استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ثلاث قـضايا حـول هـبـة الأقـصى

الاثنين 24 يوليو 2017 12:07 م

ثلاث قضايا يجدر الوقوف أمامها عند الحديث عن الهبة الفلسطينية، التي بلغت أمس الأول ذروتها، انتصاراً للمسجد الأقصى الشريف، ورفضاً لقيام سلطات الاحتلال بفرض بوابات إلكترونية لدخول المصلين إليه، كخطوة على طريق إخضاع المسجد، كاملاً لها. 

القضية الأولى هي إعادة إظهار، ما لم يعد حقيقة في حاجة إلى إثبات، من تصميم للفلسطينيين على مواصلة النضال ضد المحتل حتى نيل حقوقهم، فعند كل منعطف يظهر هذا الشعب الشجاع إقدامه واستعداده للتضحية، ورغم كل المثبطات من حوله، فإن تصميمه لا يتناقص وعزيمته لا تكل. 

ووسط هذا السواد العربي الكالح الذي يغرق فيه العرب في حروبهم الأهلية المدمرة، وفي الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية التي نصبت الفخاخ باتقان لاستدراجهم إليها، وانزلقوا نحوها كالعميان، فإن الشعب الفلسطيني يقدم نفسه للعالم كصاحب قضية عادلة لن يتخلى عنها، مهما طال الزمن، ومهما كانت الكلفة عالية.

القضية الثانية هي أهمية ملاحظة أن ما أطلق شرارة الهبة الحالية هو تعدي سلطات الاحتلال على الأماكن المقدسة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ولعب الباعث الديني دوراً كبيراً في استنهاض الفلسطينيين دفاعاً عن مقدساتهم، لكن علينا، إلى جانب ذلك، أن نشدد على الطابع الوطني لهذه الهبة، من حيث هي هبة كل الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ومن مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية ضد سلطة محتلة مغتصبة للأرض ومصادرة للحقوق.

ولا بد هنا من الإشارة إلى الوقفة المشرفة للكنيسة الأرثوذكسية ومطرانها الشجاع، في تأكيد الجوهر الوطني لهذا التحرك، ذلك أن الأرض الفلسطينية كلها غالية، وكل شبر محتل فيها يستحق التضحية من أجل إعادة السيادة عليه لأصحابه الشرعيين.

وهذا البعد الوطني للهبة الفلسطينية هو ضمانة استمرارها، وأن تتحول إلى رافعة قوية لديمومة النهوض الحالي، لكسر حالة المراوحة التي تمر بها القضية الفلسطينية بعد المأزق الذي قاد إليه نهج أوسلو المدمر. 

وهذا يقودنا إلى القضية الثالثة التي نود التوقف أمامها هنا، وهي أن ما يجري الآن منذ حادثة إطلاق النار في المسجد الأقصى أظهر أن المبادرة في التحرك هي بيد الجماهير الغاضبة، التي يئست من أداء قيادتها، فتحركت بنفسها، على خلاف ما كانت هذه القيادة ترغب، فيما المطلوب، خاصة في ظرف استثنائي مثل هذا، أن تأتي الدعوة إلى الاحتجاج واستنهاض الشعب ضد تغول سلطات الاحتلال من قبل القيادة بالذات المؤتمنة على القضية الوطنية الفلسطينية.

وقد بدا هذا الارتباك والتردد في أن خطوة «تجميد» اتصالات السلطة الفلسطينية مع دولة الاحتلال أتت متأخرة، بعد أن خرج الناس غاضبين، وسقط الشهداء، وأصيب نحو مئتي فلسطيني في المواجهة مع المحتلين.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

هبة الأقصى الهبّة الفلسطينية المسجد الأقصى الحرم الشريف سلطات الاحتلال فرض بوابات إلكترونية إخضاع المسجد البعد الوطني مبادرة الجماهير