في اليوم العالمي لضحايا التعذيب .. الإمارات والبحرين تطلقان صافرات استغاثة

الخميس 26 يونيو 2014 06:06 ص

نور الشامسي - الخليج الجديد

في إطار فعاليات اليوم العالمي لمؤازرة ضحايا التعذيب، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأوسمة "هاشتاج" لتداول أرائهم وللتضامن ضد صنوف التعذيب التي يتعرض لها المواطنون والمعتقلون في الإمارات والبحرين.

ودعت منظمة العفو الدولية في 26 يونيو/حزيران 2008، لتخصيص هذا اليوم من كل عام لاجتثاث آفة التعذيب وجميع الضروب الأخرى للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

الإمارات

في الإمارات، تبادل النشطاء والمغردون آرائهم حول القضية عبر وسم يحمل عنوان «#اليوم_العالمي_لضحايا_التعذيب»، تدوال النشطاء وأهالي المعتقلين خلاله حالات التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها معتقلي الإمارات. وبحسب النشطاء، فقد وثقت المحكمة الاتحادية العليا الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلين، والتي أهمها: الحبس الانفرادي، وخلع الأظافر وإجبار المعتقلين على تناول أدوية تصيبهم بالهذيان، والمنع من النوم بسبب البرودة والإضاءة الزائدة، إهمال نظافة أماكن الاحتجاز ومنع الأدوية عن المعتقلين.

وقد شارك حساب نشط باسم «أقلام حرة» بتغريدة تقول: «في الإمارات انتهكت الأمانة واعتقلت الرجال وعذبت إلى أن تدهورت صحتهم وكل هذا خوفا ع كرسي مزعوم». فيما قال حساب «متضامنون»، وهو المعني بالحقوق والحريات في الإمارات: «لم يدخل أحد في سجون جهاز الأمن السوية إلا وتعرض للتعذيب .. ضحايا التعذيب في الإمارات كثر. نداء لكل أحرار العالم بالضغط لإيقاف التعذيب في سجون الإمارات السرية».

ووثق حساب «انتهاكات» حالة معتقل قاصر في السجون الإماراتية قائلا: «عمران البلوشي، الثاني الثانوي، سنة ونصف في سجن أمن الإمارات، يكاد يفقد بصره من التعذيب».

وتقول زوجة المعتقل الإماراتي «فؤاد الحمادي» فى تغريدة لها: «تعذب زوجي فؤاد الحمادي حتى تغير لون عينيه كما واحتاج لعملية لمعدته وكنت شاهدة على خروجه من غرفة العمليات».

بينما يروي الناشط الإماراتي «أحمد منصور» تجربته الشخصية فى سجون الإمارات، قائلا: «من المعاملات المهينة والحاطة من الكرامة والتي تعرضت لها شخصيا في سجن دبي وسجن الوثبة في أبوظبي هي: القيام بتفتيشي عاريا بالكامل و الطلب مني الصعود و النزول عدة مرات من الأمام والخلف مع فتح الساقين»، ويؤكد أن: «هذا التفتيش المهين والحاط من الكرامة الإنسانية هو انتهاك لاتفاقية مناهضة التعذيب ويمارس على جميع السجناء».

وتؤكد ابنة المعتقل «محمد الصديق» أن التعذيب ليس جسديا فقط، بل يتم ممارسة التعذيب النفسي علي المعتقلين، وقالت: «التعذيب النفسي أشدُّ وقعاً من التعذيب الجسدي ، فلن ننسى عندما قيل لأبي أنَّهُ من حثالة المجتمع!»، وأضافت فى تغريدة أخري: «لن ننسى عندما هُدد أبي بالقتل بعد ما تعرض للضرب في السجون الإنفرادية السريّة!».

