الشيعة من خارج سوريا يغيرون معالم أحياء دمشق القديمة

الاثنين 12 يونيو 2017 06:06 ص

أعرب العديد من سكان أحياء دمشق القديمة عن قلقهم من أن ترميم المنازل بأيدي السكان الجدد لا يتم وفق الشروط التي ينص عليها القانون بصفتها منازل مصنفة «تراثية»، مشيرين إلى أن هناك قواعد دقيقة في التعامل معها.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن أحد سكان دمشق القديمة، قوله: «بدل المحافظة على طابع البيت التقليدي وحجارته وتصميمه، يتم محو آثاره وتغيير ملامحه باستخدام الإسمنت وإعادة تقسيمه بطريقة مختلفة، حتى إنه في بعض الحالات شيد مكان البيت عدة طوابق، علما بأن ترميم أي منزل قديم في السابق كان ممنوعا قبل الحصول على موافقة مما يعرف بـ(مكتب عنبر)، وهو الأمر الذي كان يتم بصعوبة، أما اليوم، فالأمور لا تخضع لأي رقابة أو شروط».

وأشار المصدر إلى أن احتراق المنازل نتيجة حادثة معينة باتت الحجة المعتادة التي يستخدمها الموالون للنظام لتكون وسيلة يضغطون عبرها على أصحابها لبيعها ومن ثم تسكن فيها عائلات شيعية قادمة إلى دمشق من خارج سوريا، موضحا أن العائلات التي تسكن هذه المنازل هي من العراقيين والإيرانيين واللبنانيين الشيعة.

وأكد المصدر أن السفارة الإيرانية تلعب دورا أساسيا في هذه الحملة، لافتا إلى أن عناصر إيرانيين باتوا يتجولون في أحياء دمشق بشكل علني.

وقال إن الضغوط تمارس بشكل أساسي على العائلات السنية والمسيحية، حيث يصف المعارضون وضع «باب توما» الدمشقي ذي الغالبية المسيحية، بـ«المربع الأمني الخاص بالشيعة الإيرانيين الذين يحرسون كافة الطرق المؤدية إلى مقام السيدة رقية والجامع الأموي».

وبحسب الصحيفة، أكد رئيس مجلس دمشق الحرة (التي تشمل أحياء في جنوب دمشق خاضعة لسيطرة المعارضة) «عرفان موصللي أن ظاهرة شراء منازل دمشق القديمة تتوسع في الفترة الأخيرة وتتغير معها معالم المدينة الهندسية والديموغرافية، موضحا أنه في أحيان كثيرة يتم الاستيلاء على المنازل من دون معرفة أصحابها الذين غادروا سوريا منذ بدء الحرب.

وقال: «إن أموالا طائلة تدفع للحصول عليها ومن ثم شغلها من قبل مقاتلين من العراقيين والإيرانيين واللبنانيين الشيعة وعائلاتهم، ويقوم بدور السماسرة سوريون موالون للنظام، ويتم بعد ذلك ترميمها من دون أي تراخيص، مما يؤكد التنسيق حول هذا الأمر مع حكومة النظام السوري».

من جهة أخرى، أوضح معارضون أن الأجهزة الأمنية وضعت يدها بشكل مباشر على كل مدينة دمشق؛ إذ يمنع تأجير أو بيع أو شراء أي منزل إلا بعد الحصول على موافقة أمنية، وبالتالي الأجهزة الأمنية تقوم بتغير ديموغرافية دمشق كما تشاء وتختار سكان كل حي بحسب ما تريد.

وكانت منظمة «سوريون مسيحيون من أجل السلام» قد عدت في بيان لها العام الماضي، أن تغيير التركيبة السكانية لسوريا وإحلال شعوب محتلة غريبة عوضا عن الشعب السوري الأصيل هي جريمة تطال كافة مكونات الشعب السوري من مسلمين ومسيحيين.

يشار إلى أن أحياء دمشق القديمة التي تشكل 5% من مساحة العاصمة قد سجلت عام 1979 على لائحة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو».

وتتميز منازلها بأسلوب العمارة الدمشقية القديم الذي يتشابه من حيث الهندسة الداخلية المبنية من الحجارة، ويتألف من فناء داخلي واسع مليء بأحواض النباتات والزهور تتوسطه البحرة الشامية الشهيرة.

  كلمات مفتاحية

سوريا دمشق الأحياء القديمة إيران العراق لبنان الشيعة مسلمين مسيحين

قصة عمال سوريين يصلحون بعضا مما يدمره «بشار وشركاؤوه»!