«هآرتس»: «السيسي» استقبل «نتنياهو» في القاهرة سرا العام الماضي

الاثنين 12 يونيو 2017 08:06 ص

تم الكشف، اليوم الاثنين، عن لقاء سري، عقد العام الماضي في العاصمة المصرية، القاهرة، بين الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن رئيس المعارضة الإسرائيلية «يتسحاق هرتسوغ»، شارك في اللقاء الذي عقد في شهر أبريل/نيسان من العام 2016.

وقالت الصحيفة إن هذا اللقاء هو الثاني الذي عقد بين «السيسي» و«نتنياهو» و«هرتسوغ»، بعد اللقاء الذي عقد سرا أيضا في مدينة العقبة الأردنية في فبراير/شباط 2016، بمشاركة العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، ووزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري».

وأوضحت الصحيفة إن «نتنياهو» و«هرتسوغ»، سافرا سرا للقاء «السيسي» في القصر الرئاسي، وذلك في إطار اتصالات سرية جرت لإمكانية ضم حزب «المعسكر الصهيوني» برئاسة «هرتسوغ» إلى الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن «نتنياهو»، ومستشاريه، و«هرتسوغ» وفريق أمني، سافروا مباشرة إلى القاهرة ليلا من قاعدة في وسط «إسرائيل»، على متن طائرة خاصة، وتم نقلهم إلى قصر رئاسي مصري.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن «السيسي» ضغط عليهم لاتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل دفع عملية السلام، وعادوا إلى «إسرائيل» قبل الفجر.

وقالت: «بسبب الافتراض بأن نتنياهو غير قادر سياسيا على قيادة عملية سياسية حقيقية، بسبب شركائه من اليمين في الائتلاف الحكومي، فإن قوى دولية وإقليمية تواصلت مع هرتسوغ عبر قنوات مختلفة».

من جهته، ذكر معلق الشؤون الحزبية في الصحيفة «يوسي فيرتر»، صاحب السبق الصحفي، أن «السيسي» دعا «نتنياهو» و«هرتسوغ» لزيارة القاهرة في أبريل/نيسان 2016 من أجل مساعدة «نتنياهو» في توفير بيئة سياسية تمكنه من تشكيل حكومة «وحدة وطنية» بمشاركة حزب «العمل»، الذي يقوده «هرتسوغ».

وأشار «فيرتر» إلى أن «السيسي» هدف من الزيارة إلى توفير مسار يقود إلى بدء مفاوضات حول التسوية الإقليمية للصراع من أجل التغلب على المعارضة داخل حزب «العمل» للانضمام لحكومة يرأسها «نتنياهو».

ولفت «فيرتر» الأنظار إلى أن جهات دولية وإقليمية ساهمت في ترتيب الزيارة السرية من أجل تمكين «نتنياهو» من تشكيل حكومة «الوحدة الوطنية» على اعتبار أن هذه الخطوة تساهم في تغيير تركيبة الائتلاف الحاكم الذي يقوده «نتنياهو» والذي لا يمكن معه فتح أي مسار تفاوضي حول أي شكل من أشكال الحل للصراع.

ونقل «فيرتر» عن «هرتسوغ» قوله، إنه وافق على زيارة القاهرة ولقاء «السيسي» بعد أن تم التأكيد له أن هناك فرصة جدية للتوصل لاتفاق إقليمي دراماتيكي.

وبحسب «فيرتير»، فإن «السيسي» أبلغ كلا من «نتنياهو» و«هرتسوغ» بأن العالم العربي مستعد لدعم تسوية تقوم على اعتراف الفلسطينيين والعرب بـ«إسرائيل» كدولة الشعب اليهودي وشروع الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضات بغطاء عربي رسمي.

وكان «نتنياهو» و«هرتسوغ» ومصر، قد أقروا بالمشاركة في اللقاء الذي عقد سرا بالعقبة في فبراير/شباط 2016، ولكنها المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن هذا اللقاء الذي عقد في القاهرة.

كما أقر «هرتسوغ»، في الأشهر الأخيرة، بأن الجهود لضم «المعسكر الصهيوني» إلى الحكومة قد فشلت، بسبب عدم جدية «نتنياهو» نحو السلام، حسب قوله.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/نيسان 2014، دون تحقيق أي نتائج تذكر، بعد 9 أشهر من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض «إسرائيل» وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للمفاوضات، ورفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى من سجونها.

وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أعاد في 22 و23 مايو/أيار الماضي، أثناء لقائه رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» في مدينة بيت لحم المحتلة، التأكيد على التزامه بالتوسط من أجل انجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في حين أثنى على «عباس» و«نتنياهو» لإعلانهما عن استعدادهما لمواكبة خطته نحو التسوية.

هذا، وتقيم مصر علاقات رسمية مع «إسرائيل» منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام في العام 1979، إلا أن العلاقات مع «إسرائيل» ظلت أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.

ولكن منذ تولي «عبدالفتاح السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف إسرائيلية تصف «السيسي» بأنه «استراتيجي» بالنسبة لـ«إسرائيل».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل القاهرة السيسي نتنياهو هرتسوغ حكومة وحدة وطنية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية