لجأت الفتاة الأفغانية «شمسية حساني»، البالغة من العُمر 28 سنة، إلي فن الرسم على الحائط «الجرافيتي»، لإيمانها القوي بأن تأثير الصورة أقوى بكثير من الكلمات، كوسيلة ودية لمواجهة الإرهاب والتطرف، حيث استغلت دراستها للرسم في جامعة كابول لتحويل جدران المباني المهجورة بأفغانستان، التى تضررت من التفجيرات، إلى لوحات مميزة، في محاولة منها لمحو ذكريات الحرب والعنف، واستبدالها برسومات ملونة ومُبهِجة.
كما تحمل رسومات الـ«جرافيتي» التي تصممها «حساني» العديد من الأهداف الضمنية، مثل إظهار معاناة المرأة الأفغانية المكبلة بكل أنواع القيود، ومنعها من حقها في الحرية والتعليم. فنجد «جسد حبيس البرقع الأزرق والعقل حبيس الجهل»، إلي جانب لوحات أخرى تسلط الضوء علي النماذج التى تسعي جاهدة لتكسير القيود، والتمرد علي الواقع من خلال تعلم الموسيقي والفنون.
وطبقا لما ذكرته «حساني» خلال حوار لها مع صحيفة «لوس أنجلوس» الأمريكية، فإنها كانت تضطر لانهاء رسمتها خلال ١٥ دقيقة فقط لتجنب التحرش بها ولتحاشي مضايقات المارة، مع ذلك تصدت لتلك المخاوف والمخاطر المحتملة، لشعورها أنها «تقاتل من أجل حقوق نساء وطنها، وليعلم العالم بالمآسي التى يواجهنها، ومحاولات بعضهن الشجاعة لكسر قيودنهن»، على حد تعبيرها.