أعلنه العلماء مؤخراً، عندما وجدوا أن الأجنة كانوا قادرين على التفرقة بين اللغتين اليابانية والإنجليزية حتى قبل أن يولدوا بشهر، وأن يستجيبوا بشكل مختلف عند سماع لغة ما لم يتعودوا عليها.

الأجنة ميزوا بين الإنجليزية واليابانية

وقد أجريت الدراسة على يد فريق في جامعة كنساس، والذين استخدموا عينة من 24 امرأة حامل في الولايات المتحدة، واختبروا ما إن كان الأجنة سيستجيبون بشكل مختلف لإيقاع لغة جديدة عليهم، ووقع اختيارهم اللغوي على الإنجليزية واليابانية، فالإنجليزية يتم التحدث بها فيما يشبه الاندفاعات، أما اليابانية فلها وتيرة أكثر انتظاماً.

وقد شغل الباحثون مقطعاً صوتياً باللغة اليابانية ثم أتبعوه بآخر بالإنجليزية، وكلاهما كان يقرأ بواسطة الشخص نفسه، واستخدموا التصوير المغناطيسي لقياس ضربات قلب الجنين.

اكتشف العلماء أن معدلات ضربات قلب الأجنة الذين لم يولدوا بعد، قد تغيرت عندما سمعوا اللغة اليابانية التي كانت غير مألوفة بالنسبة لهم، بينما لم يكن هناك أي اختلاف عندما سمعوا المقطع بالإنجليزية، مما يظهر تعرفهم على الاختلاف الإيقاعي بين اللغتين.

التطور اللغوي يبدأ قبل الولادة

ويقول الخبراء إن هذه النتائج تشير إلى أن التطور اللغوي يبدأ قبل الولادة وأن الدراسة قد مهدت الطريق لمزيد من الأبحاث حول القدرات العصبية للأطفال الذين لم يولدوا بعد.

وقال الأستاذ المساعد في علوم اللغويات في جامعة كنساس والباحث الرئيسي في هذه الدراسة، «»أوتاكو ميناي، أن النتائج تشير إلى أن تطور اللغة يبدأ بالفعل في الرحم، وأن الأجنة يضبطون آذانهم على اللغة حتى قبل أن يولدوا، استناداً إلى إشارات الحديث المتاحة لهم في الأرحام.

وأضاف الأستاذ أن حساسية الأجنة للخصائص الإيقاعية للغة، قد توفر للطفل واحدة من أهم الركائز التي يقوم عليها اكتساب اللغة، قائلاً إنه اكتشاف بالغ الإثارة بالنسبة لأبحاث اللغة، ويوجد إمكانية لتطبيقها على مجالات أخرى.

أول دليل بهذه الدقة

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الأطفال حديثي الولادة يستجيبون بشكل مختلف للغات المختلفة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها هذه النتائج في الأطفال الذين لم يولدوا بعد باستخدام التكنولوجيا المتاحة الأكثر دقة، حيث كانت هناك دراسة سابقة من جامعة كانساس قد وصلت لنفس النتيجة، لكنها استخدمت تقنية الموجات فوق الصوتية.