صحفي إسرائيلي مقرب من «نتنياهو» ينضم لحملة الهجوم الإعلامي ضد قطر

الخميس 1 يونيو 2017 06:06 ص

كتب «يوني بن مناحيم» مدير التلفزيون الإسرائيلي سابقا، وأحد المقربين من رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو» تقريرا صحفيا حول الحملة الحالية التي تستهدف دولة قطر، محملا بإشارات تحريضية تدعو ضمنا إلى فرض عقوبات اقتصادية على الدوحة.

واستخدم «بن مناحيم» في تقريره الذي نشر في موقع «معهد أورشليم» للدراسات الذي يديره وكيل الخارجية الإسرائيلي السابق «دوري غولد» المعروف بعلاقات تجمعه بشخصيات من بعض دول الخليج، مصطلحات منسوخة مما ينشر في بعض الإعلام العربي والأمريكي ضد الدوحة حاليا، بدعوى أنها تمول وتدعم الإرهاب من خلال جماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس»، وتسعى إلى بناء محور جديد قطري إيراني تركي.

وتضمن المقال فقرات تكاد تكون منسوخة من مشروع القانون الأمريكي المقدم للكونغرس قبل أيام، لمعاقبة داعمي المقاومة الفلسطينية، ويخص بالذكر دولة قطر.

وتحدث التقرير الذي جاء تحت عنوان «أكاذيب قطر» عن كيفية بدء الحملة على قطر وقرصنة موقع «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) وما سبقها من أحداث يربطها الكاتب مباشرة بما يسميها الأزمة الخليجية، تحديدا ما يدعي أنه كان لقاء متوترا بين أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على هامش قمة الرياض، وما أورده مقال في صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية ضد قطر، حيث اتهم كاتبه «جون هانا»، أحد مستشاري «ديك تشيني»، قطر بمساندة الإرهاب، والتحريض على قتل الأمريكيين في العراق، ومد مجموعات إرهابية إسلامية في سوريا، بالمال والسلاح، وتوفير الملجأ لعضو «القاعدة»، «خالد الشيخ محمود» في الدوحة.

وتطرق كاتب المقال المقرب من «نتنياهو» إلى مجموعة من المواقف الإسرائيلية التي تتشابه مع ما يتردد في الكثير من الإعلام العربي، خصوصا في ادعائه بأن قطر السنية انضمت لإيران الشيعية.

وذكر في هذا السياق مجموعة شائعات، مستعينا بصحيفة «عكاظ» السعودية التي زعمت أن وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» التقى في بغداد بـ«قاسم سليماني»، متجاهلا تكذيب بغداد للشائعة.

وقال «بن مناحيم»: «لا يستبعدون، في العالم العربي، احتمال أن تنسحب قطر من المعسكر السني وأن تنشئ حلفا جديدا مع تركيا وإيران، وهو تحرك من شأنه أن يضعف المحور السني». كما هاجم «بن مناحيم» قطر بسبب استضافتها الشيخ «يوسف القرضاوي» وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين» التي غادرت مصر في أعقاب الانقلاب على الرئيس المنتخب «محمد مرسي».

وخصص الكاتب فقرات طويلة لتركيا على قاعدة أن هناك تشابها كبيرا في منطلقات السياسات الخارجية لكل من الدوحة وأنقرة.

وزعم أن التبرع القطري لدعم «هيلاري كلينتون» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سبب توترا كبيرا بين قطر وبين دول الخليج، متجاهلا حقيقة أن أبوظبي كانت المتبرع الأجنبي الأكبر لحملة المرشحة الديمقراطية.

وخلص الكاتب الإسرائيلي المقرب من «نتنياهو»، إلى استبعاد قطع قطر علاقاتها مع إيران، ومع حركة «الإخوان المسلمين» و«حماس».

ونالت قناة «الجزيرة» جزءا واسعا من حملة «بن مناحيم»، انطلاقا مما يقول إنها امتيازات قدمتها لها السلطات الإيرانية لتغطية الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة، ليعبر عن موقفه العدائي ضد الدوحة ويقول إن سياستها تقوم على استخدام المال الكثير المتوفر لها بسبب مارد النفط والغاز من أجل إشعال الحرائق في كل دولة عربية ممكنة.

وطرح «بن مناحيم» موضوع قاعدة العديد الأمريكية في قطر، زاعما أن قطر تخضع في الفترة الأخيرة لضغوط بفعل خوفها من أن يقوم «ترامب» بنقل القاعدة إلى دولة أخرى في الخليج وأن يفرض عليها عقوبات بفعل تأييدها للإرهاب، وهو ما يتناغم مع التصريحات التي تتبناها دوائر محسوبة على لوبيي تل أبيب أبو ظبي في الولايات المتحدة هذه الأيام.

ونسب «بن مناحيم» إلى محللين في العالم العربي قولهم إنه تقف وراء هذا الهجوم على قطر، أجهزة استخبارات لعدة دول عربية تتطلع إلى تشويه سمعتها لدفع إدارة «ترامب» لفرص عقوبات عليها.

وقد أثارت التصريحات المفبركة في 23 مايو/أيار الماضي، لأمير قطر حول العلاقة مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وتوتر في العلاقات مع السعودية الإمارات والبحرين ومصر والموقف من «الإخوان المسلمين» و«حماس» وإيران، ردود فعل فورية في وسائل إعلام خليجية، بينها قنوات ممولة سعوديا وإماراتيا، واصلت بثها حتى بعد صدور نفي الدوحة.

ومنذ الإعلان عن موعد زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة العربية السعودية، ارتفعت وتيرة النشر في الإعلام الأمريكي ضد دولة قطر عموما، ليصل عدد المواد الصحافية المكتوبة التي تندرج في خانة «شيطنة قطر» إلى 13 مقال رأي خلال 5 أسابيع، بحسب أرقام أدلى بها وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، في سياق تعليقه على الحملة المستجدة ضد بلده والتي انطلقت بزخم غير مسبوق وبأدوات جديدة تمثلت باختراق موقع «وكالة الأنباء القطرية» (قنا)، قبل أسبوع، واختراع خطاب غير موجود لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، يكون منطلقا لشن حرب إعلامية وسياسية ضد الدوحة.

  كلمات مفتاحية

قطر إسرائيل أمريكا السعودية الإمارات الشيخ تميم ترامب الأزمة الخليجية

«السويدان» عن الأزمة الأخيرة: قطر يجب أن تُشكر لا أن يتم التحامل عليها