استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

منطق عباس العقلاني تضيعه ديكتاتوريته وسلوك السلطة كمقاول فرعي للاحتلال

الجمعة 26 ديسمبر 2014 12:12 ص

القيادة الفلسطينية في رام الله اكتسبت باستقامة عدم الثقة التي يشعر بها تجاهها معظم الجمهور الفلسطيني. عميق الشك بدوافعها لدرجة أنه يفلت من العين المنطق بعيد المدى خلف التكتيك الذي يمليه محمود عباس. فالرئيس الفلسطيني يسعى الى منع اندلاع مواجهة مسلحة اخرى غير متماثلة مع الجيش الاكبر في الشرق الاوسط.

عندما تنزف سوريا والعراق وتتفكك في الشرق، فان التعويل على حرب كبرى اخرى كمخرج من الظلم الامبريالي هو مصيبة كبرى. هذا الفهم يقبع في أساس الدبلوماسية التدريجية والبطيئة جدا التي يتخذها عباس. المشكلة هي أن الدبلوماسية في الامم المتحدة (وقبلها مفاوضات اللاشيء) تسمح للوضع الراهن الذي تستغله اسرائيل لتثبيت واقع البانتوستانات الفلسطينية وتستفيد منه السلطة الفلسطينية ايضا. المشكلة هي ان عباس يتصرف بلا دولته وبحركته كحاكم فرد. المشكلة هي ان حركة فتح لم تتعلم من الاخطاء التي أدت الى هزيمتها في انتخابات 2006، وكبارها متماثلون مع الاجهزة التي تتعاون مع الجيش الاسرائيلي، المخابرات الاسرائيلية والادارة المدنية. وهكذا تضيع الرسالة الانسانية التي تختبىء بين خطوات عباس: الحروب تحدث الخراب، البؤس والوحشية التي لا عودة منها. السلاح والحرب هما الملعب الطبيعي لاسرائيل ومجال اختصاصها. هيا نواصل البحث عن سبيل آخر.

ان تنكر عباس لاستخدام السلاح كخيار يبدو للكثير من الفلسطينيين كخيار غير وطني، على شفا الخيانة. فالحق في الكفاح المسلح بقي في نظر معظم الفلسطينيين أحد اقداس تاريخهم (دون صلة بنتائجه). وفضلا عن ذلك، فحتى بدون الكفاح المسلح، يقتل الجيش الاسرائيلي او يصيب المدنيين الفلسطينيين كل يوم واسرائيل تسلب الارض وتفكك نسيج حياة مئات السنين، والمزيد والمزيد.

معظم الفلسطينيين في البلاد (على جانبي الخط الاخضر) يعيشون منذ ولادتهم التنكيل الوقح المتعالي والهدام لاسرائيل. وبالفعل، يمكن للمرء أن ينفجر من هذا التنكيل. فالتطلع على الثأر هو بالتالي مفهوم للكثيرين. ومع ذلك، فان عدد من يحاول الثأر هو قطرة في بحر المصابين. بمعنى ان الاغلبية الحاسمة تفهم بان التطلع على الثأر ليس مستشارا استراتيجيا فهيما. ولكن الاغلبية الحاسمة ايضا لا تنضم الى مبادرات الكفاح الشعبي غير المسلح. هذه هي ذات الاغلبيىة التي ستعاني ببطولة القمع العسكري الاسرائيلي العنيف، اذا ما قررت المنظمات المدمنة على الكفاح المسلح مرة اخرى بان الدم والسلاح هما الوسيلة الوحيدة.

ان الشك تجاه الكفاح الشعبي وفرصه يبث يبث الريح في أشرعة المقدسين للكفاح المسلح. في وقت الحرب الاخيرة على غزة كان نحو 1.8 مليون فلسطيني أهدافا ثابتة ومتحركة للقصف الاسرائيلي، وحزب الله لم يطلق صاروخا واحدا نحو اسرائيل وقطر لم تفكك القاعدة العسكرية الامريكية في قلبها. ومع ذلك، فان المتطرفين على الانترنت ممن يهاجمون عباس لا يهزأون من تبجحات حماس الاخيرة بانها ستحرر القدس مثلما "حررت" القطاع. لقد احرج مقاتلو حماس الجيش الاسرائيلي في الجولة الحربية الاخيرة وبالتالي فقد اكتسبوا اعجاب الفيسبوك. ولكن سكان القطاع لم يكفوا عن ان يكونوا سجناء مؤبدين لاسرائيل. هذا ينسونه. المفاوضات الفاشلة والمستمرة مع اسرائيل انتجت اغنياء جدد ومتعاونين في أوساط الفلسطينيين، صحيح. ولكن الحروب والجماعات المسلحة ايضا تثري وسطاء السلاح العالميين وتخرج مصالح غريبة. هذا ايضا ينسونه.

ومأساة اخرى: التحذير سوي العقل لعباس من السقوط في فخ الحرب يذوب بسبب سلوكه كدكتاتور وسلوك السلطة الفلسطينية كمقاول فرعي للاحتلال. 

المصدر | هآرتس العبرية | ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

محمود عباس السلطة الفلسطينية مواجهة إسرائيل الاحتلال