انتقادات داخلية ودولية لقرار «ترامب» بالانسحاب من اتفاق باريس المناخي

الأحد 4 يونيو 2017 06:06 ص

أثار قرار الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» سحب بلاده من اتفاق باريس التاريخي للمناخ، انقساما وتظاهرات في الولايات المتحدة.

ورفض حكام 10 ولايات ورؤساء بلديات 69 مدينة أميركية تنفيذها.

وانتقد الرئيس الأميركي السابق «باراك أوباما» خطوة خلفه، فيما تحدثت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب «نانسي بيلوسي» عن «تنازل مذهل من القيادة الأميركية وتهديد خطر لمستقبل كوكبنا».

لكن جمهوريي الكونغرس دعموا «ترامب»، فيما تعهد وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» أن تواصل بلاده جهودها لخفض انبعاثات غاز الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.

وأعربت شخصيات صناعية أميركية عن استيائها من خطوة «ترامب»، فيما قالت المسؤولة الأميركية السابقة «ويندي شيرمان»، إن انسحاب واشنطن «يفتح نافذة أمام الصين للقيادة عالمياً، وتحسين علاقتها مع الاتحاد الأوروبي»، معتبرة أن ترامب «يلعب الداما، فيما تتطلب السياسة الدولية والاستراتيجية مهارة في لعب الشطرنج».

 

انتقادات دولية

وأسفت المستشارة الألمانية «أنغيلا مريكل» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ورئيس الوزراء الإيطالي «باولو جنتيليوني» لقرار «ترامب»، وأكدوا في بيان مشترك أن الاتفاق «لا يمكن التفاوض في شأنه مجدداً، كونه وثيقة حيوية لمصلحة كوكبنا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا»، متعهدين «تصعيد جهود دعم الدول النامية» في هذا الصدد.

وشددت«مريكل» على أهمية الاتفاق لـ «حماية الخليقة»، مضيفة «لنواصل السير في هذا الطريق، لكي ننجح من أجل الكوكب الأم. في ألمانيا وأوروبا والعالم، سنوحّد صفنا للتصدي بنجاح للتحديات الكبرى التي تواجه البشرية». وأعلنت فرنسا أنها ستعمل مع مدن وولايات في الولايات المتحدة، لمواصلة جهود مكافحة تغيّر المناخ.

وفي بروكسيل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي «دونالد تاسك»، وإلى جانبه رئيس الوزراء الصيني «لي كيكيانغ»، أن الاتحاد الأوروبي وبكين مقتنعان بأن قرار «ترامب خطأ ضخم»، مؤكداً التزام الجانبين تطبيق اتفاق باريس «تضامناً مع الأجيال المقبلة وإحساساً بالمسؤولية في سبيل الأرض».

هذا، واعتبر الكرملين أن تطبيق الاتفاق الذي أبرمته 195 دولة عام 2015، ليس ممكناً من دون الولايات المتحدة، فيما تخوّف خبراء ومسؤولون أميركيون سابقون من انعكاسات القرار على تراجع القيادة الأميركية، وصعود الصين على الساحة الدولية.
وقدر مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس قد يزيد درجات الحرارة العالمية 0.3 درجة بحلول نهاية القرن، في أسوأ سيناريو محتمل.

وكانت الولايات المتحدة تعهدت خفض انبعاثاتها بين 26 و28 في المئة عن مستويات 2005، وذلك بحلول العام 2025، علماً أنها مسؤولة عن أكثر من 15 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وتحتل المرتبة الثانية بعد الصين.

وأعلن «ترامب» انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، معللا ذلك بأن الاتفاقية ظالمة لبلاده، مما خلف غضبا كبيرا بين قادة الدول الموقعة على الاتفاقية.

وقال إن الولايات المتحدة مستعدة للدخول ولكن فقط إذا استطاعت الحصول على شروط أكثر ايجابية، مضيفا «إنني انتخبت لتمثيل مواطني وليس باريس».

وقال «ترامب» إن بلاده ستبدأ مفاوضات إما للعودة للاتفاقية أو للدخول في اتفاق جديد «بشروط عادلة للولايات المتحدة وشركاتها وعمالها وشعبها ودافعي الضرائب».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ترامب اتفاق باريس المناخي أمريكا ولايات أمريكية