«جاريد كوشنر» «الصهر المثالي» لـ«ترامب» يواجه عاصفة روسية

الأربعاء 31 مايو 2017 11:05 ص

جعل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من صهره ومستشاره «جاريد كوشنر» (36 عاما) أحد دعائم البيت الأبيض، لكن الشبهات والتسريبات حول الدور الذي لعبه في الملف الروسي يهدد موقعه.

قلة هم الأمريكيون من خارج أوساط السلطة في نيويورك وواشنطن، الذين سمعوا صوت «كوشنر». فهو لا يشاهد إلا على هامش مؤتمر صحفي، أو أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي، أو لدى نزوله من الطائرة الرئاسية. ويكون على الدوام أنيق الملبس وعلى وجهه ابتسامة لطيفة، ابتسامة الصهر المثالي. وأهم سلاح بيد «كوشنر هو وجهه البريء الهادئ.

الواقع أن زوج «إيفانكا ترامب» هو منذ حملة المرشح «ترامب» عام 2016، رجل المهمات الحساسة، ذاك الذي عرف كيف يعيد الرئيس إلى السكة في ملفات صعبة، إنما كذلك كيف يشجع أحياناً أطباعه النزقة بالفطرة.

في يوليو/تموز 2016، وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه مدير الحملة الفعلي. وبعد ذلك بقليل، يشتبه بأنه هو الذي استبعد كريس كريستي الذي كان في طليعة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، بعدما كان كريستي في الماضي المدعي العام الذي لاحق والده، مطور عقاري حكم عليه بالسجن عام 2005 لإدانته بعمليات احتيال.

وبات «كوشنر» في تلك الفترة يعرف بأنه الممسك الفعلي بالقرار خلف ترامب. فكان كبار المانحين والأعيان الجمهوريون وغيرهم من أعضاء هيئات السلطة يتصلون به ويتقاطرون إلى مكتبه لتمرير رسائلهم إلى ترامب.

وبات الدبلوماسيون الأجانب أيضا يمرون عبره لإقامة صلات مع خصم هيلاري كلينتون، تحسبا لاحتمال فوزه في الانتخابات، ولا سيما اليابانيون الذين حصلوا بفضله على أول لقاء للرئيس المنتخب مع مسؤول أجنبي كان رئيس الوزراء شينزو أبي في نوفمبر/تشرين ثاني.

ولم يكن مفاجئاً أن يعينه «ترامب» كبير مستشاريه في سائر الملفات عند وصوله إلى واشنطن، ويكلفه الملف الدبلوماسي.

تزعم «كوشنر» الفصيل المعارض لستيفن بانون، مسؤول الاستراتيجيات القومي في البيت الأبيض المقبل من موقع برايتبارت نيوز الإخباري الذي يعتبر منصة للقوميين والعنصريين.

لقاءات مع روس 

نسجت علاقة الثقة بين رجل الأعمال الملياردير وصهره تدريجياً منذ زواج جاريد وإيفانكا عام 2009.

و«ترامب» من أتباع الكنيسة المشيخية لكنه غير ملتزم، في حين أن الشاب الذي هو حفيد ناجين من محرقة اليهود المزعومة إبان الحرب العالمية الثانية، يهودي ملتزم يمارس شعائر دينه ويتوارى كل يوم جمعة عند المساء التزاما منه بعطلة السبت اليهودية، واعتنقت إيفانكا الديانة اليهودية.

لكن الطابع المشترك الأبرز بين ترامب وكوشنر يبقى النشاطات في القطاع العقاري.

ف«كوشنر» الذي درس القانون وتخرج من هارفرد ومن جامعة نيويورك، تولى زمام الشركة العائلية، وبعض الصفقات التي عقدها تنطوي على مجازفة، ولا سيما إعادة شراء البرج في الرقم 666 على الجادة الخامسة عام 2007 بسعر باهظ، ولا يزال المبنى حتى الآن غير مربح.

كما أن إعادة شراء صحيفة نيويورك أوبزرفر الأسبوعية الصغيرة عام 2006 لم تكن نجاحا باهرا.

وإن كانت المطبوعة أكسبت الشاب بعض الشهرة، إلا أنها أثارت انتقادات.

وقالت معاونة سابقة له لموقع بوليتيكو إن كوشنر لم يكن سوى وريث محظي، وإنه لم يكن يتمتع بقدر خاص من الذكاء أو الانكباب على العمل.

لكن الواقع أنه لم يوفر جهدا في خدمة «ترامب» ، ما قد ينقلب ضده اليوم.

فقد ورد اسمه في التحقيق الذي كان يجريه الإف بي آي وبات اليوم في عهدة المحقق الخاص روبرت مولر، حول احتمال وجود تنسيق بين فريق حملة «ترامب» وروسيا.

والتقى «كوشنر» في ديسمبر/كانون أول السفير الروسي في الولايات المتحدة «سيرغي كيسلياك، وكذلك سيرغي غوركوف رئيس البنك الروسي العام (فنيشيكونومبنك) الذي يسيطر عليه مقربون من الرئيس «فلاديمير بوتين ويخضع لعقوبات فرضتها واشنطن.

وتطورت التبريرات لهذه اللقاءات مع تواصل التسريبات وكشف المعلومات.

وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن «كوشنر» عرض على السفير الروسي «سيرغي كيسلياك» إقامة قناة تواصل سرية مع الكرملين، وهو أمر لم ينفه البيت الأبيض. أما اللقاء مع غوركوف، فبررته روسيا في بادئ الأمر باهتمامها بشركة كوشنر.

وفي مواجهة استمرار القضية الروسية التي تثير استياءه، أكد الرئيس الأمريكي الاثنين أنه يبقى على ثقة تامة بصهره.

لكن الواقع أن «كوشنر» لا يمكن أن يكون كسائر معاوني الرئيس الذين يمكنه التخلص منهم متى يشاء، وهو ما اختبره قبله بيل كلينتون بعد فشل إصلاح نظام الضمان الصحي الذي عهد به إلى زوجته هيلاري آنذاك.

وفي هذه الأثناء، وعد مستشار الرئيس من خلال محاميه بالتعاون مع التحقيق الذي يجريه الكونغرس.

تسليم وثائق

وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر حكومي مطلع إن مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض «مايكل فلين» أبلغ لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أنه سيبدأ في تسليم بعض الوثائق التي طلبتها اللجنة.

وأبلغ مندوبون عن «فلين اللجنة في رسالة بالبريد الإلكتروني الثلاثاء أنهم سيبدأون في تسليم بعض الوثائق المطلوبة في الوقت المحدد للوفاء بالموعد الذي حددته اللجنة وأنه سيتم تسليم المزيد من الوثائق لاحقا.

وكانت اللجنة التي تحقق في تدخل روسي مزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي أصدرت أوامر استدعاء لاثنتين من شركات فلين بعد أن رفض فلين الاستجابة لاستدعاء بحقه شخصيا.

يذكر أن «ترامب» أقال «فلين» بعد 24 يوما على تعيينه لعدم قوله الحقيقة بشأن اجتماعات عقدت مع السفير الروسي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ «طلبت من الفريق السياسي للرئيس ترامب أن يجتمع ويقدم جميع المستندات المتعلقة بروسيا، رسائل الكترونية وتسجيلات هاتفية منذ إطلاق حملته الانتخابية في حزيران/ يونيو 2015».

ولم يصدر تعليق على الفور من البيت الأبيض. ووعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) المقال جيمس كومي الإدلاء بشهادته في جلسة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا كوشنر ترامب تجسس