الإعلام الإماراتي يواصل بث سمومه ويتهم قطر بطعن «التحالف العربي» في اليمن

الاثنين 5 يونيو 2017 12:06 م

شنت وسائل إعلام إماراتية هجمة جديدة ضد دولة قطر اتهمتها فيها بدعم قوى الشر في اليمن على حساب «التحالف العربي» لدعم الشرعية.

وزعمت صحيفة «الخليج» الإماراتية، أن قطر مدت خيوط لعبتها للتحالف مع قوى الشر في اليمن على حساب «التحالف العربي» الداعم للشرعية، وقدمت الدعم اللوجستي اللامحدود لجماعة «الإخوان المسلمين» في اليمن، التي سعت جاهدة لمصادرة الدولة وأسلمتها على طريقتها الخاصة، والسيطرة على أركانها، لتلقي بها في مهاوي الظلام، وفق ما جاء في الصحيفة.

وادعت الصحيفة أن قطر وجهت طعنة في ظهر أشقائها في دول الخليج، من خلال استغلال مآسي اليمن لتحقيق مآربها الخاصة، واختارت حزب «الإصلاح الإخواني» ليكون هو أداة التنفيذ.

وحسبما ورد على لسان الصحيفة، فإنه حزب «الإصلاح» أصبح يمتلك نفوذا واسعا وأمسى أشبه بالدولة الموازية في مواجهة الدولة الشرعية التي اتفق العالم على دعمها.

وادعت الصحيفة أن جماعة «الإخوان» استطاعت بفضل الدعم القطري أن تكسب وتشتري ولاءات خاصة، زاعمة أن قطر وفرت ملاذا آمنا لقيادات حزب «الإصلاح»، ومدتهم بالمال والإعلام.

جاء ذلك بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية تأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة القوات القطرية وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.

وقالت الحكومة في بيان إنها تعلن تأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن إزاء دولة قطر، وذلك بعد اتضاح ممارساتها وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن مما يتناقض مع الأهداف التي اتفقت عليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية، وفق ما جاء في البيان.

الإمارات تدير البوصلة للنيل من قطر

وكان تقرير صحفي أوضح أن الأنظار تحولت إلى مهاجمة قطر ودورها، لحرف الأنظار عن الانحرافات العميقة الحاصلة في جنوب اليمن، بأصابع إماراتية وجهت شتى التهم ضد الدوحة، في مقابل الأحداث المهولة التي شهدها جنوب اليمن أخيرا، وجعلت «التحالف العربي» أمام انقلابين اثنين بدلا من انقلاب واحد في صنعاء.

وذكر التقرير أن مطابخ مشتركة بين أبوظبي والقاهرة تشن حملات منظمة ضد الدوحة، تتهمها بدعم الإرهاب وبالتقارب مع طهران، حتى أن التهم وصلت إلى إدانة الدوحة بالمسؤولية عن معاناة أبناء جنوب اليمن الواقع تحت وصاية إماراتية، بسبب الكهرباء.

وأشار التقرير إلى الحملة التي تدعمها أبوظبي ضد الدوحة في اليمن، وتشمل مواد صحافية يومية تنشر في مواقع إخبارية (صفراء بالغالب)، تدعمها أبوظبي، وتتناغم أولا بأول، مع الحملة الموجودة في وسائل الإعلام التابعة لأبوظبي أو المدعومة منها، عربيا ومصريا على نحو خاص.

ونوه التقرير إلى الحملة التي تشنها شخصيات يمنية جنوبية محسوبة على دولة الإمارات، ضد دولة قطر، خصوصا من رجل الإمارات الأول في اليمن، الوزير المقال الشيخ السلفي «هاني بن بريك» الذي خرج من مقر إقامته في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مغردا في صفحته على موقع «تويتر» قبل أيام قائلا: «نستنكر وندين بشدة تصرفات قطر وتدخلاتها في شأن الجنوب العربي الضارة بشعبنا، والتي وصلت حد الكذب الصريح والعون للمخربين في حين لم تقدم شيئا للجنوب».

جهود قطرية مشرفة على كافة الأصعدة في اليمن

ولعبت قطر دورا مهما على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، منذ أن قررت السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت في بيان خماسي الاستجابة لطلب الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» بالتدخل في اليمن ضد الميليشيات الحوثية لإعادة الشرعية، في مارس/آذار 2015.

وقد أعلنت دولة قطر على المستوى السياسي مشاركتها منذ اللحظة الأولى في جهود استعادة الشرعية باليمن والمشاركة إلى جانب دول «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في عملية «عاصفة الحزم»، وبذلت جهودا دبلوماسية وسياسية في ذلك السياق.

