«مها صبري» .. فتاة سكندرية تعمل في الحدادة منذ أكثر من 16 سنة

الثلاثاء 6 يونيو 2017 07:06 ص

من المعروف والسائد، في العالم العربي، أن مهنة الحدادة تُعد مهنة للرجال فقط، حيث تحتاج إلى قوة جسدية ومن الصعب جدا على المرأة العمل بهذه المهنة الشاقة والتعامل مع النار وتشكيل الحديد بالحرارة.

إلا أن المرأة المصرية استطاعت أن تغزو العديد من المجالات التي كانت حكرًا على الرجال فقذ، وأثبتت أن عملها لا يقتصر على المطبخ والمنزل أو الأعمال الكتابية فقط، بل اقتحمت صناعة الحديد وتشكيله بالحرارة، وبالأخص فى الاسكندرية.

ووفقًا لصحيفة «صوت الأمة»، استطاعت سيدة سكندرية تعمل فى صناعة وتشكيل الحديد، وفى منطقة المنتزة شرق الإسكندرية تقع ورشة حدادة يوجد بداخلها أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وثلاث أولاد يؤكدون جميعا على أن «العمل عبادة والتعاون هو أساس النجاح».

ومن ضمن هذا الفريق، تأتي «مها صبرى»، الأم التي يتراوح عمرها فى أوائل الثلاثينيات، وقد تزوجت بعد حصولها على دبلوم تجاره وأنجبت ثلاثة أولاد.

وأوضحت «مها صبري»، أنها تعمل فى مهنة الحدادة، منذ أكثر من 16 سنة «بسبب ظروف الحياة الصعبة والحلم بعيشة كريمة لجميع أفراد الأسرة وخاصة مع التغير السريع فى الأحوال الاقتصادية للدولة وارتفاع الأسعار»، مضيفة: «كان لازم أنزل وأساعد زوجي وبالأخص وأني أمتلك ورشة الحدادة».

واستكملت «مها» حديثها أن يومها يبدأ من  الساعة السادسة صباحًا يوميًا، حيث تقوم بإنهاء الأعمال المنزلية، قبل النزول إلى الورشة، ومع دقات الساعة التاسعة تتجه إلى الورشة لكي تبدأ يوم جديد فى عمل الحدادة.

أضافت «مها صبرى» أنه كانت تذهب فى بداية الأمر، إلى ورشة الحدادة لكي تساعد زوجها فى بعض الأعمال البسيطة مثل طلاء الأبواب والشبابيك الحديد بعد انتهاء الزوج من تصنيعهم، لافتة إلى أنها أحبت الحدادة بسبب زوجها.

وقالت إن من علمها مهنة الحدادة، واستخدام جميع الأدوات هو زوجها «أبو مصطفى»، مضيفة: «برغم من أن الأجهزة صعبة، أخذت وقت حتى تعلمت والحمد لله بقص وبجمع وبلحم وأعمل أبواب وشبابيك وأعرف مقاسات الحديد، وأسمائهم وأصنافهم، وكمان أنا المسؤولة عن الحسابات داخل الورشة وبشتغل على جميع الأجهزة مثل ماكينة اللحام والصاروخ وفرن النار والخرامة».

وقالت الشابة المصرية: «واجهتني صعوبة فى بداية العمل مع الناس في الشارع، والصنايعية كانوا بيستغربوا وكانوا بيقولوا ليه، ده شغل رجاله مش شغل ستات، اشتغل أي حاجة سهلة، ولكن أبو مصطفى كان بيشجعنى وهو الي علمني وكمان أبنائنا بتساعدنا فى الورشة، وأنا لم أكن أهتم لكلامهم وبساعد زوجي وأنا مقتنعة بذلك وهو راضي والحمدلله إحنا اسرة سعيدة ومستمرين إلى أن تصبح هذه الورشة مصنع كبير».

وقال السيد «فوزي» زوج سيدة الحدادة فى الإسكندرية: «أم مصطفى هي التي أحبت الصنعة، وأنا بساعدها بس هى شاطرة جدا وأنا بسيب لها الورشة لفترة طويلة بيكون عندى شغل بره المحافظة، مهنة الحدادة من أخطر المهن، الغلطة فيها تسبب بتر أو قطع جزء من الجسم»، لافتًا إلى أن أول إصابة لـ«مها» كان «من اللحام بالكهرباء فى أول يوم ولم تستخدم النظارة للوقاية من ضوء اللحام، ما أصاب عينيها، والحمدلله هي بعد 16 سنة أصبحت متمكنة من المهنة وأفضل من أى صنايعى».

المصدر | الخليج الجديد + صوت الأمة

  كلمات مفتاحية

مرأة عمل أول فتاة وظيفة حدادة حديد صناعة مصنع مساعدة زوج مصر