وفد من حماس يصل للجزائر بدعوة حزبية ورعاية رسمية

الخميس 20 يوليو 2017 08:07 ص

وصل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، «أسامة حمدان»، إلى الجزائر، بدعوة حزبية ورعاية رسمية لحضور مؤتمر إعادة توحيد حركة مجتمع السلم، الذي يعقد السبت المقبل.

وسبقت زيارة «حمدان»، وصول القيادي في الحركة، «سامي أبو زهري»، في وقت تأتي فيه زيارة تلك القيادات في سياق تحيطه تبعات الأزمة الخليجية، وانكشاف موقف عدد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات والبحرين تجاه الحركة ووصفها بالإرهاب، إضافة إلى تصريحات السفير السعودي في الجزائر، سامي بن عبدالله الصالح، والذي اتهم الحركة بـالإرهاب.

ومن شأن هذه الزيارة تثبيت الموقف الرسمي والسياسي والشعبي الجزائري إزاء القضية الفلسطينية، والتعاطي الإيجابي مع مجمل الفصائل الفلسطينية، ومع حماس كحركة مقاومة وجزء من النسيج الفلسطيني، وهي تؤكد كذلك رفض الجزائر للتصنيفات التي تدرج حماس ضمن الحركات الإرهابية.

ولحماس مكتب تمثيلي في الجزائر منذ سبتمبر/أيلول 2016، حيث وافقت السلطات الجزائرية على افتتاح مكتب رسمي للحركة في الجزائر يشرف عليه القيادي محمد عثمان.

وعادة ما تحظى زيارات قيادات حماس برعاية رسمية، وتحاط شخصياتها بحماية أمنية خلال زياراتهم الجزائر.

وأكد «سامي أبو زهري»، في منتدى إعلامي لصحيفة الشروق الجزائرية، أن قيادات حماس تلقى كلّ التسهيلات في دخول الجزائر، حيث لا يستغرق الحصول على التأشيرة سوى ساعات فقط، على خلاف دول عربية أخرى تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين.

ورد «أبو زهري» على اتهامات سفير السعودية بالجزائر: «ما كان ينبغي أن تصدر تلك التصريحات خاصة هنا في الجزائر، لأنها تجريم للجزائر كذلك. إطلاقها من الجزائر هو اتهام للجزائريين الذين يحملون راية المقاومة، هذه التصريحات قلب للصورة، وتبرئة للاحتلال واتهام للمقاومة المدافعة عن ثالث الحرمين الشريفين».

وأضاف: «لو كنا إرهابيين لما كنا اليوم في الجزائر، وبهذه الحفاوة وجودنا اليوم في جزائر الجهاد أبلغ رد على من يتهمنا».

وكان مصدر مسؤول قد أكد الإثنين، أن ترتيبات تجرى في الجزائر لاستقبال وفد رفيع من قيادة حماس خلال الأيام المقبلة، حيث ينتظر أن يصل الوفد للمشاركة في أنشطة سياسية، ولقاء قيادات في الأحزاب السياسية الفاعلة في الجزائر، بينها قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الذي يحوز على الأغلبية في الحكومة والبرلمان، كما سيتاح لوفد حماس المشاركة في الجامعة الصيفية لعدد من الأحزاب الجزائرية.

رد سياسي

ويعتقد مراقبون، أن استقبال الجزائر وفداً من حركة «حماس»، وبموافقة رسمية، هو نوع من الرد السياسي على ما أثاره السفير السعودي في الجزائر، «سامي بن عبدالله الصالح»، بشأن توصيفه «حماس» كـ«حركة إرهابية»، خاصة أن الموقف الجزائري، الرسمي والشعبي والسياسي، لا يتشاطر مطلقًا مع هذه المواقف.

وكان السفير السعودي في الجزائر قد أثار موجة من السخط السياسي والشعبي، بسبب تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها «حماس» بـ«الحركة الإرهابية».

وطالب رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «مجتمع السلم»، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، «ناصر الدين حمدادوش»، وزارة الخارجية الجزائرية باستدعاء السفير السعودي، وتنبيهه إلى خطورة هذه التصريحات على أرض الجزائر، وأنها «تصريحات ومواقف غير مرحبٍ بها».

وقال «حمدادوش»: «عندما يتهم السفير السعودي بالجزائر حماس بأنها منظمة إرهابية، وعلى أرض المقاومة والشهداء؛ فهذا لا يمكن السكوت عنه. كان على السفير السعودي أن يحترم شعور الشعب الجزائري اتجاه القضية المركزية، وهي قضية عقائدية، تصل إلى درجة الوفاء بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين إن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».

وأضاف: «على السفير السعودي أن يحترم الرأي العام الجزائري؛ فلا يصدر تصريحاتٍ لا تعنيه إلا هو ودولته، وبالتالي فإنه غير مقبولٍ منه أن يعبّر عن مواقفه الاستسلامية والمنبطحة أمام العدو الصهيوني على أرض الأحرار»، وحذّر من «أن يتم الزّجّ بالدولة الجزائرية في هذه المواقف المخزية اتجاه القضية الفلسطينية، والانخراط في هذا المسعى الانبطاحي أمام إسرائيل، ومحاولة إيجاد الغطاء العربي لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق شيطنة المقاومة لتبرير الحرب القادمة عليها».

كما تناقل ناشطون جزائريون على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي وسما تحت عنوان «طبعا مقاومة»، تضمن انتقادات لتصريحات السفير السعودي.

واستنكرت «حماس» تصريحات «سامي صالح»، وعبرت في بيان لها عن بالغ الأسف والاستهجان لما صدر عن السفير السعودي في الجزائر من تصريحات تحريضية ضد الحركة ووصفها بالإرهاب.

واعتبرت الحركة تلك التصريحات غريبة عن قيم ومبادئ الأمة العربية والإسلامية؛ مؤكدة مشروعية مقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وشددت على أن الحركة وقوى المقاومة الفلسطينية تمثل رأس الحربة في الدفاع عن الأرض المقدسة.

كما دعت «حماس» السعودية إلى وقف التصريحات التي قالت إنها تسيء للمملكة، ولتاريخها ومواقفها تجاه القضية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وكان وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، طالب في فترة سابقة قطر بوقف دعم «حماس»، قائلا إن «الكيل قد طفح، وعليها وقف دعم حماس والإخوان».

وكانت «حماس»، عبرت عن رفضها لتصريحات «الجبير»، واعتبرته تحريضا على الحركة، و«أمر غريب على مواقف المملكة التي اتسمت بدعم قضية الشعب الفلسطيني وحقه في النضال».

المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر حماس السعودية قطر