استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أسـبوعـان حـصار على دولة قـطر

السبت 17 يونيو 2017 12:06 م

أسبوعان انصرما منذ فرض الحصار من بعض دول مجلس التعاون الخليجي على دولة خليجية عضو في ذلك المجلس. وراح البعض يسعى إلى الغرب لكسب التأييد لحصارها، ولكن دون جدوى.

* * * 

في متابعات الكاتب لما يجري لم تتم الاستجابة الغربية لمشروع الحصار، بل أدين بعبارات مختلفة في كل العواصم الغربية، وحتى موسكو، لم تتحمس للحصار، وعرضت مساعيها لحل الخلافات الخليجية الخليجية. عندما لم يجد "ثالوث الحصار" استجابة غربية لمشروعهم راحوا يغيرون المصطلحات المستخدمة في هذه المعركة الغير مبررة، فقالوا لم نفرض حصارا بل فرضنا مقاطعة، وشتان بين المعنيين. 

فالحصار في لغة القانون الدولي: "فرض حكومة دولة ما منع التعامل مع دولة أخرى في الميدان الاقتصادي، ويعني أيضًا التضييق الاقتصادي على دولة من الدول بمختلف الوسائل "أما المقاطعة فتعني الامتناع عن معاملة الآخرين اقتصاديا أو اجتماعيا وفق قرار جماعي مرسوم. من هذه التعاريف نؤكد أن ما قامت به الدول الخليجيات الثلاث ضد دولة قطر هو حصار وليس مقاطعة. 

فقد قطعت العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وطلبت من رؤساء البعثات القطرية المعتمدين لديها مغادرة عواصم تلك الدول في زمن محدد كما فعلت الأردن. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل منعت مواطنيها من السفر أو الإقامة في قطر، وزاد الأمر تعقيدا محاسبة مواطنيها على إبداء التعاطف مع قطر عبر أي وسيلة كانت، ومن يفعل ذلك يلقى عقابا شديدا تصل في بعض الدول إلى غرامة 3 ملايين ريال وسجن، والبعض 15 سنة سجن مع غرامة مالية. 

كما شرعت تلك الدول الثلاث بمنع دخول القطريين إلى بلدانهم وإخراج المقيمين منهم حتى ولو كانوا طلابا في المدارس والجامعات. ومنعت تحليق الطائرات القطرية في أجوائها ومنعت السفن من المرور عبر مياهها الإقليمية المتجهة إلى المواني القطر. أردت أن أبين مفهومي الحصار والمقاطعة كي لا يلتبس الأمر عند المواطن الخليجي.

* * *

انفجر الخلاف الخليجي بأكذوبة إعلامية ضد دولة قطر مرتبة مسبقا ولم تكن صدفة، ولا أريد أن أعود إلى عرض الأسباب والمسببات لهذه الأزمة فأعتقد أن المواطن الخليجي والعربي على وجه العموم ملّ من كثرة سماع تلك الأكذوبة وكيف حدثت فجر 24 /5. والسؤال ماذا على المشتغلين بالقلم، والمفكرين، وأهل العقل في الخليج وهم كثر، وكذلك علماء الدين وفقهاؤه، أن يعملوا لوقف التدهور في المجتمع الخليجي قبل فوات الأوان؟ 

والحق، أن عليهم واجبا هاما هو العمل بكل إخلاص لإطفاء نيران الفتنة المتقدة بيننا. أول ذلك الواجب أن لا يزيدوا النار اشتعالا بما يقولون وما يكتبون، وأن عليهم واجبا هو رفض إجراءات الحصار المفروضة على قطر أو أي دولة خليجية وإبداء مخاطره، لأن ذلك الحصار ضار لكل سكان الخليج العربي. وعلى فقهائنا ألا يسيسوا الدين مرضاة لحاكم أو خوفا من بطشه أو طمعا في "شرهه" وأذكركم بمواقف الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة والفقهاء الذين واجهوا جبروت السلطان في أزمانهم. 

ثلاث دول خليجية، تملك أجهزة إعلامية كثيرة ومتعددة، وعلى مدار الساعة يتناوب على تلك المنابر الإعلامية المرئية أوجه متعددة. 

