اعتبرت صحيفة هآرتس أن إصرار السلطات الإسرائيلية على وضع البوابات الإلكترونية للمعادن على مداخل الحرم القدسي الشريف، قد فتح أبواب الجحيم على الزعماء العرب كونها تهدد بنشوب تظاهرات عنيفة في بلادهم اعتراضا على ما يحدث في القدس.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن زعماء مصر والأردن والسعودية والمغرب يسعون لإقناع (إسرائيل) بالبحث عن بدائل لتلك البوابات التي يرفض الفلسطينيون دخول المسجد الأقصى من خلالها، تخوفا من اندلاع اضطرابات عنيفة في بلدانهم، تستمد قوتها مما تعتبره الجماهير العربية مساسا إسرائيليا متعمدا بالعالم الإسلامي.

وأضافت أن القوات الإسرائيلية والحكومة كان لديها قصر نظر دبلوماسي عندما قررت ودون النظر إلى أبعاد وتداعيات الموقف وضع البوابات في مداخل جبل الهيكل، بحسب ما نقلته مواقع فلسطينية عن تقرير الصحيفة.

وأوضح التقرير، أنه منذ اللحظة التي اتضح فيها أن تلك البوابات تثير خلافا سياسيا، لا يهدد فقط العلاقات الإسرائيلية بالسلطة الفلسطينية، بل نسيج العلاقات الحساسة مع الأردن ومصر وتزعج البيت الأبيض كثيرا، كان لزاما على (إسرائيل) التفكير في حلول بديلة.

ولا تواجه (إسرائيل) الآن جبهة عربية معادية حول قضية جبل الهيكل، فزعماء مصر والأردن والسعودية والمغرب لا يتفهمون فقط الحاجة لمواجهة الهجمات الإرهابية في الأماكن المقدسة، وإنما يخشون من اندلاع اضطرابات عنيفة في بلدانهم، تستمد قوتها من فكرة تعمد (إسرائيل) المساس بالعالم العربي والإسلامي.

اللاعودة

وفي سياق متصل، قالت الصحيفة إن قيادة جيش الاحتلال تسعى بقوة لإيجاد حل للأزمة المتفجرة في القدس المحتلة بسبب البوابات الالكترونية.

وبحسب الصحيفة فإن جيش الاحتلال يسعى لإيجاد بدائل الترتيبات الأمنية قبل الخميس المقبل .

وأضافت أن هناك مخاوف في الجيش من  الوصول إلى نقطة اللاعودة لذلك يحاول بقوة إيجاد حل للأزمة.

وأشارت الصحيفة إلى قدرة الفلسطينيين على حشد الدعم الخارجي في رفضهم للإجراءات الإسرائيلية، الأمر الذي قد يولد انفجارا.

وأضافت الصحيفة "يجب على إسرائيل أن تجد حلا لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في موعد لا يتجاوز الخميس، لاستعادة الهدوء قبل صلاة الجمعة حتى لا يصبح لأسبوعين متتالين الأقصى بدون صلاة، ما يمكن أن يؤدي إلى نقطة اللاعودة في الصراع".

ومنذ أكثر من أسبوع تشهد القدس والضفة الغربية مظاهرات ومواجهات بين قوات إسرائيلية وفلسطينيين يحتجون على نصب (إسرائيل) بوابات تفتيش إلكترونية أمام مداخل المسجد الأقصى ليمر عبرها المصلون، وهو ما يعتبره الفلسطينيون محاولة من (إسرائيل) فرض سيادتها على المسجد.

 وأدى نصب البوابات الإلكترونية خارج الحرم القدسي إلى إطلاق شرارة أسوأ مصادمات بين الأمن الإسرائيلي والفلسطينيين منذ سنوات.

ويوم الجمعة الماضي، شهدت القدس وكافة المدن الفلسطينية الرئيسية الأخرى، مظاهرات غاضبة نصرة للمسجد الأقصى، تخللتها مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية، أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة المئات.