تونسيون ينتقدون أدوار المرأة «البذيئة» في دراما رمضان .. وفنانون: «هذا هو الأمر الواقع»

الثلاثاء 6 يونيو 2017 10:06 ص

أبدى عدد واسع من النشطاء والمتابعين التونسيين موجة من السخط والغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ بسبب ما اعتبروه «إهانةً وتشويهًا لصورة المرأة التونسية، وإظهارها في المسلسلات الرمضانية بمظهر المنحلة أخلاقيًا والخائنة لزوجها والمدمنة لشرب الكحول»، بينما قالوا إنها في الحقيقة «أم مناضلة ومربية فاضلة وزوجة وفية»، وفق تعبيرهم.

ووفقًا للصفحات على «فيسبوك»، انطلقت تعليقات المشاهدين الحادة والحانقة لنخبة من الفنانين والمخرجين في تونس، متهمة إياهم بـ«تمييع دور المرأة في الأسرة والمجتمع وخلق مفاهيم أخرى لدى المتلقي»، حيث اتُّهمت بعض الأعمال الدرامية، على غرار «أولاد مفيدة» و«فلاش باك»، بـ«تجاوز الخطوط الحمراء والتعدي على حرمة المشاهد في رمضان».

واستنكرت الشابة «آية كيلاني» ما يُعرض من دراما تونسية في رمضان؛ «لما فيه من مس بصورة المرأة المثقفة وربة البيت على حد سواء»، وقارنتها مع الصورة التي تظهر بها المرأة في الدراما السورية على غرار «باب الحارة».

من ناحيته، وصف الإعلامي التونسي «نور الدين العويديدي» ما يُعرض في المسلسلات التونسية بـ«البذاءة المفرطة»، مستغربًا أن يقع بثها في ذروة مواقيت المشاهدة حيث تجتمع كل العائلة على طاولة الإفطار.

وتساءل «محمد الفالح» في السياق ذاته من خلال منشور له «إن كان الفن يتطلب تشويه المرأة التونسية؟».

 

أمر واقع

وحول تلك الاتهامات، اعتبرت الممثلة التونسية «آمال علوان»، إحدى بطلات مسلسل «أولاد مفيدة» المثير للجدل، في تصريح لصحيفة «هافينتون بوست» العربي، أن ما يعرضه المسلسل من نماذج لنساء هو «أمر واقع وموجود في المجتمع التونسي ولا يمكن التغاضي عنه، لكن دون تعميم»، وفق قولها.

وأضافت: «عن نفسي ودوري في المسلسل، أعتقد أني المرأة الوحيدة التي تقمصت دوراً إيجابياً مقارنة بباقي الممثلات باعتباري زوجة محبة لزوجها وأسعى لاحتوائه رغم خيانته المستمرة لي».

وحول انتقاداتها السابقة للمسلسل ثم انضمامها إلى أسرة العمل خلال الشبكة الرمضانية الحالية، لم تنفِ «علوان» الأمر، لكنها شددت على أن انتقاداتها السابقة جاءت ضمن "«قييم شامل للوسط الفني»، ولا سيما ممن وصفتهم بـ«الدخلاء» وبعض الوجوه النسوية الشابة اللاتي «يفتقدن الموهبة والمؤهلات الفنية».

كما لفتت «آمال علوان»، إلى ما وصفته بـ «عطش» المشاهد التونسي لمسلسلات ما يعرف بـ«الزمن الجميل » للدراما التونسية على غرار سلسلة «الخطاب عالباب»، مضيفة :«ستتفاجئين إن أخبرتك بأن مسلسل كـ(الخطاب عالباب) عُرض منذ سنوات خلت وشاهده التونسيون مئات المرات يحقق الآن نسب مشاهدة محترمة إثر إعادة عرضه بالتلفزيون الرسمي التونسي في رمضان، وهو دليل على أن التونسي يحن إلى المسلسلات الهادئة التي تعكس أصوله وهويته، في ظل الهستيريا التي تعصف بالشعب».

 

تقييم أخلاقي

الممثل والمخرج التونسي «عاطف بن حسين» استنكر الهجمة التي يشنها البعض على المسلسلات التونسية المعروضة في رمضان، معتبرًا الحُكم عليها «حكمًا أخلاقيًا بحتًا ولا يستند إلى معايير فنية».

وأضاف في تصريحات لذات الصحيفة: «شخصياً، لا أعتقد أن الحملة التي تشنها بعض الأطراف تتضمن نقدًا موضوعيًا بهدف البناء؛ بل هي حملة تشويه وشيطنة للفن والإبداع في تونس بشكل عام مستندة إلى حكم أخلاقي».

كما اعتبر أن هناك «تعسفًا من بعض المشاهدين على بعض الأعمال المقدمة؛ لأن دور الدراما بشكل عام هو كشف المستور وإظهار الجانب السلبي من المجتمع بهدف إيصال رسالة للمشاهد وتحذيره من الانزلاق لمثل هذه الأفعال».

ورأى أيضًا أن تعمّد بعض المخرجين إظهار كمية الشر أو الجانب السيئ للشخصية ثم تصوير نهاية مأساوية لها هو «أمر يدخل ضمن رسالة توعية يراد توجيهها للمتلقي واستيعاب الدرس حتى وإن كانت الشخصيات الموجودة هي شخصيات وهمية تتقمص الدور».

وتساءل المخرج التونسي مبديًا استغرابه: «هل يرضى أي تونسي أن يرى ابنته أو زوجته أو أخته بتلك الصورة السلبية؟ طبعًا لا». واختتم بالقول: «في اعتقادي، لو استطاع صناع الدراما في تونس التحرر من إنتاج الأعمال الدرامية في شهر رمضان فقط لتشمل باقي أشهر السنة، لكان التقييم أكثر موضوعية وتجاوزنا التقييم الأخلاقي؛ نظرًا لطبيعة شهر رمضان المرتبط بالعبادة والتقوى»، على حد قوله.

المصدر | الخليج الجديد + هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

دراما رمضان مسلسلات فن فنانين المرأة الصورة النمطية تونس التلفزيون إساءة