«القرآنيون» منكرو السنة ينضمون إلى حملات الهجوم على الإخوان والإسلام السياسي في مصر

الأربعاء 17 ديسمبر 2014 09:12 ص

«القرآنيون هم الموحدون في هذا الزمان ولقد علمو الشهادة الحق..اللهم أكثر منهم لأننا نريد تشريع الكتاب فقط فأنت ولي المؤمنين»، بهذه العبارة وصف أحد أتباع من يسمون أنفسهم بـ«القرآنيين» أو «أهل القرآن» علي صفحتهم علي فيس بوك ما يؤمنون به، والذي يتلخص في عدم إيمانهم بالسنة النبوية المطهرة.

وبعد فترة صمت من قبل زعيم القرآنيين «د.أحمد صبحي منصور»، الذي طرده الأزهر الشريف ويعيش في الولايات المتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي، بعدما أثار جدلا بأفكاره الغريبة، عاد بقوة ليظهر في الفضائيات والصحف المصرية وحتي في قناة الحياة التبشيرية المسيحية –تختلف عن شبكة قنوات الحياة الترفيهية-، ليقول أن "الإسلام دين علماني وأن السلفيين عاهات سياسية».

«منصور» شارك أيضا في حملة الهجوم علي «الإسلام السياسي» في إطار موجة «الثورات المضادة» علي الربيع العربي التي يشكو مراقبون من تحول العداء خلالها إعلاميا وثقافيا من عداء للإخوان والسلفيين والتيارات الإسلامية إلي هجمة على مفاهيم الدين وطقوسه وتعاليمه، حسبما تجسد في عشرات الوقائع التي انتشرت مؤخرا.

من هم «القرآنيون»؟

«القرآنيون» هم مجموعة أفراد يتزعمهم الدكتور «أحمد صبحي منصور» وهو مدرس سابق مفصول من الأزهر ومقيم حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم مبادؤهم علي رفض الاستدلال بأية أحاديث نبوية أو قدسية، أي إنكار السنة، ويصفون أنفسهم بأنهم ضمن فئات الإصلاح الديني، ولهم مركز ينشر أنشطتهم يسمي «مركز القرآنيين العالمي»، وقد بدأ نشاطهم في مصر، ثم تمدد لدول أخري.

ويؤكد «صبحي منصور» في حوار صحفي منشور علي موقعه أن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تسجلهم أو أن تجمعهم في مؤتمر أو أن تضمهم في تنظيم وأنهم فقط «منهج عقلي في فهم الإسلام»، ويشدد علي: «إننا اتجاه فكرى عقلي منهجي في فهم الإسلام، ويريد الإصلاح السلمي للمسلمين من داخل الإسلام بعد أن ثبت فشل القائمين على المؤسسات الدينية الرسمية في القيام بالإصلاح ، بل ثبت أنهم سبب التخلف واتهام الإسلام بالتطرف و الإرهاب و التخلف».

أما منهج القرآنيين فيلخصه «صبحي منصور» بقوله ردا علي تخبط فتاوي العلماء فيما يخص السنة: « ليست هذه (سنة)..هذه أكاذيب نسبوها للنبي محمد عليه السلام بعد موته بقرنين وأكثر من الزمان » على حد قوله.

ويزعم موقع «صبحي منصور» أن تيار القرآنيين ينتشر في العديد من الدول وله أنصار كثيرون، وللتدليل علي هذا يستضيف الموقع نحو 100 شخصية من مختلف الدول من مصر، وأفغانستان، والأردن وفلسطين وسوريا والعراق إلى جانب مجموعة كبيرة من المصريين المقيمين في الداخل والخارج وأشهرهم «سعد الدين إبراهيم» والكاتب «على سالم» والكاتب «سيد القمني» و«كمال غبريال».

ويؤكد « منصور» نفسه أنه من الصعب إعطاء تقدير لعدد القرآنيين، ثم يعود للقول – في حوار صحفي أخر ينشره أيضا علي موقعه – أنهم أكثر من عشرة ألاف مثقف في العالم كله ، ولهم مواقع عديدة في فضاء الانترنت .

ومع الوقت تحول «القرآنيون» إلي ما يشبه «تيار ثقافي» يزعم الإصلاح الديني ولكنه يطعن في الإسلام ضمنا، وأكد هذا ضمنا «منصور» بقوله في حوار مع جريدة «فيتو» المصرية مارس الماضي: «الذي يعبر عن القرآنيين الآن هم عشرات الألوف من المثقفين في العالم كله، والذي يعبر عنهم كتيار فكرى هو تأثيرهم الفكري والديني الذي أحدثوه خلال ربع قرن مضى، حيث بسببهم انتهت (قدسية البخارى، وأئمة الحديث والفقه)، وتجرأ الكثيرون على نقد الخرافات التي كانت مقدسة ومُحرّم نقاشها».

