الأزمة مع قطر تبرز تباين السياسة الأمريكية بين «ترامب» ووزارة الخارجية

الخميس 8 يونيو 2017 08:06 ص

تباينت السياسة الأمريكية بين موقفي الرئيس «دونالد ترامب» ووزارة الخارجية برئاسة «ريكس تيلرسون»، والتي عبر عنها بشكل خاص تعاطي واشنطن مع الحملة ضد قطر.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الأربعاء، أن هذا التناقض بدا أكثر وضوحا عندما حاول الصحفيون، عدة مرات، معرفة وجهة نظر وزارة الخارجية حول العاصفة التي خلفتها تغريدة «ترامب» ضد قطر، على الرغم من كونها دولة حليفة للولايات المتحدة.

وقد أقر «ترامب»، أمس الثلاثاء، في أول تعليق له بعد الأزمة الخليجية الناجمة عن قطع دول العلاقات مع قطر بحملة التحريض التي تشنها دول في المنطقة ضد الدوحة، بل ذهب أكثر من ذلك في تغريداته، ليعلن تأييده للحملة.

وقال «ترامب» إن الأزمة بين قطر وجيرانها في الخليج العربي، دليل على أن اجتماعاته مع قادة دول عربية، الشهر الماضي، في العاصمة السعودية الرياض تؤتي ثمارها، مشيرا إلى قطر خلال حديثه عن تمويل الإرهاب.

وبحسب الصحيفة، تتناقض هذه التغريدة بشكل مباشر مع دعوة وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، جميع الأطراف للعمل معا على حل خلافاتهم، وعرضه المساعدة والتوسط في الأزمة.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: «ندرك أن قطر بذلت بعض الجهود الكبيرة لوقف تمويل الجماعات الإرهابية... ويتعين عليها القيام بالمزيد من العمل»، مضيفة: «علاقاتنا مع قطر قوية».

وكشفت «نويرت» أن دولة الإمارات أبلغت الحكومة الأمريكية بقرار 4 من حلفاء الخليج قطع العلاقات مع قطر، مباشرة فقط قبل إعلان القرار، ما يناقض تأكيد «ترامب» أن هذا الخبر سار للقيادة الأمريكية في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن «نويرت» حولت تدوير الزوايا بالقول إن اجتماعات الرياض حققت تقدما، في تعاون الجهات الفاعلة الإقليمية في مكافحة الإرهاب.

لكن أحد المراسلين أشار صراحة إلى أن تفجر الحملة على قطر، بعد أسبوعين فقط من زيارة «ترامب»، هو في الواقع دليل على أن زيارة الرئيس الأمريكي كان لها الأثر المعاكس تماما، في حين خرجت «نويرت» عن نص البيان الصحافي، لتحاول إقناع السائل بأن ذلك كان مجرد عثرة مؤقتة في الطريق.

وحاولت «نويرت» شرح المزيد، قائلة: «إن الاجتماع كان حول التعاون... الذي ما يزال قائما، ما يحدث في الوقت الراهن هو انشقاق، وزير الخارجية (تيلرسون) ودول أخرى، عرضت التوسط لرأب هذا الصدع».

ولفتت الصحيفة إلى محاولة «نويرت» عدة مرات العودة إلى الاستشهاد بنصوص معدة، حيث اقتبست قول «تيلرسون»، إن وزارة الخارجية لا تعول على ما يقوله «ترامب» عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ونقلت «نويرت» عن «تيلرسون» قوله إن للرئيس طرقه الفريدة للتواصل مع الشعب الأمريكي، وهذا خدمه بشكل جيد.

واختتمت الصحيفة بالقول: «إذا كانت للإحاطة الإعلامية للخارجية الأمريكية أي دلالة، فهي أن خطة وزارة الخارجية تقتضي المضي قدما بسياساتها الخاصة، والتظاهر بأنها لا تتعارض مع ترامب»، معتبرة أن هذه الاستراتيجية التي لا يمكن الدفاع عنها، من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الارتباك والالتباس، وبالتالي إلحاق الضرر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وأقدمت السعودية والإمارات والبحرين، الاثنين الماضي، على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، وذلك بعد حملة تحريض واسعة ومدبرة ضد الدوحة، من قبل الوسائل الإعلامية التابعة لهذه الدول، انطلقت بعد فبركة تصريحات لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، وقرصنة موقع «وكالة الأنباء القطرية الرسمية» (قنا).

المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر أمريكا ترامب تيلرسون السياسية الخارجية