الهبّة الشّعبية في القدس: الخلفيّات، المراحل، الآفاق

الخميس 18 ديسمبر 2014 07:12 ص

يعتبر عام 2014 من الأعوام الحافلة بالأحداث في القدس المحتلة، التي تعيش حربًا تسابق "إسرائيل" فيها الزمن عبر المس من جهة أولى بقواعد "الجغرافيا" بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية في القدس ومحيطها عبر التوسع الاستيطاني في منطقة جبل أبو غنيم، ومنطقة بيت صفافا، ومنطقة ما يسمى E1 على سبيل المثال، و"بالديمغرافيا" من جهة أخرى عبر التضييق على المقدسيين وهدم منازلهم وتهجيرهم في حي سلوان، والبلدة القديمة، وحي الثوري، وغيرها والدفع بعشرات آلاف المستوطنين إلى المدينة المقدسة عبر مشاريع الإسكان والضم التي تسعى بلدية الاحتلال في القدس لتنفيذها في السنوات الأخيرة.

حدود السيطرة والتضييق يمكن مشاهدتها عبر بيانات الشرطة الإسرائيلية، وتقارير المؤسسات الفلسطينية، التي تحدّثت عن الانتهاكات ضدّ الفلسطينيين في القدس، سواء أكان ذلك على شكل الاعتداء الجسدي على يد المستوطنين، أو الاعتقالات الواسعة التي بلغت 1400 حالة اعتقال في الأشهر الأربعة الماضية، وفقًا لتقارير صادرة عن شرطة الاحتلال. لكنّ الأخطر على صعيد المخططات الإسرائيلية ما يتعلّق منها بالمسجد الأقصى الذي تسارعت محاولات تقسيمه وتكثفت اقتحاماته بوتيرة لافتة.

وقد تحولت هذه العناصر مجتمعة إلى عوامل ضغط على المقدسيين ومحفزات للغضب، الأمر الذي يتناوله تقدير الموقف هذا تحت عنوان "الهبة الشعبية في القدس: الخلفيات، المراحل، الآفاق" ضمن محاور خمسة موزعة على الشكل الآتي:

1. الانتهاكات الإسرائيلية في القدس خلال العام الجاري وأثرها في أجواء التعبئة للهبة الشعبية في القدس.

2. الهبّات الشعبية في القدس وتطورها في عام 2014.

3. الفئات المشاركة في الهبات الشعبية في القدس.

4. عمق الهبات الشعبية في القدس.

5. مستقبل الهبات الشعبية في القدس وإمكانية تحولها إلى انتفاضة (تقدير موقف). 

المحور الأول : الانتهاكات الإسرائيلية وأثرها في التعبئة للمواجهة مع الاحتلال

برزت في عام 2014 مجموعة من الانتهاكات الإسرائيلية في القدس كان لها الأثر الأكبر في تعبئة الجماهير الفلسطينية ضد سياسة الاحتلال، وأهم هذه الانتهاكات:

أ‌. الانتهاكات بحق المسجد الأقصى: تجاوزت "إسرائيل" في هجمتها ضد المسجد الأقصى كل الخطوط الحمر، خاصة بعد تبني الحكومة الإسرائيلية الاقتحامات بشكل علني، من خلال آلية وضعتها لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي، وتبنّتها وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي عبر برنامج يومي يبدأ من صباح يوم الأحد وينتهي مساء يوم الخميس مصحوبًا بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وبلغ متوسط الاقتحام اليومي للمسجد الأقصى، وفق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، قرابة 80 مستوطنًا إسرائيليًا وجنديًّا.

ب‌. اعتداءات المستوطنين والجنود في القدس: ارتفعت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في القدس بشكل ملحوظ في عام 2014، حيث أشارت بيانات شرطة الاحتلال في القدس إلى بلوغ نسبة الاعتداءات فيها ما يقارب 30 اعتداء شهريًّا، وصل بعضها إلى إصابات نقل خلالها المعتدى عليهم إلى المستشفيات الإسرائيلية. كما وثّق مركز معلومات وادي حلوة المقدسي نحو 134 اعتداء شهريًّا من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال على المقدسيين.

