«كفر دلهاب» مسلسل مصري يدين نظام «السيسي» ويتوعده بالثأر

الثلاثاء 13 يونيو 2017 09:06 ص

يجمع المسلسل التلفزيوني المصري «كفر دلهاب» بين «لعنة الدم»، وعدم الاستقرار في المجتمع، مشتبكا مع الواقع المصري بشكل عام، لدرجة دفعت عدد من المتابعين للربط بينه وبين الوضع المتأزم في البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، في ظل ضياع حقوق شهداء الثورة في جميع مراحلها.

واستطاع العمل الفني الذي كتبه السيناريست المصري «عمرو سمير عاطف» وأخرجه «أحمد جلال» أن يجد طريقه إلى شاشة رمضان المصرية التي يتنافس فيها نحو 40 عملًا دراميًا بخلاف البرامج الترفيهية والحوارية الأخرى.

وتدور أحداث «كفر دلهاب» في شكل غرائبي عام أقرب إلى «كفر الدهاشنة» في فيلم «شيء من الخوف» تأليف الراحل «ثروت أباظة»، من دون تحديد زمن أو مكان أيضا، فيتناول المسلسل «كفر دلهاب»، تلك البقعة من الأرض المحكومة بثلاثة محاور، هي  رجال الأعمال، والشرطة ممثلا في شيخ الغفر، ومحور القضاء ويمثله قاضي المدينة، ويحتكر الثلاثة السلطة والثروة، بحسب «الأناضول».

وتبدأ دراما المسلسل بوصول طبيب شاب مثقف لا يتقاضى الأموال من مرضاه ويبدأ في ممارسة مهنته، بمحاولة علاج «هند» ابنة رجل الأعمال التي فشل كل الأطباء في علاجها، ولم يجدوا علاجًا فعالًا لحالتها كون مرضها به ثمة أمر غامض.

ويرى الطبيب في منامه حلما يشير إلى لعنة أصابت «كفر دلهاب» نتيجة الظلم الذي وقع على فتاة تدعى «ريحانة» اُغتصبت وقُتلت وتم دفنها من دون أن يحاول أحد البحث عن قاتلها.

ويتعلق الدم المهدر من «ريحانة» التي ربطها متابعون للمسلسل بـ«ثورة يناير» في رقاب الجميع، ولم يقتصر المرض على ابنة رجل الأعمال فقط، ولكنه يصيب طفلة صغيرة من عامة الناس تكتسب بمرضها قدرة على التنبؤ من خلال الرسم.

يبدأ الطبيب في جمع الأدلة والبحث عن القتلة ويصل الأمر إلى شيخ الغفر الذي يعلم يقينا أن القتلة يضمون ابن أحد رجال الأعمال وابن القاضي، ليقوم بإخفاء الأمر ودفن الفتاة في مقام لشيخ مزيف زائف ويحوله إلى مزار لمن أراد التقرب والعبادة.

وفي الوقت نفسه تبدأ «هند» المريضة ابنة رجل الأعمال في الانتقام عبر لعنة أصابتها، وتكتشف والدتها أن العفريت الذي مسَّ ابنتها يتحدث إلى الطبيب قائلاً له: «إنك تعرف ما عليك فعله».

ويحترق المقام الزائف بفعل انتقام واحدة من أغنياء الكفر (البلدة)، ليتم استخراج جثة «ريحانة» القتيلة، لينطلق الطبيب في فك طلاسم اللغز، ويبدأ في الدفع نحو محاكمة القتلة ليجد نفسه في مواجهة شيخ الغفر المستعد لإخفاء الحقيقة ولو ضحى بالكفر كله.

في العمل الفني «كفر دلهاب» اقترب السيناريست «عمرو سمير عاطف» من منطقة شائكة وحكى – عبر المسلسل – في سرد موحي قصة المحاكمات الزائفة لقتلة المتظاهرين خلال ثورة 25 من يناير/كانون الثاني 2011.

ويؤكد صناع المسلسل، في مقولة مركزة على لسان أحد أبطال العمل الفني: «طالما بقيت لعنة الدم فلا استقرار ولا حياة لشهود الزور، وأن الدم معلق في رقاب الجميع من دون استثناء».

وبعد نحو ست سنوات ونصف، من اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 بمصر، بات كل رموز نظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة شعبية، خارج السجون، بعد محاكمات امتدت لسنوات في اتهامهم بالفساد وقتل متظاهرين. 

  كلمات مفتاحية

كفر دلهاب مسلسل مصري إدانة نظام السيسي ثأر