من هو «حسن صوفان» القائد الجديد لحركة «أحرار الشام»؟

الأربعاء 2 أغسطس 2017 05:08 ص

اختارت حركة «أحرار الشام» السورية، رئيس مجلس شوراها «حسن صوفان» وأحد أبرز منظري التيار الإسلامي في سوريا، قائدًا عامًا خلفًا لـ«علي العمر» الذي تقدم باستقالته.

وفي بيان لها، نقله ناشطون، قالت الحركة «بناء على صلاحيات مجلس الشورى تقبل استقالة أبو عمار العمر من منصبه، ويعين القيادي حسن صوفان (أبو البراء) قائدًا عامًا جديدًا».

وكانت الحركة نجحت في إخلاء سبيل «صوفان»، نهاية العام الماضي، بعد أن كان معتقلًا في سجن صيدنايا مدة 12 عامًا، ومحكومًا عليه بالسجن المؤبد.

وانسحبت «أحرار الشام» من معبر «باب الهوى» ومدن وبلدات في محافظة إدلب، خلال المواجهات الأخيرة مع «تحرير الشام»، قبل أسبوعين، وانتهت باقتصار انتشار عناصرها على مناطق في جبل الزاوية وريف حماة.

من هو «صوفان»؟

و«صوفان» من مواليد مدينة اللاذقية عام 1979، درس العلوم الشرعية في جامعة «الملك عبد العزيز» في المملكة العربية السعودية، التي سلّمته للنظام السوري، وأودع في سجن صيدنايا سيئ الصيت.

«صوفان» كان من أعضاء التفاوض أثناء الاستعصاء الشهير عام 2008، قبل أن يصدر بحقه حكما بالسجن 25 عاما.

ويوصف «صوفان» بأنه تلميذ الأب الروحي لحركة «أحرار الشام»، الشيخ «محمد أيمن موفق أبو التوت» (أبو العباس الشامي)، والذي كان معتقلًا في صيدنايا أيضا.

واحتفظ النظام به في السجن، رغم إفراجه عن عشرات المحسوبين على التيار الإسلامي عام 2011، والذين باتوا قادة كبرى الفصائل والتشكيلات الإسلامية، ومنهم: «زهران علوش» مؤسس «جيش الإسلام»، و«حسان عبود» مؤسس «أحرار الشام»، و«أحمد الشيخ» (أبو عيسى) مؤسس «صقور الشام».

ويُقال إنه كان من أبرز المقربين لمؤسس الحركة «حسان عبود» (أبو عبد الله الحموي)، وصهر رئيس المكتب السياسي الأسبق فيها «محب الدين الشامي»، اللذين قتلا بتفجير مقر قيادة الحركة في ريف إدلب، في سبتمبر/أيلول 2014.

كما له حظوة ومنزلة كبيرة لدى قادتها الحاليين، باعتباره من «الرعيل الأول»، وأحد أبرز طلاب الشيخ «أبو العباس الشامي»، وهذا ما دعا إلى العمل على صفقة خروجه على مدار تسعة أشهر، وفق مصادر لموقع «عنب بلدي».

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2015، جرت صفقة تبادل بين الحركة ونظام «بشار الأسد»، برعاية «الفاروق أبو بكر» القيادي في «أحرار الشام»، والذي مثّل المعارضة في اتفاق حلب، خرج بموجبها «صوفان» من السجن، وأفضى إلى خروج مقاتلي الحركة من المدينة في الشهر ذاته.

عرف عنه اعتداله وانفتاحه على الجميع، كما عرف عنه وقوفه في وجه التصعيديين الذين أصبحوا اليوم من قيادات الفكر المتشدد.

يعتبره مقربون منه، أنه من أشد أعداء التكفيريين والمنافقين.

ومنذ وصوله إلى الشمال السوري، توسّم كثيرون خيرًا بـ«صوفان»، داعين إلى أن يكون مؤلفًا لقلوب قادة الفصائل، إلا أنه تسلم مجلس شورى الحركة وبقي في الصفوف الخلفية، رغم حساسية منصبه وقوته.

آخر تعليقاته على ما يجري في الشمالي السوري، جاءت على لسان «صوفان» في تسجيل صوتي، في 19 يوليو/تموز الماضي، قال فيه إن المعركة ضد «تحرير الشام» وجودية ولا مهرب منها.

ويرى «صوفان» أن «الثورة انحسرت بعد تدخل تنظيم الدولة الإسلامية، وفقدت جزءًا هامًا من الأراضي، فتدخلت الدول وأرسلت جنودها حتى صارت بلادنا مزرعة إقليمية مقسمة».

ويُقال إنه شخص توافقي لدى القسم الذي انشق عن الحركة وانضم إلى الهيئة «جيش الأحرار»، ما يطرح إمكانية مساعدته في رص صفوف الحركة وتعزيز قوتها، عقب التشتت الذي ألمّ بها خلال قتالها الأخير مع «تحرير الشام»، والذي حدّ من انتشارها شمال سوريا.

وعبّر بعض الناشطين عن استغرابهم من تصديره لكونه «سلفيًا جهاديًا»، ما يُمكن أن يُغيّر من نهج الحركة الذي بدأ يتجه نحو الاعتدال نوعًا ما في الفترة الأخيرة.

وبينما وصف بعض المراقبين تسليمه القيادة بـ«بيعة الجولاني»، انحيازًا إلى الفكر المتشدد في الحركة، اتهمه آخرون بأنه «من أنصار الدعوة الديمقراطية».

إلا أن الفريقين يجتمعان على صعوبة مهمّته في إدارة دفة الحركة في واحدةٍ من أعقد المراحل التي تعيشها، منذ تأسيسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أحرار الشام النصرة سوريا الثورة السورية