القمل والجرب يجتاحان حلب

الأحد 28 ديسمبر 2014 06:12 ص

حلب | سوريا | محمد الخطيب – باتت الأمراض الجلديّة، وخصوصاً مرضا الجرب والقمل مصدر قلق كبير بالنسبة للأهالي، والكادر الطبيّ في مدينة حلب. فالقمل الذي تفشّى في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي في إحدى حارات حيّ السكري، ينتشر الآن بقوّة في معظم أحياء المدينة، وخصوصاً الغربيّة منها القريبة من خطوط التماس.

هذا ما دفع بـ"فريق الحملة الوطنيّة لمكافحة الأوبئة في مدينة حلب" للإعلان الأربعاء في 17 كانون الأوّل/ديسمبر أنّ مرضي الجرب والقمل أصبحا "وباء" في مناطق سيطرة المعارضة من حلب. ودعا الفريق بدوره كلّ المنظّمات والهيئات الصحّية والإغاثيّة إلى التدخّل لمواجهة "الكارثة الإنسانيّة".

وقد بدأت الحملة لمكافحة المرضين قبل نحو شهر، إلّا أنّها اقتصرت حتّى الآن على المدارس. وزرنا إحدى المدارس في حيّ بستان القصر، حيث كان الفريق يقوم بالحملة هناك، ويجري خلال الحملة فحص جميع الأطفال من مرضي الجرب والقمل، وإعطائهم تعليمات ودروس توعويّة، لتجنّب انتقال المرض إليهم.

أثناء تفحّصها لشعر أحد الأطفال الذين أصيبوا بالقمل على ما يبدو، قالت سمر إحدى المشرفات على الحملة: "إنّ مرضي الجرب والقمل ينتشران في شكل سريع ومخيف، خصوصاً في المدارس". وأضافت: "قبل أسبوعين، كانت نسبة انتشار الجرب 35% والقمل 25% بين الطلّاب في هذه المدرسة، إلّا أنّ النسبة ارتفعت اليوم، على الرغم من أنّنا وزّعنا أدوية على الطلّاب المصابين بنسبة 45% للمرضين".

وتابعت: "نحتاج إلى كميّة كبيرة من الأدوية لتوزيعها على السكّان من أجل القضاء على المرضين في شكل كامل كي لا يعودا مجدّداً، وقد وعدنا الهلال الأحمر بتقديم الأدوية اللازمة، بعدما نفذت الأدوية التي كانت موجودة في مستودعات الميدياكل".

وقد أدخل الهلال الأحمر السبت في 13 كانون الأوّل/ديسمبر شحنة من الأدوية الخاصّة بمرضي القمل والجرب عبر معبر بستان القصر، الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام في حلب. وتضمّنت الشحنة ٢٨٠٠ عبوة جرى توزيعها على المشافي والمراكز الصحّية في مناطق سيطرة المعارضة.

غير أنّ هذه الشحنة تبدو ضئيلة جدّاً، أمام الانتشار الكبير لمرضي القمل والجرب في حلب. فقد أخبرنا أحد المتطوّعين في الهلال الأحمر، طالباً عدم الكشف عن اسمه أنّه "سيتمّ إدخال أربعة آلاف عبوة من غسول بنزوات البنزيل الخاصّة بعلاج الجرب وقمل الجسد، عن طريق معبر بستان القصر".

وأضاف أنّ "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر تسعى الآن إلى تأمين كميّة كبيرة من الدواء تقدّر بحوالى 35 ألف عبوة، لكنّ تجهيزها ومسألة الحصول على موافقات ربما قد تأخذان وقتاً".

وفي حارة الطم في حيّ السكري، أولى المناطق التي ظهر فيها الجرب، كان الوضع مزرياً للغاية. فإنّ قرب الحي من جبهتي الراموسة والشيخ سعيد، وتعرّضه إلى قصف مستمرّ، أدّيا إلى غياب أدنى الخدمات عنه.

لا مياه ولا كهرباء هنا، وقد تحوّلت أكوام الركام الناتجة عن القصف إلى مكبّات للقمامة، في حين أنّ أهالي هذه الحارة يتشاركون في بئر واحدة للشرب والغسيل.

وتقول إحدى سكّان حارة الطم، وهي تجلب المياه إلى منزلها: "لديّ طفل واحد يبلغ من العمر عشر سنوات، لكنّه حتّى الآن لم يصب بالجرب أو بالقمل، فأنا أقوم بتنظيفه كلّ يوم، لكنّ معظم الجيران مصابون بالجرب، لذلك أمنع طفلي من اللعب مع أولاد الحيّ، لأنّ حالات لا تستجيب إلى العلاج قد ظهرت عند الجيران".

وتضيف: "لا أحد يهتمّ بنا. لقد جرى توزيع الأدوية مرّة واحدة فقط، لكنّها لم تشمل جميع المصابين، وإذا لم يتمّ توفير المياه وترحيل القمامة، فإنّ المرض سيعود مجدّداً".

المصدر | المونيتور

  كلمات مفتاحية

سوريا الأمراض الجلدية وباء القمل الجرب حلب خط التماس

«أطباء بلا حدود»: ارتفاع حالات الإصابة بالجرب في عمران شمالي اليمن