مركز أبحاث إسرائيلي: «بن سلمان» يزعزع نظام الحكم بالمملكة

الأحد 2 يوليو 2017 11:07 ص

أوضح مركز أبحاث إسرائيلي أن صغر سن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» يضمن له البقاء فترة طويلة على رأس الحكم في السعودية، إلا أن هناك شكوكا في قدرته على إدارة حكم البلاد في ظل المخاطر الجمة التي تتعرض لها.

وقال «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي إنه على الرغم من أن «بن سلمان» حظي بتأييد 31 من أصل 34 من أعضاء «لجنة البيعة»، إلا أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقا.

في ورقة أعدها مسؤول قسم الخليج في المركز «يوئيل جوزينسكيني» فإن أن حرص العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» على منح نجله «محمد» صلاحيات كبيرة لتمهيد الظروف أمام توليه مقاليد الحكم، أفضى إلى بروز عدد غير قليل من الخصوم له داخل الأسرة المالكة.

وبحسب الورقة، فإن عددا من الأمراء دعوا خلال عام 2015 إلى التغيير، في خطوة فسرت على أنها عدم ثقة بالملك ونجله.

وأشارت الورقة إلى التحذيرات التي أطلقتها أجهزة استخبارية غربية من تداعيات السياسات التي يمكن أن يتبناها «بن سلمان» والتي تتجاوز الخط الحذر الذي ميز السياسة الخارجية للسعودية.

ووفق ما جاء في الورقة، فإن الاستخبارات الغربية حذرت من تأثير الخطوات والسياسات التي يتبناها «بن سلمان» على استقرار المنطقة والاستقرار السياسي في السعودية.

وقال «جوزينسكيني» إن أكبر مظاهر فشل السياسة الخارجية التي أملاها «بن سلمان» تمثلت في تدخله العسكري في اليمن، مشيرة إلى أن هذا التدخل وصل إلى طريق مسدود، إذ إن الرياض عاجزة عن تحقيق أي من الأهداف الرئيسة التي وضعتها لنفسها.

وذكرت الورقة إلى أن إطلاق «الحوثيين» وقوات الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» الصواريخ على الأراضي السعودية بات أمرا مألوفا، مشيرة إلى تعاظم الانتقادات الدولية لإدارة السعودية للجهد الحربي في اليمن والذي اقترن بسقوط عدد كبير من الضحايا جراء القصف العشوائي.

ووفقا لما جاء في الورقة، فإن وحدة الصف بين كبار الأمراء في العائلة المالكة كانت دائما أحد مصادر استقرار وقوة نظام الحكم في الرياض، محذرة من أنه مع وصول «بن سلمان» لولاية العهد بات نظام الحكم كله يقوم على توجهات شخص واحد فقط.

وأشارت الورقة إلى أنه في حال أسفر تولي «محمد بن سلمان» عن زعزعة الاستقرار في السعودية، فإن مثل هذا التطور سيرخي بظلاله على العالم العربي بأسره بسبب الدور المحوري الذي تؤديه الرياض.

«رؤية 2030» المتعثرة

وحسب الورقة، فإن أكثر من 50% من السعوديين تقل أعمارهم عن 25 عاما، ما يزيد التحدي أمام «بن سلمان» لتلبية طموحات وآمال الشباب السعودي.

ولفتت الورقة إلى أن حالة من خيبة الأمل تسود في أوساط السعوديين من التطبيق المتعثر لـ«رؤية 2030» التي قدمها «بن سلمان» والتي تقوم على إعداد الاقتصاد السعودي لمرحلة ما بعد النفط، مشيرة إلى أن الجمهور السعودي ضاق ذرعا بارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات تقليص الدعم للسلع الأساسية.

ورأت الورقة أن تململ الشارع يهدد العقد الاجتماعي الذي يربط العائلة المالكة والجمهور السعودي والذي يقوم على التزام نظام الحكم الذي تديره العائلة بتمكين الشعب من التمتع بعوائد النفط مقابل ضمان تأييد الجمهور لهذا النظام.

وأوضحت الورقة أن ما فاقم الشعور بانعدام الثقة تجاه ولي العهد الجديد حقيقة أنه في الوقت الذي يطالب فيه السعوديون بشد الأحزمة وتقبل إجراءات التقشف لم يتردد في شراء يخت بنصف مليار دولار.

وبحسب الورقة، فإنه إلى جانب مظاهر تمرد يمكن أن يقدم عليها عدد من الأمراء، لم تستبعد أن تقف المؤسسة الدينية ضد ولي العهد الجديد في حال طبق أجندة اجتماعية تتناقض مع التوجهات المتحفظة لهذه المؤسسة.

وبحسب المركز، فإنه على الرغم من أن «بن سلمان» بمجرد تعيينه وزيرا للدفاع كان مسؤولا عن العلاقات مع إدارة «باراك أوباما» السابقة وبعد ذلك مع إدارة «دونالد ترامب»، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق كان يفضل ولي العهد السابق «محمد بن نايف» الذي تمت الإطاحة به.

تراجع تحالفات الرياض

وفي سياق آخر، أوضحت الورقة أن الخط المتشدد الذي يتبناه «بن سلمان» تجاه إيران يمكن أن يمثل تهديدا للسعودية نفسها في حال أفضى إلى مواجهة شاملة بين الجانبين.

وبحسب الورقة، فإن ما زاد الأمور تعقيدا بالنسبة للسعودية حقيقة أن الأزمة مع قطر قلصت من مساحة التحالفات التي كانت تحظى بها الرياض، مشيرة إلى دولة مثل باكستان، التي تعد من أوثق حلفاء السعودية، باتت تصر على موقف محايد من الأزمة مع الدوحة.

ولم تستبعد الورقة أن تفشل حملة الحصار على قطر التي قادها «بن سلمان» بفعل اصطفاف قوى عالمية وإقليمية إلى جانب الدوحة، لا سيما تركيا وإيران، ومشيرة إلى أن مثل هذا الفشل سيمس بمكانة ولي العهد السعودي.

وتوقعت الورقة أن تتجه السعودية تحت حكم «بن سلمان» إلى تطبيع العلاقات مع «إسرائيل» حتى قبل أن يتم الشروع في خطوات عملية لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية قطر اليمن تركيا إيران إسرائيل بن سلمان نظام الحكم رؤية 2030