البعض منها مرتزق يقول ما لايؤمن به ضد قطر، وهدفه إرضاء السلطان بغية في مال وفير، والبعض متأثر بما يسمع من تلك الأجهزة ويردد ما يسمع دون تمحيص وتدقيق فيما سمع وما يقرأ، وثالث حاقد يريد أن يوغر الصدور بين حكامنا لتشتد العداوة والبغضاء بينهم وسد كل الطرق إلى التفاهم لأنه في النهاية سيكون من الخاسرين ومن مصلحته إبقاء الفتنة مشتعلة لأنه الرابح ماليا، وليس غير ذلك.

ورابع يعجبك قوله وهو يكنّ لك الكيد والكراهة. ويقول الحق في كتابه العزيز «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ».

* * *

رغم تعدد تلك الأجهزة الإعلامية ورغم الجهود الدبلوماسية عبر عواصم الدنيا وتعدد مكاتب العلاقات العامة في أمريكا وغيرها ورغم كرم الإنفاق على تلك المؤسسات الغربية إلا أنها لم تستطع إقناع الساسة الأوربيين بشرعية ما يفعلون ضد دولة قطر. 

ومحطة واحدة فريدة وبمفردها وبوجوه قطرية ليس بينهم مرتزق استطاعت فضائية الجزيرة استقطاب الرأي العام بعرض الحقائق كما هي الأمر الذي أدى بتلك الدول إلى إصدار تشريعات تحرم مشاهدة الجزيرة، ليس ذلك فحسب، بل أغلقت كل السبل المؤدية إلى مشاهدة الجزيرة حتى على البرامج الرياضية.

من ضمن ما يردد إعلام الأزمات المعادي لقطر أن دولة قطر تدعم الحوثيين ضد الحكومة الشرعية اليمنية. فهل يعقل أن تقاتلهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم الجيش السعودي في نجران وتمولهم؟! 

يقولون إن دولة قطر لها علاقات مع إيران، نعم لها علاقات دبلوماسية مع إيران مثل بقية الدول الخليجية عدا السعودية والبحرين، لكنها في حرب معها وجها لوجه في سورية وليست مؤيدة لمشروع إيران في اليمن والعراق ولبنان. 

والسؤال الذي يطرح هنا هل أعلنت دول مجلس التعاون الحرب على إيران لاسترداد جزر الإمارات المحتلة ولم توافق قطر؟ هل فرضت دول المجلس مقاطعة أو حصارا اقتصاديا على إيران وامتنعت قطر؟ 

يعمل في الإمارات ما يزيد على 50 ألف شركة إيرانية لها علاقة ارتباط قوية بالحرس الثوري الإيراني كما يقول موقع وزارة التجارة الإيرانية، ولها 200 رحلة طيران شهرية بين البلدين، والتبادل التجاري مع إيران يزيد على 15 مليار دولار، بينما التبادل التجاري القطري مع إيران لا يزيد على 300 مليون دولار سنويا.

* * * 

يقولون قطر تمول حماس، حماس حركة تحرير وطنية فلسطينية انتخبت انتخابا حرا من قبل الشعب وهي تدير قطاع غزة بعد أن تركت سلطة عباس القطاع احتجاجا على نتيجة الانتخابات. شُنت عليها ثلاث حروب إسرائيلية مدمرة، وصدر قرار من القمة العربية بإعادة إعمار غزة وفعلا قطر أقامت مشاريع إسكان لأهل غزة وليس لحماس. 

بل إعادة إصلاح وترميم البنية التحتية، وبناء مدارس ومراكز طبية وتزويدها بالمعدات الطبية اللازمة هناك، وتصرف مرتبات الموظفين المدنيين، وتزود غزة بالوقود لمؤسسة الكهرباء كل هذا لا يرضي سلطة عباس ولا السيسي في القاهرة ولا إسرائيل الذين يفرضون حصارا جماعيا على غزة فلهذا تتهم قطر بأنها تمول حماس والحق أن ما تفعله هناك أنها أعمال إنسانية وبموجب قرار عربي اتخذ في قمة الكويت الاقتصادية.

آخر القول: انقذوا الخليج قبل فوات الأوان، وعقلنوا إعلامكم، وتعالوا إلى طاولة التفاوض، وكونوا صادقين فيما تعملون وفوضوا حكيم الخليج أمير الكويت الشيخ صباح لإصلاح ذات البين.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

حصار دولة قطر مجلس التعاون الخليجي الاستجابة الغربية لمشروع الحصار حل الخلافات الخليجية الحوثيون الشرعية اليمنية المقاطعة الحصار الاقتصادي قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية حماس إعمار غزة