وتعد هذه النتائج مثيرة للجدل ومناقضة لدراسات سابقة كانت قد أظهرت أن النساء لديهن قدرة كبيرة على التحمل بسبب خبرتهن الطويلة، خاصة بالنسبة لما يتعرضن له من ألم بشكل دوري شهريًا، أو على مدار السنة وصولًا إلى الحمل والولادة.

وأوضحت هذه الدراسات أن الاختلاف بين الرجل والمرأة لا يقتصر على الصفات الجسدية الواضحة، بل هناك تباين بين الجنسين أبعد من ذلك بكثير.

ووجدت الأبحاث الحديثة، أن النساء في بريطانيا، يمشين ما يقارب من الألف خطوة في اليوم أقل من الرجال، أي 4.908 مقارنة مع 5.982. لذلك هن أكثر عرضة لمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، وفق ما يقول علماء من جامعة «ستانفورد» في ولاية كاليفورنيا.

أما عن حجم قلب المرأة، فيبلغ حوالي ثلثي حجم قلب الرّجل، ويزن في المتوسط 120 غرامًا مقارنة مع 180 غرامًا، لكنّه ينبض بشكل أسرع لتعويض النقص في الحجم.

لذلك ينبض قلب الرجل الذي يتمتّع بحالة صحية جيدة حوالى 70 إلى 72 نبضة في الدقيقة، مقارنة مع قلب المرأة الذي ينبض في المدّة ذاتها حوالى 78 حتى 82.

من ناحيته، يوضح «مارتن كوي»، أستاذ أمراض القلب في مستشفى «رويال برومبتون» في لندن، أن قلوب النساء تنبض بشكل أسرع، بسبب النشاط في الجهاز العصبي العاطفي، ذلك الجزء من الجهاز العصبي الذي يسرع معدل ضربات القلب في أوقات التوتر أو الخطر.

ويبدو أنه لا آثار سلبية لهذا الأمر على صحة القلب، لكن شرايين النساء أصغر من تلك الموجودة لدى الرجال، بحوالى 1.55 مليميتر.

ويعتقد الخبراء أن هذا قد يفسّر ارتفاع معدّلات الوفيات لدى النساء اللواتي يتعرّضن لنوبات قلبية أكثر بكثير منها لدى الرجال، حيث قد تسد الجلطات كامل الأوعية الدموية عوضًا عن سد جزء منها.

ومن الشائع أن النساء لديهن القدرة على التعامل مع الألم بشكل أفضل من الرجال، بيد أنّ الدراسات تناقض ذلك، حيث وجد علماء من جامعة «باث»، أن النساء يستسلمن للألم أسرع بـ30 ثانية من الرجال المعرّضين لمستويات الإزعاج ذاتها. وطلبوا من 50 رجلًا وامرأة وضع الذراع في ماء دافئ تبلغ حرارته 37 درجة مئوية، لمدة دقيقتين، قبل أن يضعوا الذراع ذاتها في ماء جليدي لمدة دقيقتين أو حتى يعجزوا عن تحمّل الألم.

وأظهرت النتائج أن النساء بدأن بالشعور بالألم بعد ما يقارب الـ26.38 ثانية فقط، مقارنة مع الرجال الذي بلغوا الـ41 ثانية قبل الإحساس بالألم أي حوالى بفارق 16 ثانية. أما بالنسبة لمدة تحمل الألم فبلغ متوسط معدل النساء 71.21 والرجال 99.43 أي بفارق 30 ثانية.

وتعتقد الدكتورة «مريم زماني»، أخصائية جلد في عيادة «كادوجان» في لندن، أن السبب وراء ذلك هو أن الجلد لدى الرجال أكثر سماكة منه لدى النساء، وذلك بسبب وجود المزيد من التستوستيرون لدى الرجال.

كذلك تقل سماكة الجلد لدى النساء المسنات بشكل أسرع منه لدى المسنين من الرجال.

إلا أن المرأة تتفوّق في حاسة الشم، حيث وجد العلماء أن النساء يمتلكن 40% من الخلايا الإضافية في البصلة الشمية، وهي منطقة في الدماغ تتحكم بحاسة الشم.

ويرى العلماء أن هذه الميزة تساعد النساء على اختيار شريك الحياة لغرض الإنجاب، عن طريق الكشف عن التغيرات الطفيفة في مستويات هرمون تستوستيرون الرجال.

كذلك، وجدت العديد من الدراسات أن النساء بحاجة للنوم وقت أطول من الرجال، حوالى 20 دقيقة من متوسط 7 أو 8 ساعات نوم، ليشعرن بالنشاط والحيوية. ولا يعود ذلك، لأي اختلافات عصبية أساسية بين الجنسين، وفقًا للخبراء، بل لأنهن يقمن بمهام مختلفة على مدار اليوم، ما يؤدي إلى إرهاق الدماغ أكثر من إنجاز مهمة واحدة.

وفي هذا الشأن، يقول البروفسور «جيم هورن»، الرئيس السابق لمركز أبحاث النوم في جامعة «لوغبوروغ»: «يمكنك قضاء يوم كامل على الكومبيوتر في مهمة صعبة للغاية، سيكون ذلك متعبًا، إلا أنه يستخدم جزءًا واحدًا من الدماغ، لكن التبديل بين مهام مختلفة باستمرار أكثر إرهاقًا للدماغ».