رسالة محكوم بالإعدام في مصر لأمه: سأنتصر وأعود

الاثنين 12 يونيو 2017 07:06 ص

بعث شاب مصري يدعى «خالد عسكر»، خريج كلية العلوم بجامعة المنصورة، رسالة مبكية إلى والدته، بعد حكم قضائي بإعدامه وآخرين، في القضية المعروفة إعلاميا باسم «قتل الحارس».

الرسالة التي تداولها مغردون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرتها والدة «خالد»، على صفحتها بموقع «فيسبوك».

والأربعاء الماضي، أيدت أعلى محكمة طعون مصرية، حكم الإعدام الصادر ضد 6 متهمين بقتل رقيب شرطة من القوة المكلفة بتأمين منزل المستشار «حسين قنديل» عضو اليمين في محاكمة الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، بقضية أحداث «الاتحادية».

وكانت محكمة جنايات المنصورة (شمال) قضت، في 7 سبتمبر/أيلول 2015، بالإعدام لـ9 (بينهم هارب)، والمؤبد لـ14 (بينهم هارب)، والسجن لمدة 10 أعوام لآخر (هارب).

وجاءت الرسالة كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أمي بطتي الجميلة.. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف حالك يا أمي؟.. أكيد إن شاء الله بخير، ومش لسه قاعدين نعيط بقه، والكلام اللي مش هيغير شئ ده.. قضاء الله لن يغيره أحد، وأجلي في كتاب عنده يوم ولدتني، فسألقاه في الوقت الذي حدده، وهيهات لبشر أن يغيره.. فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

وإني والله أحب لقاء الله وأساله أن يكون هذا اللقاء في رضاه.. «قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ».. «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

فحسبي الله ونعم الوكيل، هو يكفيني شرهم وظلمهم.. فأحسني الظن برب الأسباب وأحسني الاستسلام إليه ولا تيأسي من روح الله.. واستغفري وتوبي إلى الله.. «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا».. فنستغفر الله ونتوب إليه توبة نصوحا.. فقد كتب علينا الموت، ولا مفر لأحدنا من ذلك، وإني لأحب الموته الشريفة في سبيل الله مقبل غير مدبر.

لست أدري من أين لي بهذه الثقة، ولكني مع ما دبروه سأخرج وسأعود إلى الأماكن التي يرضي الله عني فيها، ولكني حينها سأقول للدنيا غري غيري، فلقد عرفتك وعرفت قدرك وصرتي هينة علي.

ما حدث في الزيارة هو كان من رحمات الله وحده.. أعلم في نفسي أنني لا استطيع أن أرى دمعة في عينك، ولا حزن في وجوه إخوتي فصليت قبل نزولي، وسألت الله أن يشرح صدري ويثبتني.

فوالله ما إن دخلت الزيارة حتى وجدت هذه الرحمات قد ملأت صدري، وأطلق الله لساني بكلمات تثبتني قبل أن تثبتكم، وكأنني اسمعها لأول مرة.. وما إن رأيت البسمة قد عادت إلى وجوهكم حتى حمدت الله وامتلأ قلبي يقينًا أن الله معنا ولن يضيعنا.

ومن كان الله معه فمن عليه!.. نعم إن البلايا تنزل على المؤمن حتى تتركه، وما عليه من خطيئة.. فراجعي قصه يوسف واقرئي إن شئتي قول الله عز وجل « وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ».

يا أمي، أما ترضين أن يذهب الناس بالدنيا ونذهب نحن بالآخرة، فإن ارتضينا بالآخره فلا تقلقي.. سننال نصيبنا من الدنيا أيضًا غير منقوص يا أمي.. والله إني في مكاني هذا لا أحب أن استبدله بأي شئ آخر فيه معصيه لربي.

فإني هنا لأحب إليّ من الفرار، وإني هنا لأحب إليّ من أن أصبح كالشباب بلا هدف ولا دين وأترنح بين ألحان الغناء أو أعرف هذه وأكلم تلك معاذ الله.

والله لا ارتضي بقضاء الله بديل، ولا عوض فهو أحب إليّ من الدنيا وما فيها، ولأن يرضى علي خير لي مما طلعت عليه شمس.

يا أمي لم ترهبني أحكامهم بل أنزلها الله علي قلبي بردًا وسلامًا.

«رأى رجلاً وهو يسير في طريقه ظالمًا يتجبر على فرد من خلق الله فدعا وقال يا رب إن حلمك على الظالمين أضر بالمظلومين.. فنام ورأى في منامه وكأن رب العزة يجيبه قائلاً: إن حلمي بالظالمين جعل المظلومين في أعلي عليين».

«جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ».

أعلم أنكي أقوى مني، وعندك من العلم ما يزيدني مرات، ولكني أحببت أن أذكرك فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. فاثبتي وثبتي إخوتي، وعودي إلى الله أنتي وأخوتي، ولا يدفعنكم الحزن ولا الخوف علي إلا قربا من الله، وزياده في العمل الصالح والإنفاق.. فإني لن ينفعني اليوم إلا العمل الصالح والدعوات الطيبات فإن الله هو بابي وملجئي «حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ».

فالله اكبر ولله الحمد

أبشري «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ»

ابنك «خالد عسكر»

ومنذ الانقلاب العسكري منتصف العام 2013، تحاكم السلطات المصرية الآلاف من أنصار «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب، بتهم تقول إنها «جنائية»، وتقول منظمات حقوقية إنها «سياسية».

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

خالد عسكر مصر الإعدام محاكمة