فشلت مساعي وساطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط «نيكولاي ملادينوف»، بين الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» وحركة «حماس».

وكشفت مصادر فلسطينية، أن المبعوث الأممي فشل في إقناع قيادة «حماس» بقبول عرض «عباس» لحل الأزمات الأخيرة.

وقالت المصادر إن «ملادينوف عقد اجتماعاً مهماً فور وصوله الى غزة أمس مع عدد من قادة حماس، في مقدمهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، رفضوا عرض عباس، بحل اللجنة الإدارية أو إلغاء التفاهمات مع محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح وقطع العلاقة معه». (طالع المزيد)

وأضافت المصادر أن «رفض الحركة جاء بسبب قناعة قادتها بأن عباس يحاول أن يلعب بهم ويتنكر لكل وعوده وعهوده، في حال حلت اللجنة، وألغت التفاهمات مع دحلان».

ولفتت المصادر، إلى أن «عباس» شعر بغضب شديد بعدما طوت «حماس» صفحة الماضي مع عدوه اللدود «دحلان».

وتوقعت المصادر أن «يصعد عباس من قراراته واجراءاته خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وأن يزيد الخناق على الحركة والقطاع بعد هذا الرفض وفشل مهمة ملادينوف».

ورجحت أن تتسبب هذه الخطوات والمناكفات السياسية في «زيادة الأعباء على مليوني فلسطيني مثقلين بالهموم والمعاناة والفقر والبطالة والمرض».

يشار إلى أن تفاهمات «دحلان» مع الحركة، ترافقت مع تفاهمات بين مصر و«حماس» في شأن الأمن على الحدود، وترتيبات فتح معبر رفح، المعبر الحدودي الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، وإدخال السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء في القطاع.

وتزامن هذان التطوران الكبيران مع تطورين كبيرين آخرين، الأول الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها السلطة في قطاع غزة، والثاني المقاطعة التي فرضتها دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر على قطر، الداعم الرئيس لـ«حماس».

ويقول المقربون من «دحلان» إنه استفاد من الحقائق والتغيرات الأخيرة المتمثلة في وجود قيادة جديدة وقوية لـ«حماس» مركزها غزة وليس قطر، ووجود ضغوط جديدة وقاسية للسلطة في غزة أدت إلى تضرر الجمهور الواسع، وليس فقط «حماس»، وحاجة مصر إلى سند في حرب الاستنزاف التي تخوضها في مواجهة الجماعات السلفية في سيناء.

وبدأ تطبيق هذه التفاهمات بدخول الوقود من مصر إلى القطاع، وتنسيق عودة عدد من قادة تيار دحلان إلى غزة بعد العيد، مثل سمير مشهراوي، وإعلان توفير دعم إماراتي مالي كبير (150 مليون دولار) لإقامة محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في القطاع.