من المعروف أن شهر رمضان المبارك، يشهد أكبر عدد من المعتمرين على مدار السنة، وفي موسم العمرة في شهور رجب وشعبان، والذي يحرص فيه الجميع على أداء العمرة وزيارة بيت الله. إلا أن بعض السيدات قد يجدن أحيانًا عوائق عند السفر ومن أهمها وجود «المحرم»، والذي يجهل الكثيرون كونه فرضًا أم سنة، أم مجرد قانون من قوانين المملكة العربية السعودية.
وحول ذلك، يقول الشيخ المصري «علي أحمد رأفت»، المفتي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه من ناحية الدين «يجوز للمرأة أن تسافر بدون مَحرَم في الحالات التالية:
يُشترط اطمئنانها على الأمان في سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقات في شخصها أو دينها، وذلك لحديث النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره أنه قال: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ -أي المسافرة- تَرتَحِلُ مِنَ الحِيرةِ حَتَّى تَطُوفَ بالْكَعْبَةِ لَا تَخافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ»، وفي رواية الإمام أحمد: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ».
وأضاف الداعية الإسلامي، أنه من هذا الحديث برواياته أخذ جماعة من المجتهدين جوازَ سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنة، وخصصوا بهذا الحديث، الأحاديثَ الأخرى التي تُحَرِّم سفر المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهي محمولة على حالة انعدام الأمن التي كانت من لوازم سفر المرأة وحدها في العصور المتقدمة.
وأشار «رأفت»، إلى أن فتوى سفر المرأة وحدها عبر وسائل السفر المأمونة وطرقه المأهولة ومنافذه، من موانئ ومطارات ووسائل مواصلات عامة، هو أمر جائز شرعًا، ولا حرج عليها فيه سواء أكان سفرًا واجبًا أم مندوبًا أم مباحًا.
وتابع قائلًا أن الأحاديث التي تنهى المرأة عن السفر من غير محرم محمولةٌ على حالة انعدام الأمن التي كانت ملازمةً لسفر المرأة وحدها في السابق، فإذا توفر الأمن لم يشملها النهي عن السفر أصلًا و«يمكن الأخذ بهذا القول لما فيه من التيسير والسعة، إلا أن ذلك مرهون بموافقة زوجها إن كانت ذات زوج أو بموافقة وليِّها إن لم تكن متزوجة»، على حد تعبيره.
