المغرب.. تجدد التظاهرات المطالبة بالإفراج عن «ناصر الزفزافي»

الأربعاء 31 مايو 2017 05:05 ص

تظاهر آلاف الأشخاص في الحسيمة مساء الثلاثاء للمطالبة بالإفراج عن «ناصر زفزافي» زعيم حركة الاحتجاج الشعبي في شمال المغرب، الذي أوقفته الشرطة الإثنين، كما ذكر مراسلون من وكالة فرانس برس.

ونظمت التظاهرات في شوارع حي سيدي عابد غير البعيد عن وسط المدينة بعد افطار رمضان.

وكانت قوات مكافحة الشغب منتشرة في مكان غير بعيد عن جادة طارق بن زياد، لمحاولة منعهم من التقدم. وقد تراجعت تحت ضغط المحتجين، بدون أن تقع أي صدامات.

وهتف المتظاهرون «كلنا زفزافي» و«كفى عسكرة»، رافعين صور زعيم الحراك.

ومساء أمس الاثنين، خرجت المظاهرات في عدد من المدن المغربية تضامنًا مع بات يُعرف بـ«الحراك الشعبي» في محافظة الحسيمة، وعدد من مدن منطقة الريف شمال شرقي البلاد، التي تشهد احتجاجات بشان مطالب اجتماعية منذ أزيد من 7 أشهر.

بداية الاحتجاجات كانت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بمدينة الحسيمة الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب، وهي عاصمة الريف الناطق بالأمازيغية، الأمن يصادر بسطة سمك تعود لبائع أسماك بسيط اسمه «محسن فكري» تحت مبرر عدم امتلاكه لرخصة بيع، ويُلقى بالسمك في شاحنة الزبالة أمام عيني البائع الذي لم يتمالك نفسه وهو يرى لقمة عيش أطفاله تُرمى، فألقى بنفسه خلف السمك في شاحنة القمامة، فغضب رجل الأمن وقال كلمة صارت مشهورة عند المغاربة «طحن مُو». وبالفعل اشعل محركات ضغط القمامة وعصر جسد «محسن فكري» حتى قُتل..

واحتج أهالي الحسيمة الذين شاهدوا هذه الجريمة بأعينهم، وخرجت المسيرات في الشوارع، وبعد أيام من الضغط الشعبي تم التضحية بشخص أو اثنين كانا المسؤولين المباشرين عن الجريمة. ولكن الناس لم تتوقف، وأخذت الاحتجاجات تزداد وتتحول إلى حركات مطلبية اقتصادية واجتماعية .. في بداية الاحتجاجات برز شاب عمره 38 عاماً، وكان عاطلاً عن العمل، اسمه «ناصر الزفزافي». قاد «ناصر» المسيرات وبدأ يخطب في الجموع .

جد «ناصر» كان اليد اليُمنى لـ«عبدالكريم الخطابي» الزعيم المغربي الكبير والمناضل ضد الاستعمار، لذا يردد «ناصر» دائماً أنه يسير على نهج «الخطابي» في التحرر والوقوف ضد الظلم والدفاع عن المهمشين .. بدأ «ناصر» يتحدث عن تهميش الريف وانعدام التنمية وانتشار البطالة والظلم والفقر وفساد الحكومة، ثم بدأت نبرة خطاباته تزداد، فبدأ يوجه نقده للمخزن والملك مباشرة، بحسب ما ذكر الناشط السعودي «نواف القديمي» في تدوينه له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

خلال أسابيع تحول «ناصر الزفزافي» إلى أيقونه نضالية، وصوت احتجاج الريف المهمش والانسان المسحوق.. انتقلت المسيرات والتجمعات إلى كثير من مدن وقرى الريف، وصارت خطابات «ناصر» هي الملهم الأكبر لهذه الاحتجاجات، وبدأت نبرة الاحتجاج السياسي ترتفع

كانت مقاطع «اليوتيوب والفيسبوك» التي تحوي خطب «ناصر» تحصد مئات آلاف المشاهدات، وبحسب موقع «الجزيرة جلب آخر مقطع له الثلاثاء الماضي - وفي أقل من ثلث ساعة - أكثر 350 ألف متابع، و13 ألف مشاركة، و33 ألف تعليق.

قبل أيام، وفي صلاة الجمعة الأخيرة قبل رمضان، وفي المسجد الكبير في الحسيمة كان خطيب الجمعة يتحدث عن الفتنة التي أحدثها الحراك ووجوب التوقف عن الاحتجاجات، قاطع «ناصر الخطيب ووقف متحدثاً بحماسته المعهودة عن حق الناس في المطالبة بحقوقها، وأن الفتنة هي الصمت على الظلم، وانتقد شيوخ السلطان الذين يتسربلون بالدين كي يكرسوا الاستبداد.. على إثر ذلك أصدر الوكيل العام للملك أمراً باعتقال «ناصر» بدعوى أنه أساء لأداء شعيرة دينية، وهو أمرٌ يجرمه القانون المغربي، وخلال مداهمة الأمن لبيته تصدى أنصاره لهم. فلم تستطع الشرطة اعتقاله، لكنها اعتقلت عناصر أخرى من قيادات الحراك الشعبي. وبدأت التظاهرات تخرج كل يوم بعد التراويح تطالب بسحب مذكرة الاعتقال وإطلاق سراح المعتقلين الآخرين، والتفاعل الفوري مع مطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

صباح أمس تم اعتقال «ناصر الزفزافي» .. لكن لا يبدو أن الاحتجاجات ستهدأ ..

  كلمات مفتاحية

الزفزافي المغرب الحراك الشعبي

النيابة المغربية مستعدة للتحقيق حول الانتهاكات ضد قائد حراك الريف