بعد توقيفها بسبب «مقال» .. صحيفة «الوسط» البحرينية تسرح موظفيها

الأحد 25 يونيو 2017 03:06 ص

كشفت صحيفة «الوسط» البحرينية، وهي جريدة مستقلة، عن تسريح موظفيها بعد 3 أسابيع على وقف السلطات البحرينية صدورها وتداولها، على خلفية نشرها وبثها ما تم وُثف بأنه «يثير الفرقة في المجتمع ويضر بالعلاقات الخارجية البحرينية».

وأبلغت إدارة الصحيفة موظفيها بالقرار في رسالة الكترونية وجهتها مساء السبت، عشية عيد الفطر المبارك.

وكتب رئيس مجلس إدارة شركة دار الوسط للنشر والتوزيع «عادل المسقطي» في الرسالة «يؤسفنا إبلاغكم أن مجلس إدارة الشركة قرر إنهاء عقود العمل مع الموظفين، وذلك نظرًا لتوقف نشاط صحيفة الوسط، بحسب قرار وزارة شؤون الإعلام الصادر بتاريخ 4 يونيو/حزيران 2017، وما نتج عنه من خسائر للشركة».

كما أكد أن «مجلس الإدارة يلتزم بقوانين مملكة البحرين بشأن إنهاء التعاقد، وستدفع الشركة مستحقات الموظفين بحسب جدول زمني مع كل موظف»، علمًا ان الصحيفة كانت توظف 160 شخصًا بينهم 30 أجنبيًا.

جدير بالذكر أنه في 4 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت وزارة شؤون الإعلام البحرينية أنها قررت «وقف إصدار وتداول الصحيفة حتى إشعار آخر»، بحسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين الرسمية.

وجاء القرار بعد وصفته الوزارة بأنه «مخالفة الصحيفة للقانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى، بنشرها في عدد مقالًا يتضمن إساءة لإحدى الدول العربية».

وكانت الصحيفة قد نشرت مقالاً، في 4 يونيو/حزيران، للكاتب البحريني «قاسم حسين» عن «احتجاجات الحسيمة في المغرب». وجاء المقال بعنوان «احتجاجات الحسيمة المغربية تعيد قرع الأجراس».

وجاء في المقال عن الاحتجاجات «المحتجون يركّزون على أن الاحتجاجات لم تأتِ عبثًا أو هواية، وإنّما نتيجة لما يعانونه في الريف من تهميش وبطالة وإهمال، بل إن أحد المتظاهرين قال إن المنطقة لا تطلب سوى الحصول على الخبز بشكل يومي. وتصريحات الناشطين تؤكّد هذا المعنى إجمالًا، وهو ما ينشّط ذاكرة الرأي العام العربي بما كان يسمعه بداية انطلاق الربيع العربي من شعارات كبرى: حرية وكرامة وشغل واحترام حقوق الإنسان العربي المستباح».

وأضاف الكاتب في مقاله الذي يُرجح أنه هو سبب غلق الصحيفة، أن: «هذه الشعارات الكبرى التي كانت تعبّر عن أماني وتطلعات الغالبية العظمى من الشعوب العربية، تم إجهاضها كما يعلم الجميع، بالخديعة والاستحمار، وبالحديد والنار. وجاءت تحركات الحسيمة الشعبية في أقصى شمال المغرب لتذكّرنا بفشل إلهاء الشعوب العربية بالحروب الطائفية والمذهبية الجانبية، وبوحدة آمال وتطلعات الشعوب».

من ناحيته، اعتبرت معهد البحرين للحقوق والديمقراطية -الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له- أن إغلاق  الصحيفة يُعد «أحدث الإجراءات الحكومية ضد حرية التعبير والرأي في المجتمع البحريني».

وفي وقت سابق من هذا الشهر انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إغلاق السلطات البحرينية صحيفة «الوسط» التي تعدّ الصحيفة المستقلة الوحيدة في البلاد، ورأت في ذلك انتهاكا للحق في حرية التعبير والإعلام ومخالفة لقانون الصحافة البحريني.

وقال مسؤول في المنظمة إن إغلاق «الوسط» يعتبر «مثال صارخ على عدم تسامح سلطات البحرين مع أي شكل من أشكال التعبير المستقل عن الرأي».

يشار إلى أن السلطات سبق وأن علّقت نشر صحيفة «الوسط» ثلاث مرات منذ تأسيسها عام 2002، لكن التعليق لم يدم لأكثر من ثلاثة أيام في كل مرة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

البحرين صحيفة حرية التعبير صحيفة الوسط تسريح موظفين حظر وزارة المغرب حقوق وحريات