ج‌. التضييق على المقدسيين وهدم البيوت: كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس في شهر آذار/مارس الماضي عن اعتبار لجنة البناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس نحو 32 ألف بيت مخالفًا للقانون، وشروع البلدية في هدم هذه المنازل من خلال سياسة الدحرجة المتسعة. وأضافت الصحيفة أنّ سياسة بلدية الاحتلال تتعاطى مع المواطنين العرب بتعسير شروط الترخيص، ثم القيام بهدم المخالف لشروط البناء، حيث بلغت عمليات الهدم في القدس خلال عام 2014 ما يزيد على 40 منزلاً، ليبلغ عدد المنازل المهدمة نحو 1270 منزلاً منذ عام 2000 كما أشار تقرير صدر عن مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني عام 2013.  

كما واصلت "إسرائيل" عملية السيطرة على المنازل في حي سلوان والمنطقة المحيطة بها حيث بلغ عدد المنازل المصادرة خلال شهر واحد 35 منزلاً، و90 منزلاً في السنوات الماضية، وفق مركز معلومات وادي حلوة، بهدف ضرب تماسك الوجود الفلسطيني في الأحياء العربية.

وتعدّ هذه الانتهاكات الأهم من حيث التأثير في مجريات الأحداث في القدس في عام 2014، إذ أحدثت حالة من التعبئة للمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، بل أوجدت مناطق مفتوحة قابلة للمواجهة اليومية معه حيث شكّلت حالة ضاغطة على المواطنين في القدس منذ سنوات، وأضيف لها الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها المقدسيون، مما خلق بيئة قابلة للمواجهة والاشتعال، مصحوبة بحالة من التعبئة التي يقوم بها المجتمع المقدسي ذاتيًا، إما على شكل حوارات مع النخب المقدسية أو من خلال اللقاءات والفعاليات المختلفة، أو من خلال وسائل إعلام محلية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تشكلّ أداة للتعبئة ونقل أوجاع النّاس.

المحور الثاني: الهبّات الشعبية وتطورها في مدينة القدس في عام 2014

قد تكون تسمية ما يجري من مواجهات في القدس بـ "هبّات شعبية" هي الأدقّ، لارتباط التصعيد بأحداث متصاعدة تذكي حالة المواجهة الواسعة التي لا تلبث أن تخفت حتى تعود إلى الذروة بعد تكرار حدث ناتج عن ممارسة إسرائيلية صادمة. وبمراجعة الأوضاع التي مرت بها مدينة القدس يتبين أن تطور الهبات خلال العام الجاري حتى تشرين ثانٍ/نوفمبر تمّ على أربع مراحل يمكن تلخيصها على الشكل الآتي:

المرحلة الأولى: فئات شبابية عشوائية تهاجم الحافلات الإسرائيلية في مناطق القدس بالحجارة والزجاجات الحارقة، دون وجود قيادة فلسطينية تدير العمل المقاوم، إنما يظل السلوك الإسرائيلي في القدس هو المحفز للشبان باستمرار هذا النوع من المواجهة. ووفق ذلك أقرت الشرطة الإسرائيلية في تقرير بثّته على القناة العبرية الثانية مطلع العام الجاري بتعرّض أهداف إسرائيلية للهجوم من فلسطينيين بمعدل 42 إلى 50 هجومًا في الشهر. 

المرحلة الثانية: تحوّل المسجد الأقصى إلى ساحة مواجهة ومحفز للهبات الشعبية، حيث شكل المسجد في هذه المرحلة مهد المواجهة اليومية في القدس، ما كان له الأثر الأكبر في تحوّل الحراك فيه إلى شكل جماعي شبه منظم، على شكل تشكيلات ليست تقليدية، أي لا تنتمي إلى تيّارات سياسيّة محددة. وقد تنبّهت "إسرائيل" في شهر آذار/مارس من العام الجاري إلى أهمية السيطرة على الأوضاع في القدس عبر وضع إجراءات أمنية مشدّدة على دخول المسجد الأقصى، وأحيانًا إغلاقه.

