الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة

الجمعة 23 يونيو 2017 08:06 ص

كشفت دراسة حديثة أن الرضاعة الطبيعية قد تكون حرفيًا «مفيدة لصحة القلب»، مشيرة إلى أنها قد تقلل من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وجاءت هذه الدراسة، بعد أن قام الباحثون بتحليل معلومات من قرابة 300 ألف امرأة في الصين. ووجد الباحثون أن الأمهات اللاتي كن يرضعن أطفالهن طبيعيًا، هن أقل عرضةً لتطور أمراض القلب والسكتة الدماغية لديهم بنسبه 10% خلال فترة الدراسة، وذلك مقارنة مع الأمهات اللاتي لم يُرضعن قط.

وعلى الرغم من أن الدراسة الجديدة لا يمكن أن تثبت على وجه التحديد أن الرضاعة الطبيعية تسببت في انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية للمرأة، إلا أن «هذه النتائج تشير إلى أن التدخلات لزيادة احتمال ومدة الرضاعة الطبيعية يمكن أن يكون لها فوائد مستمرة لصحة القلب والأوعية الدموية للأم»، وذلك بحسب الباحثون في عدد 21 يونيو/حزيران من مجلة جمعية القلب الأمريكية.

وأضافوا أن «الالتزام من جانب صانعي السياسات ضروري لتنفيذ استراتيجيات في نظام الرعاية الصحية والمجتمعات المحلية والأسر، وبيئة العمل التي تعزز وتدعم كل امرأة لتُرضع أطفالها طبيعيًا».

وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لتأكيد النتائج، وتحديد ما إذا كانت تنطبق على النساء اللاتي يعشن في بلدان أخرى أيضًا.

تجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة اقترحت بالفعل أن النساء اللاتي يرضعن طبيعيا يعانين من فوائد قصيرة المدى، مثل فقدان الوزن وانخفاض الكوليسترول، وضغط الدم ومستويات الجلوكوز. غير أن الدراسات المتعلقة بالفوائد طويلة الأمد للرضاعة الطبيعية على صحة المرأة القلبية الوعائية كانت لها نتائج متباينة.

 

وفي الدراسة الجديدة، جمع الباحثون بيانات من 289،573 امرأة صينية تتراوح أعمارهن بين 30 و 79 سنة، تم سؤالهن عن تاريخ الولادة والرضاعة الطبيعية، فضلا عن تاريخهن الطبي وعوامل نمط الحياة الأخرى. وكانت جميع النساء تقريبا، بنسبة 99%، قد أنجبن، وكانت نسبة 97% منهن ترضعن من الثدي. لم يكن لدى أي من النساء أمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد جرى متابعة حالة تلك السيدات على مدار 8 سنوات لاحقة للنتائج، وخلال هذه الفترة، حوالي 16،700 تطور لديهن أمراض القلب التاجية (التي تشمل النوبات القلبية) وحوالي 24،000 أُصبن بالسكتة الدماغية.

وخلُصَت الدراسة إلى أن الأمهات اللواتي يرضعن طبيعيًا كُن أقل تعرُّضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 9% وانخفض لديهن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 8% مقارنة بالأمهات اللاتي لم يرضعن. أما الأمهات اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية لمدة سنتين أو أكثر كُن أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 18% وأقل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 17%، مقارنة بأولئك الذين لم يُرضعن أطفالهن قط.

وقد جاءت تلك النتائج بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على مخاطر أمراض القلب، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري. ومع ذلك، فإن الدراسة لم تكن قادرة على أن تأخذ في الاعتبار بعض العوامل - مثل النظام الغذائي للمرأة - وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل أساسي على مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسات الرضاعة الطبيعية وفتراتها، التي تستخدمها النساء في الصين تختلف عن تلك التي تستخدمها النساء في الولايات المتحدة - وهي نسبة أكبر من النساء المُرضعات طبيعيًا في الصين، وعادة ما تستمر النساء في الرضاعة من الثدي لفترة أطول مقارنة بالنساء في الولايات المتحدة، وفقًا للباحثين.

ووجدت إحدى الدراسات السابقة في الولايات المتحدة أن النساء اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية لمدة سنتين على الأقل هن أقل عرضة للإصابة بمرض القلب التاجي، مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن.

من جانبها، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال «إيه بي»، بالرضاعة الطبيعية الحصرية للأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، بحيث يكون لبن الأم هو المصدر الوحيد لغذاء للطفل (بالإضافة إلى مكملات فيتامين ومعدنية إضافية). بعد وصول الطفل إلى 6 أشهر، توصي الرابطة بأن تستمر الأمهات في الرضاعة الطبيعية حتى يصل الرضع إلى سن عام واحد، على أن يقدمن أيضًا أطعمة أخرى خلال هذا الوقت.

 

 

 

المصدر | Live Science

  كلمات مفتاحية

رضاعة طفولة طفل الرضاعة الطبيعية لبن طعام صحة أمراض أمراض القلب سكتات دماغية