«حمد بن جاسم»: قطر ستدافع عن سيادتها حتى النهاية

الأربعاء 14 يونيو 2017 10:06 ص

أكد الشيخ «حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني»، رئيس مجلس الوزراء القطري السابق، أن السيادة هي أهم شيء بالنسبة لبلاده، وأن الدوحة ستدافع عن سيادتها حتى اللحظة الأخيرة، مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة صدعت مجلس التعاون الخليجي، لدرجة لا يمكن معها معرفة كيفية رتق هذا الصدع.

وشدد «آل ثاني» خلال حوار له مع برنامج «تشارلي روز» على قناة «بي بي إس» الأمريكية، رفض بلاده «المساس بسيادتها أو التشكيك في نزاهتها»، مطالبا الدول التي قاطعت وفرضت الحصار بـ«تقديم أدلة حول ادعاءاتها بتمويل الإرهاب».

وقال «آل ثاني»، الذي شغل أيضا منصب وزير الخارجية، إن الاتهامات التي وجهتها بعض الدول العربية لبلاده «لا تقف على أرضية صلبة».

قائمة الإرهاب

وأشار «بن جاسم» إلى أن ما تدعيه هذه الدول بنشرها ما يسمى «قائمة الإرهاب» لم تزود بها دولة قطر في وقت مبكر عن طريق القنوات الصحيحة.

وسأل المسؤول القطري السابق «هل أرسلوها لنا ورفضنا التعامل مع الأمر؟ لم نرَ هذه اللائحة سابقاً. ربما بعض الذين ذُكرت أسماؤهم يجب فعلاً متابعتهم، لكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر؟».

ومساء الخميس الماضي، أصدرت السعودية والإمارات والبحرين بيانا مشتركا، أدرجت فيه 59 شخصا و12 كيانا، قالت إنها مرتبطة بقطر، في قوائم الإرهاب المحظورة لديها.

واستنكرت قطر القائمة واتهمت الدول الأربعة بـ«الافتراء»، وبـ«محاولة تشويه» صورة قطر، «وربطها بأي شكل من الأشكال بدعم الإرهاب».

وطالب «بن جاسم» بأن يقف القانون الدولي أمام تجاوزات الدول التي قامت بحصار ومقاطعة قطر، متسائلا «أين القانون الدولي؟ فقد منعوا إمدادات الطعام ومزقوا الأسر حيث هناك العديد من الحالات التي عانت من ذلك، كما أغلقوا الأجواء والمسارات البحرية».

وأعرب عن استغرابه من موقف الدول المقاطعة، والذي جاء بعد وقت قصير من مشاركة أمير البلاد الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، في القمم العربية الإسلامية الأمريكية التي شهدتها الرياض في مايو/أيار الماضي.

العلاقة مع إيران

وذكر «بن جاسم»، أن من الأسباب التي ساقتها تلك الدول لفرض الحصار، أن ثمة اتهامات لقطر بـ«إقامة علاقات خاصة مع إيران وبأنها تمول الإرهاب».

وفند ذلك بأنه «من الناحية التجارية فإن تعامل قطر التجاري مع طهران لا يساوي سوى نسبة واحد بالمائة بالألف بالقياس إلى علاقات بقية دول الخليج التجارية مع إيران».

وتابع «إننا نختلف مع إيران فيما يتعلق بالحرب السورية وموقفها من بشار الأسد»، في إشارة إلى أنه موقف يخالف نظيره الإيراني من الأزمة السورية.

ولفت إلى أن «وجود علاقات طبيعية مع إيران، لأنها دولة جارة ونشترك معها بحقل للغاز، ووجود هذه العلاقات لا يعني إننا ضد حلفائنا وإخواننا في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية».

وتساءل «بن جاسم»، «هل قامت الدول التي تحاصر قطر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران؟ وهل قاموا بعرض هذا الأمر في مجلس التعاون؟ ».

تهمة الإرهاب

أما فيما يتعلق بتهمة الإرهاب، فقال: إن «قطر شريكا لأمريكا في مكافحة الإرهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر (تاريخ الهجمات بالطائرات التي استهدفت مدناً أمريكية عام 2001)، وقد قمنا بتسهيل قدوم القوات الأمريكية قبل أن يكون لها قاعدة في قطر».

وأضاف «كلنا نتذكر تصريحات أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة السابق) من أنه لا يتوجب على أي دولة إسلامية أن تستضيف قوات أمريكية، ومع ذلك استقبلنا جميع القوات الأمريكية في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا شريكا للولايات المتحدة التي تقاتل في أفغانستان والعراق واليمن وأماكن أخرى».

