ربما لن نحتاج في المستقبل لإضافة الكيماويات المزعجة للمياه الملوثة كي نستطيع الشرب، وإنما سنقوم ببساطة بصب دلو من الروبوتات الضئيلة التي تستطيع السباحة فيها بدلاً من ذلك لتقوم بالعمل اللازم.

فقد طور الباحثون الأوروبيون روبوتات ضئيلة كروية يمكنها أن تفعل ذلك، بالسباحة بقوتها الخاصة لكي تمسك وتقتل البكتيريا الفتاكة قبل أن نخرجها من الماء.

مياه شرب دون كيماويات

يتم تنظيف المياه عادة بجرعة سخية من الكلور أو المواد الكيماوية القوية، لكن المشكلة أنها قد تكون ذات آثار سيئة على الناس، كما إنها لا تستطيع قتل الميكروبات شديدة القوة أحياناً، وهذا ما دفع علماء أسبانيين للاعتماد على عمل سابق صنع روبوتات ضئيلة تستطيع السباحة بالدفع الذاتي، ليطوروها ويمكنوها من قتل البكتيريا، لمحاولة الوصول إلى تنظيف مياه خالٍ من المواد الكيميائية.

تم تصميم الروبوتات الصغيرة بشكل ذكي، حيث تستطيع الروبوتات التي تمتلك وجهين، أن توجه نفسها تلقائياً نحو مصادر الضوء، وتستمد الروبوتات الجديدة طاقتها من التفاعلات الكيميائية كما إن لها أسلحة مضادة للبكتيريا.

الابتكارية في طريقة عمل الروبوت

الجسيمات التي تُستخدم أيضا في الروبوت لها وجهان، فنصفها مصنوع من المغنسيوم والآخر هو خليط من الحديد والذهب والفضة، أما الجانب المصنوع من المغنسيوم فهو يوفر الدفع الذاتي للروبوت، حيث يتفاعل مع الماء ويولد فقاعات الهيدروجين.

أما الجانب الآخر، الذي يمثل الوجه الأمامي للجسيم المتحرك، فقد تم تصميمه لكي يرفع الكائنات الدقيقة ويقتلها، وذلك عندما تلتصق بطبقات الذهب، ثم تدمّر بواسطة الجسيمات النانوية الفضية.

قتلت أكثر من 80% من البكتيريا

ولكي يختبر العلماء هذه الروبوتات المنقية، فإنهم قاموا بإضافتها إلى الماء الذي يوجد به مستويات عالية من بكتيريا إي كولاي. ومع وجود رصيد من وقود المغنسيوم فيها يكفيها لـ15 إلى 20 دقيقة، استطاعت الروبوتات في ذلك الوقت قتل أكثر من 80 بالمئة من البكتيريا.

صحيح أن شرب مياه مليئة بالروبوتات الصغيرة لن يكون شيئا صحيا، إلا إننا نستطيع إزالتها بسهولة بالمغناطيسات، ويقول الباحثون أن هذه الروبوتات لا تترك أي نفايات ضارة أخرى في الماء.