مثقفون سعوديون: انتخابات «الأندية الأدبية» أوجدت كيانات غير أدبية

السبت 3 يونيو 2017 07:06 ص

يخوض عدد من الأندية الأدبية تباعاً انتخاب مجلس الإدارة، الأمر الذي يعود معه السجال حول جدوى الانتخابات منذ أن أقرتها وزارة الثقافة والإعلام، سجال ونقاش وخلاف أحياناً بين مؤيد لاستمراريتها وداع إلى عودة التعيين.

وعلى رغم أن الانتخابات ضرورة وحيوية للعمل الثقافي، إلا أنها عملية أثبتت التجارب انحرافها عن الهدف الذي خطط له، إذ عبر هذه الانتخابات ومن خلال ثغرات في اللائحة الخاصة بالأندية الأدبية استطاع غير الأدباء والمثقفين الفوز وإدارة هذه المؤسسات انطلاقاً من رؤية ضيقة لا تسنتد إلى خبرة ولا تعرف حرية الرأي ورحابة الثقافة، بحسب «الحياة».

كتاب ومثقفون سعوديون أكدوا أن المشكلة انطلقت من الخلل في اللائحة التي يجب إعادة النظر فيها.

تعديل شروط العضوية

الشاعر والكاتب «علي الديمي» قال: «إن المشكلة نمت وترعرعت في ظل ما نعرفه من تجاوزات كثيرة في تسجيل عضوية الجمعية العمومية للنوادي الأدبية. ونتج ذلك من شروط العضوية التي فتحت الباب لكل خريجي الجامعات لأن يصبحوا أعضاء في الجمعية العمومية بمعزل عن اهتمامهم وانخراطهم الحقيقي في الحقل الإبداعي الأدبي، واستغل ذلك عدد من الأندية ومنها نادي المنطقة الشرقية لتحشيد تيار محافظ يناصر إدارته في الانتخابات».

وأضاف «الديمي»: «لا أظن النوادي الأدبية ستؤدي دورها المناسب في ضوء استمرارية شروط العضوية الحالية كما هي، بقطع النظر عن دور الوزارة الإداري أو المالي في كل ذلك. ولكنني سعيد بقيام النادي الأدبي في الرياض بإجراء انتخابات جديدة لاختيار أعضاء مجلس إدارته، لأنني كنت أرى ما يشير إلى انتهاء مرحلة الانتخابات إلى الأبد».

واختتم كلماته بالقول: «فلعل هذا الحراك يصحح الأخطاء من أجل أن يعمق تجربة الانتخاب وتعديل شروط العضوية ورعاية الإبداع الجديد مع الزمن، على رغم غياب ما يكفل حرية التفكير والكتابة والإبداع في وسطنا الثقافي والقانوني والإعلامي».

معضلة ما بعد الانتخابات

أما القاص والمسرحي «محمد ربيع الغامدي» فقال إن: «الأندية الأدبية حتى الآن لا تخرج عن اقطاعيات تمنحها وزارة الثقافة لعشرة من المشتغلين بالثقافة والأدب في كل منطقة، يصل هؤلاء العشرة عن طريق الانتخابات التي تنظمها الوزارة، وغالبية تلك الانتخابات لا يتطرق إليها شك، لكنها تؤول إلى النتيجة نفسها التي تؤول إليها انتخابات غير نزيهة لا سمح الله، وبالتالي فإن فشل الانتخابات أو نجاحها ليس معضلة ذات شأن، في جميع الحالات سيأتي عشرة، عشرة ليسوا من المريخ ولا من عطارد، عشرة ليسوا من خارج المحيط، بل من المشتغلين بالثقافة والأدب، أسماء نعرفها ونتعلق بها، لكن المعضلة تبدأ بعد الانتخابات وهذا محك نجاح الوزارة أو فشلها، إما أن تجعلها منحة وإما أمانة».

غياب الرؤية أوجد كيانات مجزرة

الفنانة التشكيلية «اعتدال عطيوي» تقول: «الأندية الأدبية نظام عفا عليه الزمن الذي يحتاج إلي رؤية جديدة تماماً للواقع الثقافي الحالي بصفة عامة، والذي لم يعد يقبل كيانات مجزرة. فالثقافة روافد لنهر واحد، لذا دعونا مراراً إلى وجوب إحلال المراكز الثقافية بدلاً من النوادي وجمعيات الثقافة والفنون».

وأضافت «عطيوي»: «ما زالت الرؤية الغائمة تسيطر على المشهد الثقافي طالما نظل في اجترار هذة الكيانات الضعيفة المنفصلة عن التأصيل الثقافي الحقيقي بطروحات عادية مكررة بليدة أحياناً، تندرج تحت تحصيل الحاصل ليس إلا، والنتاج السنوي على كل الأصعدة يبرهن ذلك المختلف منها كبعض الأندية لا يغير من النتيجة العامة».

واختتمت كلماتها بالتأكيد على: «نحتاج إلى تغيير شامل للرؤية الثقافية وفق خطة مدروسة تستدعي الواقع الفكري والثقافي للمجتمع السعودي. الرؤية اليوم اختلفت إلى درجة كبيرة عن زمن إنشاء الأندية وغيرها من الكيانات الثقافية التي تأخرت عن الواقع حالياً، ويمكن الاستعانة بالمثقفين والمثقفات لتكوينها. اعتقد اننا نعاني غياب الرؤية شبه التامة للواقع الثقافي الحالي، خصوصاً لو قارنا بما هو موجود حولنا من طروحات إبداعية مميزة تستلهم روح الابداع بكل اطيافة في شمولية متجانسة».

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

مثقفون سعوديون أندية ادبية انتخابات