المرحلة الثالثة: "الهبّات المفتوحة" بدأت تظهر بشكل واضح، وقوي، وشبه مستمر، خاصة في أحياء البلدة القديمة، وسلوان، وحي الثوري، وجبل المكبر، وشعفاط. وقد وصفت القناة العبرية الثانية هذه الحالة بمظاهر انتفاض عام، وقال عنها مصدر كبير في الشرطة الإسرائيلية في تصريح للإذاعة الإسرائيلية في شهر حزيران/يونيو "إنها أكثر انتشارًا وأثرًا مما كانت عليه الأوضاع في أواسط انتفاضة الأقصى"، الأمر الذي دفع المستوطنين في القدس للتظاهر مطالبين بفرض حماية على الطرقات الرئيسة في شرق القدس.

المرحلة الرابعة: "عسكرة الهبات الشعبية" حيث بدأت في الشهور الخمس الأخيرة تأخذ بعدًا يتجاوز الحجر إلى كثافة في إلقاء الزجاجات الحارقة، ثم الانتقال إلى حرق محطات الوقود، كما حدث في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي بالقرب من بلدة بيت صفافا، ومهاجمة مراكز الشرطة بالزجاجات الحارقة في البلدة القديمة، وشنّ هجمات مباشرة على الحافلات الإسرائيلية مما أدى إلى تحطيم العديد منها، وأخيرًا عمليات الدهس والطعن التي نفذها عدد من شباب القدس وقتل فيها عدد من المستوطنين وأصيب عدد آخر. وقد وصفت القناة العبرية الثانية في تقرير أذاعته في بداية شهر تشرين ثانٍ/نوفمبر الشهور الثلاثة الماضية في القدس بالخطيرة، ونقلت القناة مطالبات المستوطنين للشرطة بتأمين المواطن الإسرائيلي من موجة المقاومة التي أفقدت الإسرائيلي أمنه الشخصي.

بعد استعراض المراحل الأربع من عمر الهبة الشعبية في مدينة القدس في عام 2014 وتطورها، لا بدّ من ربط ذلك في سياق تصاعد العمل المقاوم في عام 2013 في مدينة القدس حيث أشارت التقارير الصادرة عن الشرطة الإسرائيلية إلى تصاعد أعمال إلقاء الحجارة  في القدس وتحولها إلى ظاهرة مقلقة.

ووفق ذلك، لا بد من الانتباه في قراءة المراحل إلى أن التسلسل الزمني يمكن رصده على شكل تصاعدي، ومتزامن مع اتساع رقعة المواجهة في القدس، بل انتشارها بشكل أوسع، والأهم هو تطور الأساليب التي باتت تستخدمها المجموعات الشبابية في مدينة القدس.

أمام ذلك فإن السؤال واجب الإجابة في تقدير الموقف، ما مستقبل الهبة في القدس؟ وما هي إمكانية التحول من حالة غير منظمة في إدارة الهبة إلى حالة تستطيع أن تفرز لها قيادة تتجاوز الأطر التنظيمية للرباط في المسجد الأقصى والتصدي لتهويد الاحتلال وغطرسته؟

المحور الثالث: الفئات المشاركة في الهبّات الشعبية في مدينة القدس والأحداث المؤثرة في ذلك

يصعب تحديد جهة واحدة تقف وراء المواجهات المختلفة والمتنقلة مع الاحتلال، فهناك فئات مختلفة تشارك في الهبّات الشعبية في أحياء القدس المختلفة. كما أن نوعية الاعتداءات الإسرائيلية تستدعي في بعض الأحيان مشاركة لفئات أكثر من خلال رصد ثلاث محطّات من الاعتداءات الإسرائيلية وما قابلها من تصدٍّ ومواجهة من قبل الفلسطينيين:

الحدث الأول: الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى

تعتبر اقتحامات المسجد الأقصى من أهم العوامل المحرّكة للهبات الشعبية في القدس، بل السبب الرئيس في تعبئة الجماهير الفلسطينية تجاه مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ويمكن تصنيف الفئات المشاركة في التصدي لاقتحامات الأقصى والمواجهات الممتدة في القدس بعدها على النحو الآتي:  

أ‌. الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، من خلال تنظيم حالة الرباط في المسجد الأقصى وتبنّيه. 

ب‌. الفلسطينيون من الداخل الفلسطيني المحتل: وأغلبهم يرتبطون بأنشطة الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح.

ج‌. المستقلون: ويشكلون الزخم الأهم والأكبر في مواجهات الأقصى، ولا سيما عند امتداد المواجهات خارج أسوار المسجد الاقصى.

