ما الذي قصده «الشريم» في خطبته عن «الجماعة»؟

السبت 22 يوليو 2017 08:07 ص

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ «سعود الشريم» أن الشريعة الإسلامية راعت مصلحة الجماعة أيما رعاية، مشيرا إلى أن النصوص النقلية والأدلة العقلية تؤكد أهمية الجماعة.

وفيما اعتبره مراقبون إشارة إلى قطر، قال «الشريم» في خطبة أمس الجمعة من بيت الله الحرام بمكة المكرمة: «في الناس من هو مولع بحب مخالفة الجماعة، والنأي بنفسه عن ركبهم، لا تحلو له الحال إلا حينما يمتاز بمعارضة المجموع، لا يكاد يوافقهم على أمر من الأمور، همته الكبرى أن يسير في غير مسارهم، وأن يشار إليه بالبنان ولو على حسابهم، فإن سلكوا يمينا، سلك هو ذات شمال، يهوى كلمة لا إذا قالت الجماعة نعم، وينطق كلمة نعم إذا قالت الجماعة لا، ليست غايته الحق ولا العدل ولا الإنصاف، وإنما غايته إحداث الإرباك والشرخ في المجموع حتى يصبح حديث الناس، فيشغلهم بمعارضاته ومخالفاته، ولو كان ذلك فيما هو ممنوع أو مكروه من حب التفرد ووحشية المخالفة».

وأضاف: «وهذا لعمر الله مذهب أهل الطيش والعناد والمكابرة وعشاق التشويش والتهويش الذين لا يكترثون بسواد الجماعة الأعظم مهما توهموا المسوغات لشذوذهم وصحة مسلكهم».

وأوضح «الشريم» أن وقوع الخطأ في المجموع لا يسوغ للفرد ترك الجماعة برمتها، مشيرا إلى أن موافقة المجموع في الجملة والنأي بالنفس عن معارضتهم من أعظم ما يديم الألفة ويستمطر المحبة ويلم الشمل ويرأب الصدع، ويقيم السد المنيع أمام كل من أرادوا أن يظهروه أو أرادوا له نقبا.

وقال: «وإلا فإنها العداوة والبغضاء والشذوذ والصدود ما من ذلك بد، فكم من مفارق للجماعة اغتاله غروره واعتداده بنفسه، فخانه ظنه وأوقعه في نقيض ما رام من فعله وعلى الشاذ تدور الدوائر وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».

وأضاف «الشريم»: «إن الداء من داخل الجسد أشد خطرا من الداء خارجه، مذكرا بقول القائل: لما رأيت رعاتنا في غفلة.. عن رعيهم وسمعت صوت دبيب ناديت فيهم لا تناموا إنني.. أبصرت في المرعى مواطئ ذيب».

وذكر «الشريم» حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أتاكم وأمركم جميع، يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه»، قائلا: «فانظروا عباد الله كيف قدم مصلحة الجماعة العامة الكبرى على مصلحة الفرد الخاصة الصغرى، ولو لزم الأمر إلى إزهاق روحه تغليبا لمصلحة جماعة المسلمين وحماية لبيضتهم».

  كلمات مفتاحية

المسجد الحرام سعود الشريم الجماعة