حصار قطر علامة على «اضطراب ترامب» العالمي الجديد

الأربعاء 14 يونيو 2017 07:06 ص

انسجم رئيس أمريكا في الشهر الماضي مع الملك «سلمان» لدرجة أنه تبنى أهداف السياسة الخارجية للملك. وتمقت المملكة العربية السعودية السنية إيران الشيعية، وهي منافستها الإقليمية الرئيسية، وكذلك يفعل «دونالد ترامب». ويبدو أنه صار يتفق مع وجهة النظر السعودية بأن أسوأ ممول للإرهاب في الشرق الأوسط هي قطر، وقد أشاد بقيام السعودية والبحرين والإمارات بقطع الروابط الدبلوماسية مع قطر، بالإضافة إلى الروابط البحرية والبرية والجوية في الخامس من يونيو/حزيران.

وقد أعطت دول الخليج مهلة 14 يوماً للمواطنين القطريين للمغادرة، ومن الجدير بالذكر أن دولة الإمارات أعلنت أن أي شخص ينشر تعبيرات للتضامن مع قطر قد يسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، وقد غرد «ترامب» قائلاً: «ربما سيكون هذا هو بداية لنهاية رعب الإرهاب».

لا أحد متأكد بعد الآن

وعلى الرغم من صغرها، إلا إن قطر تصنع فرقا، فهي أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، ومركز للعمليات الجوية، كما إنها تستضيف الجزيرة، وهي أقرب محطة تلفزيونية غير خاضعة للرقابة في الشرق الأوسط. كما إن لديها علاقات جيدة مع إيران، التي تستغل معها حقل غاز شاسع، كما إنها داعمة للإخوان المسلمين (السنّة)، وهم الوجه الأكثر شعبية للإسلام السياسي، وهو ما يجعل السعودية تكرهها.

وحاول النظام السعودي في الماضي أن يحني قطر لإرادتها، لكنه فشل. وتستضيف قطر قاعدة جوية أمريكية ضخمة، ما جعلها حتى الآن تشعر بالأمان، لكن مع السيد «ترامب» في البيت الأبيض، لا أحد متأكد بعد الآن.

تكميم الجزيرة

لم تقدم أي أسباب ملموسة لوضع قطر على القائمة السوداء. هناك الكثير من اللغط حول تمويل القطريين الأثرياء للإرهاب، لكن هذا الاتهام، الذي يوجه أيضاً إلى السعوديين الأغنياء، ليس مثبتا.

وقد قسم هذا النزاع مجلس التعاون الخليجي، الذي كان حتى الآن قوة للاستقرار في منطقة غير مستقرة، كما قد يدفع هذا بقطر والكويت وكذلك عمان، وهما أيضاً عضوان في مجلس التعاون، للارتماء في أحضان إيران.

ربما تهدأ الخلافات في نهاية المطاف، لكن بعض المراقبين قلقون من أن ثمن تراجع المملكة العربية السعودية سيكون تكميم صحفيي الجزيرة «المزعجين».

ولكن دعم السيد «ترامب» للأفعال السعودية يدمر مصداقية أمريكا، وهو يشير إلى أنه تحت ظل حكم «ترامب»، يمكن للقوة العظمى ان تتخلى عن حلفائها بعد محادثة قصيرة مع أعدائهم، وقد غرد «ترامب» قائلا: «خلال رحلتي الأخيرة للشرق الأوسط ، قلت أنه لم يعد بعد الآن تمويل للأيديولوجية المتطرفة، فأشار القادة إلى قطر قائلين: انظر!».

ويحاول المسؤولون ذوي السياسة الخارجية الرصينة في إدارته السعي إلى التقليل من هذه الكلمات غير الدبلوماسية، وتهدئة الأجواء، وربما عرف السيد «ترامب» خطأه، عندما انعكس ذلك في اليوم التالي في عرض خدماته كوسيط.

شرق أوسط أقل استقرارا

وكان «عبد الفتاح السيسي»، وهو رئيس مصر الاستبدادي، قد قرر أن السيد «ترامب» هو الرئيس الأمريكي الذي سيتركه يقمع خصومه دونما عائق. ففي يوم 23 مايو/أيار، وبعد أن التقى الرجلان وأثنيا على بعضهما في قمة الرياض، ألقي القبض على منافس محتمل للسيسي بزعم قيامه بحركة غير لائقة بيده في تجمع قبل خمسة أشهر.

وفي 25 مايو، قامت الحكومة بحظر الوصول إلى موقع مدى مصر، الذي يعد أكبر الصحف الليبرالية في مصر، بالإضافة إلى 20 منصة إعلامية أخرى، منها الجزيرة وهاف بوست عربي.

أما في البحرين، فقد قامت السلطات بقتل خمسة أشخاص وقبضت على 286 آخرين في هجمة على منزل رجل دين شيعي، وبعد ذلك بوقت قصير، قامت بحلّ حزب المعارضة العلماني الرئيسي.

 وكانت أمريكا لتعترض على هذا كله في الماضي، لكنها لم تعد كذلك الآن، وهذه وصفة لشرق أوسط أقل استقراراً.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

ترامب السعودية مصر السيسي حصار قطر