د‌. عناصر الفصائل الفلسطينية، مع ملاحظة أن مشاركة أعضاء هذه الفصائل عادة ما يكون بقرار فردي ولا يرتبط بتوجيه قيادي.

الحدث الثاني: حرق وقتل الطفل محمد أبو خضير واستشهاد الفتى سنقرط

شكّلت حادثة إحراق وقتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير على يد مستوطنين في 2/7/2014 نقلة نوعية من حيث نقل المواجهات إلى مختلف مناطق القدس، وانتقالها من عشوائية المقاومة إلى نشاطات محلية شبه منظمة، عزّزتها حادثة إطلاق النار على الطفل محمد سنقرط في 31/8/2014 واستشهاده على أثر ذلك في 7/9/2014، مما جعل أطراف المشاركة في القدس من حيث التأثير على النحو الآتي: 

أ‌. جماهير القدس: شكلت جرائم قتل الأطفال على يد الشرطة والمستوطنين حدثًا صادمًا أدخل الفئات الشابة المقدسية كافّة في المواجهة على شكل هبة واسعة "غير منظمة بالبعد التنظيمي التقليدي"، لكنها باتت أكثر ترتيبًا وتنظيمًا وحضورًا وانتشارًا في مناطق القدس.

ب‌. الفصائل الفلسطينية: وقد توسع حضورها على صعيد الكادر دون أن يعني ذلك وجود حالة تنظيمية تسيطر وتقوم بتنظيم برامج مواجهة الاحتلال.

الحدث الثالث: العمليات الكبيرة وما أعقبها من أحداث

شكّلت عملية الدهس التي نفذها عبد الرحمن الشلودي في 22/10/2014، إضافة لعملية إطلاق النار التي نفذها معتز حجازي في 29/10/2014، على الحاخام المتطرف يهودا غليك، وعملية الدهس التي نفّذها إبراهيم عكاري في 5/11/2014، دافعًا كبيرًا لتوسع الأحداث في القدس. وقد دفعت هذه الأحداث الثلاثة قيادة الشرطة الإسرائيلية إلى أن تطلب رسميًا من نتنياهو وقف اقتحام أعضاء الكنيست للأقصى كما جاء في صحيفة هآرتس في 6/11/2014. أما الفئات المشاركة في الهبة عقب هذه الحوادث فهي:

أ‌. الجماهير غير المنظمة في القدس على شكل هبات شبابية واسعة.

ب‌.  الفصائل السياسية بشكل أكثر وضوحًا.  

المحور الرابع: عمق الهبّات الشعبية والموقف الإسرائيلي منها

من خلال متابعة التحليل الأمني الإسرائيلي لما يجري في القدس، يمكن استعراض أبرز مواقف القيادة الأمنية واتجاهات تقدير الموقف على الجانب الإسرائيلي من خلال ما رشح في وسائل الإعلام الإسرائيلية:

1. الشرطة الإسرائيلية: ترى الشرطة أن مساحة المواجهات في القدس ستستمر لفترة من الزمن، ولعلاج ذلك يجب وقف اقتحامات أعضاء الكنيست الإسرائيلي للمسجد الأقصى. كما ترى الشرطة، وفقًا لخطاب وُجِّه للمستوى السياسي ونقلته صحيفة هآرتس، أنّ حالة التعبئة التي يفرزها سلوك اليمين قد يؤدي إلى موجة أكبر من التصعيد قد تصل إلى الضفة الغربية.

2. جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك": يقدر هذا الجهاز أن حماس نجحت في جر "إسرائيل" لتعبئة دينية في أحداث القدس والأقصى، لذلك بحسب رأي الجهاز وجبت معالجة الهبات الشعبية في القدس من خلال قبضة أمنية واضحة، وحالة تعزل أسباب التوتر في القدس. وأشار" الشاباك" في تقدير موقف خاص به نقلته القناة العبرية الأولى في 4/11/2014 إلى أنّ الحالة الأمنية في القدس يمكن استمرارها في حال تواصل إخفاق المسار السياسي مع الفلسطينيين، واستمرار حالة الاحتقان القائمة في القدس.

