واشنطن تبدأ نزع سلاح فصائل المعارضة السورية

الاثنين 31 يوليو 2017 07:07 ص

بدأت واشنطن، خطوات جدية لنزع سلاح فصائل المعارضة السورية، في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) لدعم هذه الفصائل وتدريبها.

وقالت مصادر، إن الإدارة الأمريكية تشترط على فصائل المعارضة الاستجابة لعدد من الشروط لاستئناف تدريبها ودعمها، من بينها تسليم الصواريخ والراجمات بحوزة الفصائل الناشطة في الجنوب السوري، (درعا والسويداء والقنيطرة)، وقبول اندماجات ومهمات جديدة للفصائل.

ووفقا لـ«وائل معزر» رئيس المكتب السياسي لـ «ألوية العمري»، وضعت واشنطن شروط استئناف الدعم لفصائل «الجبهة الجنوبية»، من بينها وقف القتال ضد قوات الرئيس السوري «بشار الأسد»، والموافقة على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإرسال قوات إلى «الرقة» شمال شرقي سوريا، وتسليم الصواريخ والراجمات التي لديها إلى قوات التحالف الدولي.

وكشفت «جبهة ثوار سوريا» أن غرفة عمليات «الموك»، قطعت بالفعل الدعم العسكري عن فصائل «الجبهة الجنوبية». و«الموك» هي غرفة عسكرية تضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية مقرها الأردن.

إزاء ذلك التطور، تتجه فصائل من المعارضة السورية المنضوية في إطار «الجيش السوري الحر» إلى إعادة هيكلة جذرية، لتجنب الآثار السلبية لانقطاع الدعم الأمريكي.

وأعلن تجمع «ألوية العمري»، أحد فصائل «الجيش الحر»، أن هناك قرارات ستعلنها الفصائل لتجنب تداعيات القرار الأمريكي، من بينها تشكيل كيانات جديدة.

وتجري مشاورات بين 40 فصيلاً على مستوى سوريا من أجل تشكيل «الجبهة الوطنية لتحرير سوريا»، تضم أكثر من مئة ضابط منشق عن القوات النظامية.

وتحدثت مصادر في المعارضة عن أن «الجبهة الجنوبية» تتجه الى حل نفسها من أجل تأسيس كيان جديد.

و«الجبهة الجنوبية» هي تحالف من فصائل تتبع «الجيش الحر» مكون من أكثر من 50 فصيلاً. وهي تنشط في محافظات الجنوب السوري، وتبسط سيطرتها على 70% من محافظة «درعا»، وتتلقى الدعم من «الموك»، والمنضوون في إطارها يحصلون على دعم أمريكي مباشر ويتدربون في «معسكر التنف» في المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي.

وقال القائد العام لفصيل «ثوار سوريا» التابع لـ«الجيش الحر»، أبو الزين الخالدي، إن الفريق الأمريكي في «الموك» أبلغهم قرار وقف الدعم منذ 15 يوماً، مبرراً ذلك بإعادة ترتيب الفصائل بعد اتفاق «خفض التوتر» جنوب سوريا والذي توصل إليه «ترامب» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، بالتنسيق مع الأردن.

وأضاف «الخالدي» أن الفريق الأمريكي أخبرهم بوجود اندماجات ومهمات جديدة للفصائل، تتناول الحل السياسي. وأوضح أن الأمريكيين أبلغوه بأن «الدعم سيتواصل بعد الانتهاء من هيكلة الفصائل»، لافتاً إلى أن غرفة العمليات تستدعي في الوقت الحالي قادة عسكريين للبحث في أمور الهدنة.

وتابع: «هناك تسريبات تشير إلى تشكيل جهاز أمن داخلي وحفظ الحدود، وسيشكل جيش وطني مستقبلاً يمثل المعارضة في مناطق الجنوب السوري كافة».

واستجابة للضغوط، أعلنت فصائل في «جبهة ثوار سورية» التابعة لـ«الجيش الحر»، اندماجها عسكرياً وإدارياً وتنظيمياً وتشكيل «الفرقة الأولى مشاة»، جنوب سوريا.

وجاء في بيان للجبهة أمس الأحد، أن «تجمع المشاة الأول» و«لواء الحق» و«ألوية الناصر صلاح الدين» و«تجمع توحيد الأمة» و«لواء الدبابات»، اندمجت تحت مسمى «الفرقة الأولى مشاة» ضمن «جبهة ثوار سوريا». وتتألف هيكلية التشكيل الجديد من قيادة عامة، وكتيبة للإشارة، ومكاتب للتسليح والإغاثة والطبية والإعلام، وآخر للتنظيم والإدارة المالية. وتنشط «جبهة ثوار سوريا» في محافظتي القنيطرة ودرعا وبعض المناطق في ريف دمشق الغربي.

وأعلنت الحكومة الأردنية في السابع من الشهر الجاري، توصل الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق يدعم وقف إطلاق النار بين قوات «الأسد» والمعارضة السورية، في محافظات (درعا والقنيطرة والسويداء) جنوب غربي سوريا، بدأ سريانه يوم 9 يوليو/ تموز الجاري.

واتفقت تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماعات «أستانة 4» التي اختتمت، في الرابع من مايو/أيار الماضي، على إقامة ما أسمته بـ«مناطق تخفيف التوتر» في سوريا، والتي ستكون خالية من الاشتباكات، وعلى حدودها يتم تشكيل المناطق المؤمنة التي تتولى إدارتها وحدات تابعة للدول الضامنة.

  كلمات مفتاحية

سويا الإدارة الأمريكية الجيش السوري الحر دونالد ترامب درعا اتفاق خفض التوتر