توقع محلل سياسي روسي أن يكون ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي «محمد بن سلمان»، طلب خلال زيارته الحالية إلى موسكو، تعاون الأخيرة مع مشروع «الناتو العربي»، التي تحشد له إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لتشكيله للوقوف في وجه إيران.
وقال «جيفورغ ميرزايان»: «لا يخفى أن الرياض تحاول إنشاء كتلة إقليمية لمواجهة إيران وتقويض نفوذها في الشرق الأوسط كله. وكجزء من هذه العملية، استخدمت السعودية دونالد ترامب من خلال عرضها تجارة واستثمار مشروع بقيمة 350 مليار دولار، كما يعزز السعوديون فكرة إنشاء (الناتو العربي). ومن الواضح أن الأمير محمد بحث مشاركة روسيا في هذا المشروع»، حسب وكالة سبوتنيك الروسية.
لكن «ميرزايان»، الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في جامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، استبعد تعاطي موسكو مع أي طرح سعودي في هذا الصدد.
ومبررا ذلك، أوضح أن «الكرملين لا يريد الدخول في أي مواجهة مع إيران، وقد لا تكون روسيا معجبة ببعض جوانب السياسة الإقليمية لإيران، على سبيل المثال موقف طهران من إسرائيل، إلا أن العلاقات الثنائية بينهما لا تعاني من أي تحديات كبيرة».
وأضاف: «تقديم الرياض المساعدة لجماعات معارضة في سوريا سبب ثاني يجعل الكرملين متشككا بشأن المشاريع الاستراتيجية المشتركة مع شركاء مثل المملكة العربية السعودية، ويعتقد الخبراء الروس أن الثقة بالشركاء السعوديين قد وصلت للحد الأدنى».
ورأى «ميرزايان» أن الرياض ستبذل محاولة أخرى لإقناع موسكو بالتعاون مع «الناتو العربي» خلال زيارة الملك «سلمان بن عبد العزيز» المقبلة لروسيا، والتي يرتقب أن تتم قبل نهاية العام الحالي (لم يتحدد لها موعداً بعد).
وبدأ «بن سلمان» زيارة إلى روسيا، أول أمس الثلاثاء، حيث عقد مباحثات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».
وفى وقت سابق من هذا العام، ظهرت تقارير تشير إلى أن إدارة «ترامب» تجري محادثات مع حلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط بما فيها مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة من أجل إنشاء تحالف عسكري إقليمي لمواجهة نفوذ إيران.
وعن هذا التحالف، قال «ميرزايان» إنه «من غير المتوقع أن تغيّر روسيا موقفها من التحالف العسكري المحتمل؛ لأن البلاد في وضع خاص للقيام بدور الوسيط في الشرق الأوسط؛ حيث أنها تقيم علاقات عمل مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة».
