يسمى مليشيات الحشد الشعبي، مع دفاعه عنها بين حين وآخر، إلا أنه يحاول من جهة أخرى استعادة دولة تتمرد عليه، لأن الجزء العميق منها ما زال يدين بالولاء للمالكي.

وفي ظل هذه المعادلة المعقدة لا يجد المواطن العراقي أي أفق لتحسن معيشته، لكن جزءاً معتبراً منه يدرك أن إيران هي التي تصنع مصائبه، ولذلك هتف في مواجهتها «إيران بره بره»، وإن سمعت وطنّشت، بل أدانت وهددت، بل وعاقبت في السر والعلن.

هكذا، وبسبب غرور القوة الإيراني، وعبثية الأحلام التي تلبست خامنئي، وهي ذاتها التي دفعته للتدخل المجنون في سوريا، عاد الأميركان أكثر قوة في العراق (صار لهم موطئ قدم في سوريا أيضاً)، بينما أصبحت إيران سبباً للمصائب في وعي جمهور معتبر من الشيعة، فيما هي الشيطان في عرف العرب السنّة، وتصاعدت طموحات الأكراد واستخفافهم بالدولة العراقية ورموزها.

هذه هي المعادلة المجنونة في العراق اليوم، والتي يدفع ثمنها الإنسان العراقي الذي سرق لصوص إيران ثرواته، ووضعوه في مأزق الموت والدمار، من دون أن يكسب خامنئي شيئاً، ومن يقارن وضعه في العراق 2010، بوضعه الآن سيدرك ذلك تماماً.

* ياسر الزعاترة كاتب سياسي أردني/ فلسطيني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

إيران أميركا العراق سورية الاحتلال الأميركي النفوذ الديني المقاومة المسلحة الغزو الأميركي الشيعة ثورة العشرين السنة