دراسة: تزايد العنف بمناطق الشيعة سيؤدي لقمع سعودي أشد

الخميس 13 يوليو 2017 11:07 ص

أفادت دراسة للباحث سايمون هندرسون بمعهد واشنطن للشرق الأدنى بأن مقتل ضابط أمن سعودي الشهر الجاري في هجوم بقذائف صاروخية (آر. بي. جي.) يعتبر أحدث تصادم في سلسلة من الاشتباكات الأخيرة في بلدة العوامية بمحافظة القطيف بين قوات الأمن والناشطين الشيعة

وقال هندرسون إن الأجواء الحالية ترجع على الأقل جزئيا إلى جهود الحكومة لإعادة تطوير جزء قديم من العوامية، من المفترض أن يحسن المرافق المحلية ويجعل المنطقة أيضا أكثر سهولة للشرطة، ولكن السياق الأوسع هو أن الشيعة في العوامية، القريبة من البنية الأساسية لتصدير النفط في المملكة، يشعرون بالتهميش والتمييز ضدهم في المجتمع السعودي، كما أن تعاطفهم تجاه إيران يخيف السلطات السعودية.

وتابع في الدراسة المنشورة على موقع المعهد الأسبوع الماضي أنه على الرغم من الارتكاز على قرون من العداء الديني، إلا أن التوترات الأخيرة تعود إلى أوائل عام 2016، عندما أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، المتهم بالإرهاب، وردا على ذلك، قام الإيرانيون الغاضبون بتخريب السفارة السعودية في طهران، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران

ومن الأحداث الأخيرة ما يلي بحسب الدراسة:

-في مارس/آذار الماضي: قتلت قوات وزارة الداخلية السعودية من وصفتهما بإرهابيين تم تحديدهما بأنهما من أبناء الشيعة وفقا لإسميهما، كما اعتقلت 4 آخرين أثناء غارة على مزرعة قالت السلطات إن لها صلة بالهجمات الإرهابية التي خططت لاستهداف العوامية. وتم ضبط مواد متفجرة ومدافع رشاشة وذخائر.

-في منتصف مايو/أيار الماضي: قتل جندي من القوات الخاصة السعودية وأُصيب 5 من زملائه بجراح عندما تعرضت دوريتهم لإطلاق النار في حي الماسورة، بالعوامية الذي يتم إعادة تطويرهوأظهرت صورة نُشرت في وسائل الإعلام السعودية ثقباً واضحاً من جانب سيارة مدرعة بواسطة قذيفة آر. بي. جي.

-في نهاية مايو/أيار:  أصيب اثنان من رجال الأمن السعوديين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء قيامهما بدورية في جزء من العوامية.

-في مطلع يونيو/حزيران، توفي شيعيان، وصفا بأنهما إرهابيان مطلوبان، عندما انفجرت سيارتهما الرباعية الدفع بينما كانت تسير في شارع للتسوق في المنطقة. وتوقعت وسائل الإعلام السعودية أن الرَجُلين كانا في طريقهما إلى زرع قنبلة عندما انفجرت قبل موعدها المحدد.

وقبل الحادث الذي وقع في 4 يوليو/تموز، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ما لا يقل عن 6 من رجال الأمن و6 إرهابيين وعدد من المدنيين قُتلوا حتى الآن هذا العام في مناوشات جرت داخل العوامية وحولها.

وقد يؤدي مستوى العنف إلى بدء حملة قمع سعودية أكثر صرامة أو تصعيداً من قبل ناشطين شيعة في مناطق أخرى، من بينها جزيرة البحرين المجاورة التي تستضيف مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية

وحتى الآن لم يتورط أي من العسكريين أو الدبلوماسيين الأمريكيين في مشاكل قط، ولكنهم قد يتم استهدافهم. 

وتعمل القنصلية في الظهران، على بعد أميال قليلة من العوامية، كسفارة مصغرة.

لا صلة لقطر

وفي الوقت نفسه، يفترض أن الأسلحة التي يستخدمها الشيعة السعوديين قد جاءت من إيران أو من جنوب العراق، وهي منطقة شيعية أخرى، بحسب الدراسة

وعلى الرغم من أن دعم طهران للشيعة في الدول العربية المحافظة في الخليج هو شفهي أساساً، إلّا أنّه تم اعتراض إمدادات أسلحة ومتفجرات عندما كانت في طريقها إلى الجماعات المسلحة.

ونظراً للأزمة الخليجية الحالية، يأتي الحادث الأخير في وقت محرج للسعودية (لم يتم الإبلاغ عن أي صلة لقطر في المشاكل التي تواجهها العوامية). 

كما أن استمرار وقوع ضحايا بين قوات الأمن السعودية قد تضر بوحدة الروح المعنوية، والتي ربما تكون قد تأثرت سلبياً من خلال عزل ولي العهد محمد بن نايف من منصبه الشهر الماضي، والذي شغل أيضاً منصب وزير الداخلية. ويقال إن محمد بن نايف، محتجز في قصره في جدة، بسبب المخاوف من أنه قد يقود المعارضة ضد بديله محمد بن سلمان.

 

المصدر | معهد واشنطن للشرق الأدني/ سايمون هندرسون

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الشيعة العراق