فيما قال أحد المغردين: «من أنواع التعذيب الذي يمارس على المعتقلين سوء تغذيه والسجن الإنفرادي بين فتره و أخرى. حرمانهم من صلاة الجماعة». مضيفا: «أن يفقد جميع المعتقلين ما يقارب نصف أوازنهم .. معناه هناك أمر مكيد يهدد سلامتهم في سجون الدولة».

يُشار إلى أن منظمات العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش والكرامة، أكدت العام الماضي أن أفراد أمن الدولة في الإمارات العربية المتحدة أخضعوا معتقلين لإساءة المعاملة المنظمة، بما فيها التعذيب، بحسب ما ورد في رسائل كُتبت بخط اليد وهُرِّبت من السجون.

حيث حصلت المنظمات الثلاث على 22 إفادة مكتوبة من قبل بعض المعتقلين الذي تجري محاكمتهم بتهمة التآمر المزعوم للإطاحة بنظام الحكم، وعددهم 94 شخصا. وتتسق إساءة المعاملة التي وُصفت في الرسائل مع مزاعم أخرى تتعلق بوقوع التعذيب في مراكز أمن الدولة في الإمارات العربية المتحدة، وتشير إلى أن التعذيب ممارسة ممنهجة في تلك المراكز. واستنكرت إثر ذلك «غابيرلا كانول» العضوة الأممية بالتحقيق في تلك الإتهامات، ما وصفته بنقص الشفافية في الإجراءات القضائية بالدولة. والتي رفضت منح التصريحات لزيارة السجون.

البحرين

في البحرين دشن نشطاء حملات على مواقع التواصل الاجتماعي وفعاليات ميدانية، حيث نظمت القوى البحرينية المعارضة مساء الأربعاء 25 يونيو، ببلدة المعامير جنوب العاصمة المنامة، معرضا فنيا يجسد واقع التعذيب الممنهج في البحرين تحت شعار الضحايا يطاردون الطاغية.

وعبر وسم «StopTortureInBahrain» (أوقفوا التعذيب في البحرين)، فقد تداول العديد من النشطاء صورا وتوثيقات لحالات تعرضت للتعذيب والانتهاك على يد السلطات. وقال حساب نشط في مجال حقوق الإنسان باسم « Salam Human Rights »: «الغرض من التعذيب في البحرين هو إذلال وإرهاب الناس وليس لانتزاع الاعترافات فحسب، والجلادين احرار في أن يفعلوا أي شيء».

وقال الناشط المفرج عنه «سيد هادي الموسوي»: «لأنني كنت ضحية ممارسة التعذيب وإفلات المعذب من العقاب، فإنني لا أقبل إطلاقا السكوت عن استمرار التعذيب وإفلات الجناة». وطالب بمعاقبة من يثبت تورطهم في جرائم التعذيب. وأضاف: «لو كانت السلطة جادة في مناهضة التعذيب، لأشركت المنظمات الحقوقية المحلية قبل الدولية في الكشف على الضحايا بعد التحقيق. أساليب التعذيب التي يتعرض لها بعض المتهمين، يندى لها الجبين، والبعض لا يرغب إطلاقا في الكشف عما تعرض له لكونه مهين جدا».

ودعت الصفحة الرسمية لحركة 14 فبراير في البحرين إلى «الإنطلاق في مسيرة جماهيريّة موحدة تضامنا مع ضحايا التعذيب في البحرين». وذلك بالتزامن مع فعالية تكتل المعارضة البحرينية في لندن بمجلس اللوردات اليوم، بمناسبة اليوم العالمي لضحايا التعذيب.

تلك الخطوات الرافضة للتعذيب والانتهاكات والإفلات من العقاب بأشكاله جاءت في ذكرى اليوم العالمي لضحايا التعذيب، لتعلن من جديد للأنظمة العربية الحاكمة أن ذاكرة الشعوب لا تنسى، وأن محاسبة ومعاقبة الجناة، حق لن يضيع طالما أن هناك من يطالب به.

  كلمات مفتاحية