لماذا ندم «سلمان العودة» على كتاب «حوار مع الغزالي»؟

الأحد 18 يونيو 2017 01:06 ص

تحدث الداعية السعودي «سلمان العودة» في حوار تليفزيوني عن كتابه الذي ألفه قبل سنوات بعنوان (في حوار هادئ مع الغزالي)، مبديا ندمه على تأليف مثل هذا الكتاب الذي كان ينتقد الإمام الراحل «محمد الغزالي».

وقال «العودة» إنه كتب مقالا قبل 8 أشهر بنفس عنوان الكتاب، مضيفا «الطبعة الأولى من الكتاب كان مكتوب فيها الشيخ سلمان العودة والكتاب في حوار هادئ مع الغزال بدون شيخ، طبعا الذين تصرفوا كانت المطبعة، ولكن الأمر كان محرجا لي، كنا شباب وفي مقتبل العمر وقرأت كتبا كثيرة للشيخ الراحل محمد الغزالي ولم ألتفت إلى الشرقات العظيمة الموجودة فيها والإيمانيات والحماس والغيرة والصدق وكنت أجمع في قصاصات العثرات أو ما اعتبره أنا عثرات».

 وبسؤاله عن السر في توجهه لكتابة هذه الردود، قال «العودة «لأن المجتمع كله كان متوجه لهذه العملية، عملية الشعور بالاستهداف، وصرت أقول في مجالسي أني لا أعرف من حياة السلف رضي الله عنهم أحد من الائمة والعلماء يردوا على بعضهم البعض حتى الأئمة الكبار ولم يحدث أن تجمع عثراته كلها في سياق واحد لأن هذا لا يعطي توازن أو اعتدال، ممكن ترد نقطة معينة أو خطأ وبأسلوب لين لأن الواقع مليء اليوم بالتشابك، هناك شبكات اجتماعية وشبكات فكرية، تداخل وتصنيف وتخندق واستحواذ ومع وضد بشكل مفرط».

وأضاف «وفي مثل هذا ينبغي للإنسان أن يكون الداعية والمصلح والناصح والناقد مثل الطبيب معه المشرط ويعالج بهدوء قدر المستطاع لا يزيد الجرح توترا وإيلاما وإنما يحاول أن يخفف ويعالج».

وفي مقال له قبل أشهر، قال «العودة» عن كتابعه إنه «شعر بالحرج حين رأى غلاف الكتاب الأزرق مكتوباً في أعلاه: الشيخ سلمان».

وقال «كنت وقتها معيداً في كلية الشريعة أُحضِّر لرسالة الماجستير في الحديث النبوي وعلومه. وزاد الحرج أن عنوان الكتاب كان هو: في حوار هادئ مع محمد الغزالي».

وتابع «حماس الشباب الذين طبعوا الكتاب وأضفوا علي لقب (الشيخ)، ينم عن غضبة ممزوجة متعددة الدوافع، حجبت عن الشيخ الكبير سناً وقدراً وعطاءً أيّ لقب وذكرته باسمه المجرد».

واعتبر أن هذه الملحوظة الشكلية المعبِّرة كانت أول إشارة سلبية عكّرت فرحه برؤية اسمه مخطوطا على واجهة كتابٍ يُتوقع أن يحظى بالقبول لدى دوائر تنتظر من يُعبِّر عن استيائها من لغة الشيخ محمد الغزالي الحادة، ومن آرائه غير المألوفة في بيئة سلفية».

وقال «قرأت نتاجه العريض أبحث عن سجل أخطائه وأدونها في قصاصات، ولأن الجزاء من جنس العمل؛ فقد رزقني الله بإخوة أفاضل سلكوا معي الطريق ذاته، وفلوا ما أكتب فلياً باحثين عن زلاتي (وما أكثرها)، ثم صنَّفوها للتدليل على أنها لم تكن أخطاء فردية أو عثرات عابرة، بل هي منهج مدروس متواطأٌ عليه.

وأضاف «الآراء المتغيرة للشيخ كنت أصنفها على أنها (تناقض)، ولو شئت لقلت إنها آراء رجع عنها والحكم للمتأخر من أقواله».

وتساءل «هل حدث للسلف أن جمعوا عثرات شيخ في مصنف واحد؟ كان بعضهم يرد على بعض في مسألة، وهذا كثير يفوق الحصر».

وختم بقوله «لم أندم على ما مضى وقُدّر، ولكني لن أكرر ما فعلت، ولن أطبع الكتاب، وسأظل معترفاً بفضل الله عليَّ أن جعلني في قائمة البشر الخطّائين، وأعانني على تصويب نفسي وإشهار مخالفتي لذاتي، ولو بعد حين. رحمة الله وبركاته على الشيخ الفاضل محمد الغزالي».

و«محمد الغزالي» هو عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من المناهضين للتشدد والغلو في الدين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العودة الغزالي