حصاد 2014 .. قطر تفكك حقول الألغام في علاقاتها الإقليمية وتفتح صفحة جديدة مع محيطها

الأحد 28 ديسمبر 2014 12:12 ص

تطوي قطر دفاتر سنة 2014 بفتح صفحة جديدة في علاقاتها الدولية مع محيطها الإقليمي، وتتجاوز خلافاتها السابقة واختلاف وجهات النظر مع جيرانها حول عدد من القضايا وتحديدا مع مصر، لتبدأ عهدا جديدا مع مطلع العام الجديد على مرتكزات أساسية في سياستها الخارجية التي صنعت لها اسما في ميدان الوساطات الدولية.

وكانت القمة 35 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي التي التأمت في الدوحة في كانون الأول/ديسمبر محورية ومفصلية بالنسبة للدوحة وللعواصم الخليجية الأخرى، وحددت في بيانها الختامي منطلقات جديدة لترسيخ المسار العملي نحو تكامل خليجي فاعل وشامل. 

قمة الدوحة سجلت حضورا لافتا وصريحا للشباب الذي عبر عن دعمه لمسار التكامل الخليجي وتعزيز الروابط وتقريب وجهات النظر والتعاطي بروح البيت الخليجي الواحد مع كل التحديات الإقليمية والدولية. عودة الدفء لعلاقات الأشقاء بدأ مساره من قمة الرياض نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، ليستكمل في الدوحة ولينتقل إلى باقي العواصم الأخرى خصوصا مع أبوظبي.

توالت اللقاءات والمشاورات حتى توجت بمحاولة صلح مع القاهرة تشق طريقها بسرعة كبيرة. النجاح الذي حققته قمة الدوحة على صعيد التوافق في القضايا السياسية والمحورية، فتح المجال أمام المملكة العربية السعودية لتبذل مساع خاصة لعقد مبادرة صلح بين الدوحة والقاهرة التي سجلت علاقاتهما فتورا وجمودا، بسبب بعض التحولات السياسية، وتمضي الدولتان قدما نحو ترسيخ هذه المصالحة وطي صفحة الخلافات. 

أما داخليا فتسجل قطر وتيرة نمو مرتفعة بالرغم من تراجع إيرادات النفط والتي استقرت في حدود 7 ٪ وفق الأرقام الرسمية، وهذا نتيجة الاستثمارات التي قامت بها الدولة في عدة قطاعات لتنويع مصادر دخلها. كما تم الشروع في المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدولة في إطار خطتها الاستراتيجية الوطنية 2030 ومشاريع كأس العالم التي دشنتها السلطات الرسمية.

وشهدت قطر محطات هامة اعتبرت أساسية بالنسبة للمواطنين وأهمها كان إعلان القوات المسلحة عن إطلاق برنامج الخدمة الوطنية الذي يلزم الشباب القطري ممن أتموا الثامنة عشرة ولم يتجاوزوا الخامسة والثلاثين على الانخراط في تدريب عسكري ثقافي متعدد الجوانب. وخلال عام من إطلاق البرنامج التحق أكثر من ألف وخمسمئة شاب قطري بالخدمة الوطنية تلقوا خلالها تدريبات مكثفة حول فك وتركيب الأسلحة والرماية بالذخيرة الحية ودروسا نظرية وعملية في تحرك التشكيلات العسكرية. 

وإيمانا منها بأهمية التعليم نظمت الدوحة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) ليمثل محطة محورية أخرى هامة في سير العملية التعليمية بهدف التوصل الى مُخرجات ترسي نهجا حواريا تواصليا مع جميع أطراف العملية التعليمية، الأمر الذي يُعزز من مرتكزات التعليم وخلق بيئة تربوية تعليمية تتميز بكفاءة وجودة عالية. 

أما ثقافيا فقد سجلت قطر تقاربا مع البرازيل شمل مختلف المجالات الأدبية والفنية حيث احتضنت مختلف المؤسسات عددا من العروض المسرحية والموسيقية والفلكلورية فضلا عن إقامة عدد من المعارض الفنية التي حرصت هيئة متاحف قطر على تنظيمها واستهدفت من خلالها الجمهور المحلي والعالمي.

