أكد وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، أن مذكرة التفاهم التي أبرمت بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، حول مكافحة مصادر تمويل الإرهاب، تدل بشكل قطعي على الاهتمام الذي توليه الدوحة لمكافحة المنظمات الإرهابية.
جاءت تصريحات «جاويش أوغلو» في مؤتمر صحفي مع رئيس بوركينا فاسو «روك مارك كريستيان كابوري»، عقب اجتماع جمعهما في العاصمة واغادوغو التي يزورها بشكل رسمي.
وأعرب «جاويش أوغلو» عن دعم بلاده المطلق للجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» لحل الأزمة الخليجية الحاصلة بين قطر وعدد من البلدان العربية الأخرى.
وأشار الوزير التركي إلى أنّ تدخل أمريكا لحل الأزمة الحاصلة إلى جانب دور الوساطة التي تقوم بها الكويت، سينعكسا إيجابا على الوضع الراهن، وسيسهل سبل إيجاد الحل المناسب.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» الثلاثاء الماضي، إن بلاده والولايات المتحدة وقعتا اتفاقا بشأن مكافحة الإرهاب وتمويله.
وأوضح الوزير القطري أنّ مذكرة التفاهم بين البلدين تحدد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية التي يمكن لقطر القيام بها من أجل تعزيز كفاحها ضد الإرهاب والتصدي بنشاط لقضايا تمويل الإرهاب.
ويواصل وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، مساعيه لاحتواء الأزمة الخليجية، وسط ترقب من قبل دول الحصار، للتغير الذي طرأ على الموقف الأمريكي، ومخاوف من حدوث انفراجة لصالح قطر.
وشملت جولة «تيلرسون»، التي بدأت الاثنين الماضي، زيارة قطر، ثم الكويت، والسعودية، والتي شهدت الأربعاء، اجتماعاً بين الوزير الأمريكي، ووزراء خارجية الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) المقاطعة لقطر لمناقشة الأزمة.
وعقدت اجتماعات الأربعاء في غياب لافت لوزير الخارجية الإماراتي، «عبد الله بن زايد»، والذي أناب عنه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، فيما اعتبر إشارة على عدم رضا «أبو ظبي» بشأن توجهات البوصلة الأمريكية بشأن الأزمة.
ويأتي القلق الإماراتي، بعد إعلان الدوحة وواشنطن، الثلاثاء، توقيع مذكرة تفاهم بينهما لمكافحة تمويل الإرهاب.
وقال الوزير الأمريكي في الدوحة، إن المذكرة جاءت نتيجة أسابيع من المباحثات المكثفة بين الخبراء، مضيفا أنها تقوم على إجراءات جدية ستتخذها الدولتان خلال الأشهر والسنوات المقبلة لتعطيل تمويل الإرهاب.
وتابع أن «الاتفاق يشمل خطوات لتاكيد التزام البلدين تعهداتهما»، مشددا أن واشنطن والدوحة ستعززان تعاونهما ومشاركتهما للمعلومات لإبقاء المنطقة وأراضينا آمنة». كما حيا قيادة قطر كونها أول من استجاب لدعوة وقف تمويل الإرهاب.
إلا أن الدول المقاطعة للدوحة وصفت الاتفاق بأنه خطوة غير كافية.
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أعلن منذ أيام، عزمه القيام بجولة خليجية تشمل قطر والسعودية والكويت، لبحث الأزمة الخليجية ومحاولة إيجاد حلول لها.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في 5 يونيو/حزيران المنصرم، علاقاتها مع قطر؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب.
وفي 22 من الشهر ذاته، قدمت الدول الأربع إلى قطر -عبر الكويت- قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، في حين اعتبرت الدوحة المطالب ليست واقعية، ولا متوازنة، وغير منطقية، وغير قابلة للتنفيذ.
