تشريح الشرخ المتسع بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية وفقا لدراسة معهد أبحاث الأمن القومي

الأحد 28 ديسمبر 2014 01:12 ص

«ثمة توتر بنيوي دائم بين القوة العظمى الولايات المتحدة وبين الدولة الصغيرة إسرائيل»، قال الرجل بالانجليزية. 

«أمريكا العظمى، خلافا لإسرائيل الصغيرة، تعمل في العالم مع هوامش أمنية واسعة، تتيح لها الأخذ بمخاطر عسكرية وسياسية. أما اسرائيل فتوجد في محيط معاد وعاصف لا يسمح لها التعرض للمخاطر. يكفي هذا التغيير لخلق توترات فكرية. 

إلى ذلك يضاف ميل حكومات اسرائيل للتوسع داخل يهودا والسامرة في مواجهة النهج الامريكي الاساس، للادارات الجمهورية والديمقراطية، الذي يرفض الاستيطان في المناطق بصفته مشروعا غير قانوني. وعندما يبدأ زعيما الدولتين، أوباما ونتنياهو، الحوار بينهما، بالقدم اليسار – فان الانفجار محتم».

هكذا وصف جذور الشرخ بين البيت الابيض في واشنطن وبين ديوان رئيس الوزراء في القدس أحد المشاركين في بحث مغلق في مستقبل العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية. وقد جرى البحث في اطار مجلس امناء معهد بحوث الأمن القومي: رئيس المجلس هو رجل الأعمال «بيني كوهين». وبين المشاركين، إسرائيليين وأمريكيين، برز السفيران السابقان «مارتن اينديك»، و«مايكل أورن».

محاور آخر ذكّر الحاضرين بالأزمات السابقة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي اعتبرت في حينه مأساوية: الرئيس كيندي أراد فرض مقاطعة على إسرائيل في أعقاب إنشاء المفاعل النووي في ديمونا، الرئيس ريغان شبه القصف الإسرائيلي على بيروت بالكارثة، والنية الإسرائيلية لبيع الصين طائرة التجسس فالكون تسبب بالشرخ الأعمق في العلاقات.

وقضى المتحدث ذو التجربة الدبلوماسية بأنه «من الأسهل شرح سياسة إسرائيل للجمهور الأمريكي الغفير من شرح سياسة الولايات المتحدة للجمهور الإسرائيلي».

والفشل الحالي لأوباما يثبت ذلك: فهو «الرئيس الأمريكي الأقل عطفا على إسرائيل».

لم يهدأ معظم الحاضرين للقاء من التشبيهات التاريخية.

حتى لو كان الشرخ الإسرائيلي الأمريكي الآن غير مسبوق، قالوا، فانه يتبين كعديم المخرج. آثاره مخيفة: في ذروة الجرف الصامد قررت الإدارة ان تؤخر لزمن ما توريد سلاح هام لاسرائيل. ووصف وزير الخارجية «جون كيري» حي غيلو المقدسي بالمستوطنة وهكذا «الغى التمييز بين غيلو ويتسهار، والذي قبع في اساس كتاب الرئيس بوش الى رئيس الوزراء شارون»، قال احد الشخصيات في اللقاء.

واستخدم الرئيس أوباما نفسه تعبير مخيف في حديثها عن قصف سلاح الجو في غزة، والرائحة الكريهة للشتيمة المهينة والفظة التي أطلقها موظف أمريكي كبير تجاه رئيس حكومة إسرائيل لم تختفي من الهواء بعد. أما اسرائيل من جهتها فقد ألغت من طرف واحد بند تجميد البناء التام في كل المستوطنات والذي تضمنته «خريطة الطريق»، الوثيقة التي وضعتها ادارة جورج بوش واقرتها حكومة شارون.

وتلقى موقفا متوترا إعلان أوباما عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا. ومثلما أجرى أوباما اعادة تقويم لعلاقاته مع كوبا، حذر أحد من بين المتحدثين، فإنه كفيل في ظروف معينة بأن يعيد النظر أيضا في موقفه من إسرائيل، ولكن في الاتجاه المعاكس. ولعل طهران هي التالية في الدور بعد هافانا لاعادة فتح السفارة الامريكية؟

ربما. في هذه الاثناء توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى «اتفاق هدنة مؤقت في الموضوع النووي»، روى أحد المشاركين، الضالع في الموضوع، «اتفاق يخدم بالذات مصالح إسرائيل ويضعف إيران، سواء بسبب استمرار العقوبات أم بسبب الهبوط المتزامن جيدا في أسعار النفط». فهذه هي الضربة الاقتصادية الأشد التي اوقعت على النظام الايراني. و«بفضل الحوار الهادىء بين واشنطن والرياض».

إن مهمة حكومة إسرائيل التالية في مجال العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية ستكون، كما اتفق المشاركون في اللقاء، «هي استئناف التفاهمات بين جورج بوش وارئيل شارون»، والتي خرقتها الحكومة المنصرفة برئاسة نتنياهو. من يتمكن من إعادة بناء هذه التفاهمات، حين تكون النخبة السياسية في إسرائيل تتجه أكثر فأكثر نحو القومية المتطرفة - الاستيطانية وبدأ هذا تمله النخبة الامريكية؟ هذا السؤال بقي مفتوحا.

المصدر | سيفر بلوتسكر، يديعوت أحرونوت العبرية - مقال افتتاحي | ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإسرائيلية الأمريكية معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أوباما