«أم وليد» ستينية سائقة أجرة منذ 37 عاما بالقاهرة

الثلاثاء 11 يوليو 2017 12:07 م

نشرت وكالة أنباء «الأناضول» تفاصيل عمل سيدة مصرية في وظيفة لطاملا تم النظر إليها على أنها مهنة للرجال فقط، إلا أن السيدة المسنة استطاعت مزاولة تلك المهنة لأكثر من 3 عقود من الزمان.

ونشرت الوكالة أن «السائقة المصرية» وتُدعى «أم وليد»، تترقب فتح الإشارة، بغطاء معصوب على مقدمة رأسها بطريقة مميزة، ونظارة طبية تخفي جزءا من ملامحها السمرا، لتنطلق بسيارة الأجرة الخاصة بها والتي أخدت من عمرها نحو نصفه في مهنة تعرفها بها شوارع العاصمة المصرية منذ نحو 37 عامًا.

الستينية المصرية، التي كان أبيها كذلك يعمل كسائق سيارة أجرة، ارتبط اسمها بنجلها «وليد»، وتُعرف به بين سائقي القاهرة، وترفض أن يُذكر اسمها الشخصي، منذ بدأت عملها النادر كسائقة، عقب استخراج رخصة قيادة في نهايات عام 1979.

وبحسب التقرير، فقد توقفت سيارة «أم وليد» وسط القاهرة تنتظر جذب ركاب، وعلى وجهها آثار سنوات من الترحال بين شوارع العاصمة المصرية، غير أنها تقطع ذلك بقولها للأناضول: «أمارس مهنة أحبها».

وتابعت السيدة المصرية قائلة: «لم أحاول تعلم مهنة غيرها، فما إن أجبرتني الحياة على العمل للإنفاق على أسرتي قبل الزواج، حتى اخترت أن أعمل على تاكسي (سيارة أجرة) مثل أبي، وكذلك بعد فقد زوجي ورب أسرتي»، وذلك وفقًا لـ«أم وليد» القاطنة في منطقة شمالي القاهرة، موضحةً كيف تحولت إلى أقدم سائقة سيارة أجرة تقريبًا في العاصمة.

وواصلت «أم وليد»: «لدي ثلاث فتيات تزوجن جميعًا حاليًا، اثنتان منهن يعملن بجانب رعايتهن لبيوتهن، وثالثة اختارت رعاية صغارها وأن تكون بلا عمل، بينما الرابع وليد تركنا مبكرا».

وما إن يبدأ الحديث عن «وليد»، الاسم التي تصر على أن تُعرف به، حتى تبدأ في البكاء وهي تقول: «تخرج ابني وليد من كلية الإعلام جامعة القاهرة (حكومية) منذ عشر سنوات تقريبا، وبعدها عمل في إحدى الصحف الخاصة، لكنه توفي بعد أربعة أعوام من التخرج، واضطررت إلى العودة للعمل».

وتسترجع «أم وليد» ذكرياتها الأولى مع شوارع القاهرة خلال عقود ماضية قضتها في مهنة الرجال، لتحكى عن تقبل المجتمع لسيدة تقود سيارة أجرة قائلة إن «ركاب سيارتي يظهرون احتراما لي كسيدة تعمل سائق تاكسي، رغم كونها مهنة مخصصة للرجال». وتوضح أن «البدايات كانت تحمل بعض المناوشات من قبل المارة في الشوارع، لكنها لم تكن سخيفة، فعادة ما تصل إلى أذني كلمات بقصد المداعبة من قبل الركاب».

ورغم تعلق السيدة المصرية بمهنتها، إلا أنها تشتكي من أن «المصاعب في حياتي تزداد مع الارتفاع المتكرر لسعر الوقود؛ فزيادة الأسعار، التي أقرتها الحكومة المصرية في 29 يونيو/ حزيران الماضي، قلبت حياتي رأسا على عقب».

وتوضح أن «ساعات العمل زادت أكثر بعد زيادة أسعار الوقود، فأنا مرتبطة بأقساط شهرية من ثمن السيارة تبلغ 1700 جنيه (حوالي 100 دولار أمريكي)، وهو ما يزيد الضغوط اليومية علي».

وكانت «أم وليد» تخرج للعمل في التاسعة صباحا، لتعود إلى منزلها في الخامسة مساء، وربما يتخلل ذلك ساعة من الراحة وقت الظهيرة، إلا أنها حاليا باتت مجبرة على العمل وقتا أطول، بحسب قولها.

مهنة «أم وليد» ينافسها فيها نحو 43 ألف سائق في القاهرة، وفق بيانات غير رسمية، «يتجرعون معاناة ارتفاع الأسعار، سواء في قطع غيار سيارة الأجرة أو تقبل الركاب للزيادات الرسمية الجديدة في أسعار الوقود، وبالتالي سعر الرحلة، وعدم الدعم الحكومي لوقود سيارات الأجرة»، كما تقول.

وتشتكي من قلة الركاب قائلة: «أعداد الركاب قلت، ومن يضطر لركوب التاكسي يجلس طوال الطريق وعينه على العداد»، الذي يحسب قيمة الرحلة.

وحول ما تتذكره «أم وليد» من مواقف قاسية عايشتها خلال عملها في شوارع القاهرة، كان أبرزها من أحد الركاب، حين طلب منها أن تقضي الليلة معه، وأنه يدعوها إلى «احتساء مشروب البيرة معه في أحد الفنادق».

وتكمل «أم وليد»: «أجبته بأنني أريد خمرًا من نوع آخر، وما إن توهم أنه سيقضي ليلة حمراء حتى سلمته إلى الشرطة في أقرب كمين أمني».

وتتبدل ملامحها إلى الجد وهي تحكي عن أصعب موقف واجهتها في مهنتها قائلة: «ومنذ 20 سنة ركب معي في السيارة ثلاثة شباب كانوا متجهين إلى منطقة مدينة نصر (شرقي القاهرة)».

وتضيف: «ما إن وصل الشباب إلى محل سكنهم حتى حاول أحدهم التعدي علي وسحب مني مفتاح السيارة ليجبرني على النزول معهم، فيما أخرج الثاني سلاحًا أبيضًا (سكينا)، لكنني استطعت التخلص منهم، بعدما أصبت بجروح وكدمات».

  كلمات مفتاحية

سائقة أجرة سائقة وظيفة عمل المرأة الرجل رجال مهنة رجالية تاكسي سيارة أجرة مصر