وأكد أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أثناء استقباله عام 2015 في الدوحة «خالد بحاح» نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني آنذاك، مواصلة قطر دعم الشرعية في اليمن، ومساعي تحقيق الاستقرار فيه، ومواصلة الجهود من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والسلام.

وقد أعاد الشيخ «تميم» هذا التأكيد عندما استقبل في الدوحة الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» وبحث معه التطورات في اليمن، حيث أعرب «هادي» عن شكره وتقديره لدولة قطر وأميرها على الدعم الذي تقدمه وجميع دول «التحالف العربي» من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

كما ساهمت قطر بفعالية في الحوار الذي رعته «الأمم المتحدة» بين اليمنيين، وأثمرت جهودها إعادة الوفد الحكومي اليمني إلى مشاورات الكويت بين الجانب الحكومي ووفد «الحوثيين» والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، بعد أن كان الوفد الحكومي قد انسحب من المفاوضات.

وعلى المستوى العسكري، أرسلت دولة قطر 10 طائرات مقاتلة شاركت في الموجة الأولى من الضربات الجوية في عملية «عاصفة الحزم» إلى جانب المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين.

كما انضمت دفعة أولى من القوات القطرية -قوامها 1000 جندي- للجهود العربية باليمن في سبتمبر/أيلول 2015، عبر منفذ الوديعة معززة بعتاد ثقيل ومتوسط وصواريخ دفاعية ومنظومة اتصالات متطورة استعدادا لعملية واسعة تستهدف استعادة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى من «الحوثيين» وحلفائهم.

كما تدخلت قوة قطرية ثانية التحقت بالقوات السعودية المنتشرة لحماية الشريط الحدودي الجنوبي من محاولات التسلل التي تقوم بها ميليشيا «الحوثي» وقوات «صالح».

وقد أعلنت القوات المسلحة القطرية مقتل عدد من جنودها العاملين ضمن قوات «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في اليمن.

وساهمت قطر على الصعيد الاقتصادي بسخاء في جهود الإغاثة والإعمار باليمن منذ بداية الأزمة هناك، حيث بدأت المساعدات القطرية تصل إلى عدن عن طريق البحر على دفعات متتالية منذ الشهور الأولى من العام 2015 عبر مطار جيبوتي.

وكان آخر هذه الجهود افتتاح محطة كهربائية نهاية مايو/أيار الماضي، في عدن بتمويل قطري، دشنها وفد حكومي قدم إلى عدن لهذه المهمة.

وقد استضافت العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر الأزمة الإنسانية في اليمن، الذي اختتم يوم 24 فبراير/شباط الماضي، بجمع 223 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية هناك، تعهدت مؤسسة قطر الخيرية بدفع 100 مليون منها.

ووقعت «جمعية قطر الخيرية» و«صندوق قطر للتنمية» اتفاقية لتقديم معونات إغاثة للشعب اليمني بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي، نظرا للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يشهدها اليمن، وما ترتب عليها من نزوح أعداد كبيرة من العائلات، بالإضافة إلى اهتمام «صندوق قطر للتنمية» بمساعدة العائلات المتضررة في اليمن لتخفيف حدة الظروف الصعبة التي يعيشونها.

وبادرت قطر قبيل افتتاح مطار عدن بإرسال طائرة تحمل شحنة مساعدات إنسانية تشمل أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية لأبناء الشعب اليمني، تلتها بعد ذلك دفعات أخرى.

كما أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز في 10 أغسطس/آب 2015، افتتاح 7 مستشفيات في مركز المحافظة وعدد من المديريات، بدعم من «الهلال الأحمر القطري» بهدف استيعاب حالات جرحى المواجهات والمرضى خاصة المصابين بحمى الضنك التي تزايد انتشارها بشكل كبير.

وظل «الهلال الأحمر القطري» يعمل في تعز رغم الظروف والتحديات التي دفعت بقية المنظمات الخارجية للإحجام والتردد عن تقديم المساعدات لعدم وجود ممرات آمنة ولأسباب أخرى خاصة بها.

وكانت المملكة العربية السعودية التي تقود «التحالف العربي» في اليمن قد كرمت أكثر من مرة عددا من جنود القوات القطرية المشاركة في التحالف، وأثنت على جهود العسكريين القطريين وتحملهم المسؤولية.

وأشارت السعودية في أكثر من مناسبة إلى أن القوات القطرية أظهرت قدرات كبيرة في العمل بالحد الجنوبي للمملكة، مشيدة بقدراتهم القتالية والتدريبية العالية.

  كلمات مفتاحية

قطر اليمن السعودية الإمارات التحالف العربي العلاقات القطرية الخليجية

تقرير: الإمارات حولت الأنظار إلى مهاجمة قطر للتغطية على انحرافاتها في اليمن