«سيلفي 25» .. سر مشاركة «ناصر القصبي» في عزل «بن نايف»!

السبت 1 يوليو 2017 09:07 ص

حلقة «المؤذي» من برنامج «سيلفي» المُذاعة على قناة «إم بي سي» ذات التمويل السعودي؛ في ليلة الاثنين 25 من رمضان الماضي الموافقة لـ19 من يونيو/حزيران الجاري، وقبل إقالة الأمير «محمد بن نايف» من منصب كولي العهد بساعات قليلة كانت بمثابة السحر الذي انقلب على الساحر، أو السكين الذي ذبح صاحبه قبل غيره.

أدانت الحلقة بوضوح النظام السعودي والتمهيد المخابراتي عبر أذرع إعلامية منها المسلسل لعزل «بن نايف»، إذ تضمنت الحلقة على نحو فج بالغ المباشرة بعيد عن أي معايير فنية درامية الأحداث في قطر والحصار الخليجي، من وجهة نظر مخابراتية سعودية، بداية من تسمية بطل المسلسل والحلقة الفنان «ناصر القصبي» في الحلقة بالشيخ «حمد» في إشارة تتعدى الآداب العامة لا الفن.

 وبعد طرد بطل المسلسل لأبيه من مزرعته يضطر الأخير للإقامة في مزرعة أخيه، وانتقامًا من الأخير يكلف الشيخ «حمد»، بحسب المسلسل، المفكر الاستراتيجي الخاص به «بشارة» (!) باغتيال عمه الذي أسكن و أوى أباه، وذلك عبر استدراج ابن عمه «مساعد»، والاسم في حد ذاته ذو دلالة مميزة على ولاية العهد؛ في اتهام واضح للأمير «محمد بن نايف» بمحاولة اغتيال الملك السعودي الحالي «سلمان بن عبد العزيز»، إذ عمد صناع «سيلفي» إلى اختيار ممثل بالغ الشبه من العاهل السعودي؛ بالإضافة إلى إظهاره على أنه كبير العائلة أو الأسر المُقيمة في مزارع متجاوره في «الخليج العربي».

أدان «صُنّاع سليفي» أنفسهم قبل الأمير «محمد بن نايف»، الذي ظهر في دور شاب موتور يبيع أباه الروحي ومربيه من أجل مطامع ابن عمه «المؤذي» بحسب اسم الحلقة، وهو ما أدى إلى اكتشاف كبير العائلة الخليجية، بحسب المسلسل للمُخطط كله، وعقابه لابن عمه «حمد» بقطع سلك الكهرباء الواصل إلى مزرعته (!)، وبالتالي إحراجه أمام العالم وترك أتباعه له، في إشارة بالغة الركاكة إلى حصار السعودية والإمارات والبحرين لقطر.

انقلاب السحر على الساحر

كيف تمكن صناع مسلسل «سيلفي» بخاصة «الحلقة 25» في 19 من يونيو/حزيران الماضي، وقبل ليلة واحدة من إقالة «محمد بن نايف»، أن يعرفوا بخبر الإقالة الذي لم يتم إعلانه بعد؟ إذ أعلن عنه الملك «سلمان» في ساعة متأخرة من الأربعاء 21 من يونيو/حزيران، ثم كيف استطاع «صُنّاع المسلسل» هضم القرار ومحاولتهم البائسة إظهاره في صورة فنية بدت هزلية تنافي أبسط القواعد المنطقية لا الإبداعية.

فقد اشارت مصادر، منها روسية في الأيام القليلة الماضية إلى أن النظام السعودي عمد إلى إقالة ولي العهد عبر سيناريو سياسي محكم من استغلال تولي الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» الحكم، ثم تضييق الخناق على «بن نايف»، عبر تقليص صلاحياته بعد مستشاريه، ثم التخطيط لحصار قطر واتهامه بمعاونة أميرها «تميم بن حمد آل ثاني» في دعم الإرهاب، وبالتالي إجباره في حضور هيئة البيعة السعودية على قبول قرار الإقالة.

ووفقًا لحلقة «المؤذي» من «سيلفي 25» التي استبقت الأحداث الماضية بخاصة أهمها وهو الوصول إلى إقالة «محمد بن نايف»، ووفقًا لحلقة سيلفي المُذاعة على «إم بي سي» في 19 من يونيو/حزيران، وقبل إقالة «بن نايف» بساعات، فإن «صناع المسلسل» في حلقة حفلت بالأحداث المخابراتية، أقروا (المخابرات وصناع المسلسل)، عبر السيناريو الذي كتبه «خلف الحربي»، بأن «مساعد» خليفة أو ولي عهد مالك المزرعة الأم الأكبر في المنظقة التي تموج بتحديات عالمية وقلاقل ودماء، بحسب بداية الحلقة، «مساعد» أراد الاستفراد بحكم المزرعة الأكبر (في إشارة إلى السعودية)، واستجاب لطلب الشيخ «حمد» بالتدبير لقتل أبيه، فاستحق قطع سلك الكهرباء عن مزرعته، وتركت الحلقة للمشاهد تخيل الجزاء الذي لحق بـ«مساعد»، الرامز إلى «محمد بن نايف».

لم يتورط صناع الحلقة في تسمية الشخص الذي قام بدور العاهل السعودي واكتفوا بكنيته «أبومساعد» في محاولة لإكباره عن أحداث الحلقة الفجة، وكما هو المُتبع سعوديًا من إكبار الملك عن مجرد الترميز المكتمل، والاكتفاء بالصفات الجسدية الواضحة القرب من ناحية، ومن ناحية أخرى إظهاره في صورة الرجل الطيب المهذب الواصل لرحمه الذي يضطره نجل عمه الشيخ «تميم» إلى قطع سلك الكهرباء عنه ليهلك الأخير من الحرارة ويمضي عنه مستشار السوء «عزام أو بشارة» بحسب ادعاء المسلسل كما يقوم ليكفر به ويفارقه الشيخ «يوسف»، معلم المنطقة كلها، إذ تورط صناع المسلسل في السقوط في فخ البذاءة بعد المباشرة وتسمية أشخاص واقعيين، اختلفوا مع سياسات المملكة بعد اتفاق سابق، من مثل الشيخ «يوسف القرضاوي»، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية السعودية من قبل.

كما تورط المسلسل في إدانة جميع الدول الخليجية بلا استثناء فكاميرا الجزيرة التي تصور في حلقة «سيلفي» قادرة على إبراز جميع أخطاء المزارع المتقاربة أو دول الخليج غير أن المشرف عليه (الإسرائيلي الجنسية بحسب زعم المسلسل) غض الطرف عن مزرعة الشيخ «حمد».

أما المشهد البالغ القسوة في الحلقة فهو تصوير الشيخ مساعد«خليفة» حاكم المزرعة الأم، وهو يتناول المال الجائزة على قبوله قتل حاكم المزرعة في كرتونة من دولارات واليورو معًا بحسب المسلسل الذي أسأت حلقته الـ25 للسعودية كلها قبل قطر و«محمد بن نايف» كما أراد صناعه بإيعاز من المخابرات.

  كلمات مفتاحية

سيلفي مشاركة ناصر القصبي عزل محمد بن نايف