واعتمدت هيئة متاحف قطر نهجا تشاركيا في تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام وسفارة البرازيل تم على مدار العام تنظيم عدة فعاليات وعرض مجموعة من الأفلام احتفاء بالعام الثقافي بين البلدين. 

وقامت مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» بتنظيم مجموعة متميزة وثرية من الفعاليات وعروض الموسيقى. كما نظمت المهرجان الأوروبي للجاز الذي كان فرصة لرواد الحي للتعرف على ألوان متنوعة من اللحن والنغم والموسيقى المتجددة والمتطورة، التي امتزج فيها جمال الغرب بسحر الشرق.

كما برمجت «كتارا» حفلات موسيقية وأمسيات شعرية ومعارض مختلفة لفنانين عالمين لتتحول إلى الوجهة الأولى. وأعلنت مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» عن جائزتها السنوية للرواية التي تطمح إلى أن تكون أهم حدث ثقافي في المنطقة وخصصت لها جوائز تزيد عن نصف مليون دولار.

هذا ونجحت مؤسسة الدوحة للأفلام بدورها في خلق واقع سينمائي خلاق، تنظيم مهرجان أجيال الذي عرض فيه 90 فيلما من 43 دولة فضلا عن العروض الحية والفعاليات المختلفة التي شارك فيها نخبة من النجوم العالميين والعرب. المهرجان جمع مختلف الفئات العمرية التي جاءت لاختبار فن السينما ومن أبرز محاور التظاهرة فئة «صنع في قطر»التي تدعم صناع الأفلام المحليين في قطر وتوفر لهم فرصة عرض أعمالهم.

نتائج رياضية بارزة وحصاد كروي مثمر

حصدت قطر وبتصنيف من المؤسسات الدولية عاصمة الرياضة في المنطقة وسجلت خلال سنة 2014 تنظيم أزيد من مئة بطولة ودورة دولية مرموقة إلى جانب اللقاءات الكروية البارزة على غرار كأس السوبر الإيطالي التي احتضنها ملعب السد، وأبرز النتائج التي سجلتها الرياضة القطرية: 

ـ إحراز كأس الخليج للمنتخبات الوطنية في كرة القدم، في الرياض.
ـ المنتخب القطري للشباب يتوج باللقب القاري الآسيوي لأول مرة في تاريخ كرة القدم. ـ البطل القطري معتز برشم يواصل سطوته على الوثب العالي ويحصل على ذهبية.
ـ المنتخب القطري يفوز في موسكو بلقب بطولة العالم لكرة السلة الثلاثية.
ـ البطل العالمي ناصر بن صالح العطيّة، يتوج بلقبِ بطولة العالمِ لرّاليّاتِ الفئةِ الثانية wrc.
ـ منتخب كرة اليد يفوز بأول ألقابه في تاريخ البطولة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.

قالوا

الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير قطر خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية: 

«إسرائيل تمارس الإرهاب في فلسطين، من خلال الاستيطان، والاعتداء على المسجد الأقصى، ما يضع العرب والعالم أمام مسؤوليات كبرى، وممارسات إسرائيل تنذر بعواقب وخيمة على المنطقة، وتدمر فرص تحقيق السلام، وتحوِّل حل الدولتين الذي نال تأييدًا دوليًا إلى شكل دون مضمون غير قابل للتحقق، ويجب اتخاذ وقفة جادة وقوية للدفاع عن مقدسات الأمة، لا سيما في القدس، لدعم الفلسطينيين».

الشيخ «عبد الله بن ناصر آل ثاني» رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري في كلمة أمام رجال الأعمال القطريين:

«تم الانتهاء من إعداد قانون العمل الجديد والذي ينظم موضوع الكفالة، وإحالة القانون إلى الجهات التشريعية وسوف يرى النور قريبا…. وتم إدخال إصلاحات على قانون العمل الحالي لضمان المزيد من تحسين ظروف المعيشة لجميع العاملين في دولة قطر».

 

المصدر | سليمان حاج إبراهيم، القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تميم بن حمد 2014 قطر المصالحة الخليجية المصالحة المصرية القطرية