وأردف «لقد هيأنا أمننا كاملا لتلك القوات، واستضفناها كل تلك الأعوام، وقد فوجئنا لدى سماعنا أننا ندعم الإرهاب، فأي إرهاب هذا الذي ندعمه؟».

واعتبر «بن جاسم»، أن المشكلة الأهم اليوم هي أن الولايات المتحدة التي تعد حليفا للجهتين، ليست واضحة بكيفية عملها على معالجة الأزمة المستجدة، وقال «يجب أن يكونوا أكثر عدلا في نظرتهم للأزمة».

ووجه «بن جاسم» نقدا لـ«ترامب» بقوله إن الأخير يصدر أحكاما على قطر بدون الوقوف على الأدلّة الصحيحة.

وأضاف «نتوقع من حلفائنا أن يكونوا عادلين لا أن يساعدوننا».

وأعرب عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستتخذ في النهاية الموقف الصحيح.

وقال بن جاسم إنه من خلال وساطة الكويت والولايات المتحدة سيظهر أن الاتهامات بحق قطر ليس لها أساس.

دعم «الإخوان المسلمين»

وفي رده على سؤال بشأن دعم دولة قطر لجماعة الإخوان المسلمين، قال «الإخوان المسلمون ينضوي تحت لوائها جماعات متعددة، فمنهم من يمثلون الشعب في برلمانات بعض الدول ومنهم من ينتهج العنف الذي لا نتفق معه»، داعيا إلى «ضرورة التفريق بين تلك الجماعات».

وتابع «لقد تعاملنا مع الإخوان المسلمين عندما انتخبهم الشعب المصري».

وأضاف «التغيير في تونس جاء بحكومة إسلامية وتم تغييرها بواسطة الانتخابات لتحل محلها حكومة أخرى، ومع ذلك تعاملت دولة قطر مع الحكومة الجديدة وساعدتها ماديا رغم أنها لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين لأننا نساند أي بلد تطلب المساعدة».

الوضع في سوريا

وحول الوضع في سوريا، قال رئيس الوزراء السابق «قام الجميع بارتكاب أخطاء في سوريا بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ومع مرور الوقت اكتشفنا أن بعض الجماعات لها أجندات أخرى وتوقفنا من التعامل معها».

وأضاف «عملنا في غرفتَيْ عمليات. واحدة في الأردن والثانية في تركيا. شارك العديد من الجهات في هاتين الغرفتَيْن، كالسعودية والإمارات والولايات المتحدة وحلفاء آخرين. في تركيا نفس الشيء».

وتوجه «بن جاسم» إلى المذيع الأمريكي قائلا «أنتم دعمتم المجموعات الخطأ أحيانا»، متابعا «لكن هل فعلنا هذا عمدا؟ هذا ليس صحيحا».

وفي هذا الإطار، رأى «بن جاسم» أنه لو نجح الإرهابيون في سوريا لأتوا إلى دول الخليج، مشددا على أن هذه الدول لم تكن خارج خطر الإرهابيين أبدا.

العلاقة مع حماس

وبشأن العلاقة بين قطر وحركة «حماس»، قال «بن جاسم»، «ساعدنا حماس في غزة في ملف الكهرباء وهذا أمر مُعلن، الجميع يعلم ذلك بمن فيهم الإسرائيليون. ساعدنا في بناء بعض البيوت التي تهدّمت عام 2005 وبناء مستشفيات».

وأشار إلى أنه في تلك الفترة قامت دول خليجية وعربية أخرى برصد الأموال لأجل غزة أيضا.

وتابع «قبل إجراء الانتخابات الأولى في فلسطين، طلب منا الأمريكيون أن نتحدث إلى حماس لدفعها باتجاه المشاركة في الانتخابات».

أما بخصوص استضافة الدوحة لعناصر من حركة «طالبان»، فأشار إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قطر استضافة خمسة عناصر من الحركة لكي يقوموا بمفاوضات.

وتابع «شعبنا سيكون سعيدا إذا أرادت الولايات المتحدة استرجاعهم».

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب»، فيما خفضت كل من جيبوتي والأردن تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة، بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عُمان علاقاتهما مع قطر.

ونفت قطر الاتهامات بـ«دعم الارهاب» التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.

  كلمات مفتاحية

قطع العلاقات مع قطر حماس الإخوان المسلمين مجلس التعاون الخليجي تمويل الإرهاب إيران

وزير خارجية قطر: الدول المقاطعة لا تعرف عواقب أفعالها

نيابة البحرين تحقق باتصال مزعوم بين «بن جاسم» و«علي سلمان»