ويري مؤرخون أن طائفة القرآنيين ظهرت منذ السبعينات في باكستان ثم بدأت في الانتشار بترويج فكرة الاستناد إلى القرآن فقط مستغلين أن أهل السنة يعتمدون على جمع الأحاديث من أهل البيت والصحابة في حين أن الشيعة يرفضون الأحاديث الواردة عن الصحابة.

هجوم علي الإخوان والسلفيين

وضمن موجة الهجوم علي الإخوان والسلفيين التي شاركت فيها تيارات وقوي سياسية عديدة منذ أحداث 30 يونيو 2013 في مصر، بدأت صحف وفضائيات تفتح الباب لمؤيدي القرآنيين مرة أخري ضمن محاولة "تجييش" الفرق المختلفة للمشاركة في الحملة ضد جماعة الإخوان وأغلب فصائل الإسلام السياسي.

وظهر «منصور» في حوارات صحفية وفضائية وشن هجمات حادة على الشيخ «القرضاوى» باعتباره «صنم وهابي يجب تحطيمه»،  ويقدم ما أسماه «رؤية لإستراتيجية القرآنيين بعد رحيل حكم الإخوان، والدور المتوقع لهم في مصر ما بعد الإخوان»، دون أن ينسي الطعن في وسطية الأزهر باعتبارها "شائعة"، ويؤكد أن القرآنيين يعملون للإصلاح الفكري فقط، كما يطعن في حكم الرئيس السابق «مبارك» الذي طاردت أجهزة الأمن في عهده أنصاره وألقت القبض علي بعضهم، والرئيس المعزول «محمد مرسي» باعتبار أنه من أعداء «الإصلاح الديني».

بل أن «منصور» قال أن القرآنيين قد شاركوا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو على حد وصفه، وأرجع سقوط مبارك لهجوم القرآنيين على نظامه في مقالاتهم، دون أن ينسي أن يعلن تأييده لنظام«السيسي» ودعوته للفصل بين الدين والعمل السياسي كما يطالبون هم، وبالمقابل بدأ يطرح مطالبهم ، مقابل المشاركة في الحملة ضد السلفيين والإخوان، والمتعلقة بإلقاء القضايا الجنائية المرفوعة عليهم وإلغاء «قانون ازدراء الأديان»، وأن يسمح لهم أن يكتبوا في البطاقة الشخصية كلمة «قرآني» بدلا من «مسلم».

يشارك «منصور» ورفاقه باقي القوي السياسية الحاكمة حاليا بعد انقلاب 3 يوليو في رفض وجود حزب سياسي للسلفيين (حزب النور) حيث «منصور» بحسب حواراته مع صحف مصرية، «أن تكوين السلفيين أحزابا ودخولهم الحياة السياسية زاد من تأثير وسرعة نشر أفكارهم، وهذا خطأ يجب علاجه بالمنع التام والحازم من استغلال الدين والمساجد في العمل السياسي وفى الدعوة السياسية».

ويصف التيار الإسلامي عامة بعد ثورة 25 يناير 2011، بأنهم «عاهات ثقافية ودينية وسياسية»، ويرفض أن يوصفوا كـ«إسلاميين» باعتبار انتمائهم إلى الإسلام، ويطالب باطلاق ما وصفها بمسمياتهم الأصلية عليهم «سنيين، وهابيين، سلفيين» وليسوا «إسلاميين» لأنهم يتناقضون مع الإسلام في تاريخهم وشريعتهم، وفقاً لقوله.

وهاجم بشدة المجلس العسكري لأنه سمح بصعود الإخوان لحكم مصر، وأشاد بالانقلاب عليهم، وإنهاء حكم الرئيس السابق «مرسي»، مؤكدا أنه كتب في مقالات علي موقع الجماعة يشير «لحاجة إلى الجيش للتخلص من الإخوان»، وأكد أن «مصر تحتاج الآن إلى قيادة حازمة ضد خطر الأصولية الذي يهدد الدولة المصرية».

وفي حلقة تليفزيونية مسجلة له في قناة «الحياة» المسيحية ، قال «صبحي منصور» زعيم القرآنيين: «أن الإسلام الذي نعرفه اليوم كله محرف مشوه وليس هو الإسلام الحقيقى»، و«أن كل صحابة الرسول عن بكرة أبيهم خانوه وخرجوا على تعاليمه وسعوا وراء الدنيا وملذاتها»

بل وزعم «صبحي منصور» أن «المسجد الأقصى ليس في القدس ولكنه في طور أو عند طور سيناء»، وقال: «هذا الدين الذي اخترعوه قد تعشش وتغلل في أفكار واعتقاد المسلمين عبر العصور لأسباب كثيرة وأنتج هذا الفكر الداعشي الإرهابي» على حد وصفه.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القرآنيون

«مجمع الملك فهد» يستعد لطرح ترجمة معاني «القرآن الكريم» باليابانية والعبرية

هل نشهد فشل «الإسلام السياسي»؟

«اكتشافات» قرآنية في غير مكتشف