3. المستوى السياسي الإسرائيلي ممثلاً برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: تعدّ توصيات أجهزة الأمن الإسرائيلي وجهة نظر نتنياهو، لكنها في الوقت ذاته معضلته الكبيرة، بسبب عدم قدرته على مواجهة اليمين الإسرائيلي، سواء كان ذلك ضمن حزب الليكود الذي يتزعمه، أو حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت. لذلك ستظل عناصر التوتر في القدس قائمة، مع محاولة "إسرائيل" المضي في حلول عمادها الأمن، مع الاستمرار في تعزيز إجراءاته.

المحور الخامس: تقدير موقف حول مستقبل الهبّة الشعبية وإمكانية تحولها لانتفاضة مستمرة

بناء على صورة الأحداث في القدس وتلاحقها، وتحليل الخطاب الأمني الإسرائيلي حول ما يجري في المدينة المحتلة يمكن الحديث عن مجموعة من نقاط القوة والضعف التي قد تؤثر بدورها في إمكانية تحول هبات القدس إلى انتفاضة مستمرة.

نقاط الضعف 

أ‌. غياب متعمّد للسلطة الفلسطينية وبعض القوى التي تدور في فلكها. 

ب‌. القلة النسبية لعدد المقدسيين داخل الجدار في القدس، والتي  تبلغ وفق الإحصاءات شبه الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني ما بين 170 إلى 180 ألف نسمة.

ج‌. السيطرة الكبيرة للأمن الفلسطيني على الضفة الغربية، خاصرة القدس الأمنية وعمقها المهم في تصعيد الأوضاع وتقييد المقاومين والجماهير الفلسطينية من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال.

د‌. ضعف حضور الفصائل الفلسطينية عمومًا وفصائل منظمة التحرير خصوصًا في القدس.

هـ. غياب قيادة وطنيّة رسمية عن إدارة الهبات وبقاء قيادات شعبية غير مخضرمة، مسؤولة عن التأثير في  أحداث القدس.

و‌. غياب مؤسسات وأجسام واضحة تشرف على إدارة الهبات في القدس وإبقاء الارتجال سيد الموقف في مواجهة الاحتلال. 

 

نقاط القوة التي يمكنها التأسيس لهبّة متواصلة

أ‌.  السياسة الإسرائيلية المستمرة تجاه القدس، مما سيبقي حالة غضب كبيرة في الشارع.

ب‌. تجاوز الجماهير الحالة الفصائلية في الهبات وبدء تشكيل قيادات شبابية واعدة وقريبة من الخطاب المقاوم.

ج‌. الإحباط الكبير في الضفة الغربية وإمكانية انفجاره في أي لحظة في وجه كل الأدوات التي تستعمل لكبح انطلاقه.

د‌. انخراط الشباب في المواجهات اليومية، ودعم الحاضنة الشعبية في القدس لهذه الهبات بشكل قوي وفاعل.

هـ. تأثير الانتصار في غزة على معنويات المواطن المقدسي إيجابيًا، وحضور ثقافة المقاومة لديه.

و‌. استعادة حركات المقاومة الغطاء الشعبي في القدس، والضفة نسبيًا، ما يسمح لها بهامش أوسع للتحرك والتأثير.

 

الخلاصة 

ما زال التعريف الموضوعي لما يجري في القدس هبّة، لكنها هبة واسعة، عميقة، يمكن البناء عليها في تحريك الشارع الفلسطيني والعربي في "معركة القدس". 

في قراءة نقاط القوة والضعف، يجب الانتباه إلى أن القوى السائلة (الشباب والجماهير) في المجتمع الفلسطيني هي الأقوى والأكثر تأثيرًا، لذلك فإن كثيرًا من الكوابح (نقاط الضعف) يمكن  إزالتها  في حال تدحرجت الأوضاع إلى الضفة الغربية. 

وأخيرًا فإن المتابعة من الميدان تكشف حجم العبء الذي يناط بـفصائل المقاومة الفلسطينية، وتأطير الحالة السياسية تحديدًا في الضفة نحو القدس، عبر خلق جسم جماعي داعم لهبّة القدس الكبيرة.

 

* علاء الريماوي هو مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني

 

المصدر | علاء الريماوي، مؤسسة القدس الدولية

  كلمات مفتاحية

القدس فلسطين الاستيطان