مسؤول أمريكي سابق: الحملة على قطر ترتد على أصحابها

الأربعاء 2 أغسطس 2017 10:08 ص

اعتبر «دوغ باندو» المساعد الخاص للرئيس الأميركي الأسبق «رونالد ريغان» والباحث الأقدم في معهد كاتو إن الحملة السعودية الإماراتية على قطر فشلت وارتدت عليهما لأنها ألقت الضوء على دورهما في دعم الفكر المتطرف الذي يؤدي للإرهاب.

وقال «باندو» في مقال له على «هاف بوست» الأمريكي، «لقد توقعت دولتا السعودية والإمارات النفطيتان المدللتان انتصارا سريعا على قطر بعد فرضهما حصارا رباعيا على جارتهما».

وأشار إلى أن الأزمات التي شهدتها العلاقات في الماضي قد حلت سلميا، لكن هذه المرة طالب خصوم قطر باستسلامها عملياً، وخصوصاً التخلي عن سياستها الخارجية المستقلة. واعتقدت الدولتان أنَّهما قد حازتا دعم واشنطن.

وتابع «لكن يا للأسف، لم تكن أسابيع التدخل تلك مترفقة بالرياض والإمارات، فهما الآن تقولان إنهما على استعدادٍ للتفاوض حول ما كان قبل ذلك مطالب غير قابلة للتفاوض، ويبدو مزيد من التراجع أمرا مرجحا».

 

ارتداد الحملة على أصحابها

وحسب الكاتب «فقد بدأ كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ عندما أشار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس إلى دعمهما للدوحة».

وأضاف «قد أظهر تيلرسون نفاد صبرٍ واضحاً تجاه المطالب التي قُدِّمت لقطر ونظر إليها باعتبارها مغالية ولا تستحق حتى التفاوض بشأنها، ووصف موقف قطر بأنه معقول للغاية».

وأردف «ثم نبه عدد لا بأس به من المنتقدين إلى أن الرياض ودبي مذنبتان بصورة أكبر حتى من قطر في ما يتعلق بتمويل الإرهاب، كان أحدهم هو بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، والذي شكا من أن مقدار الدعم الذي قدمته السعودية للإرهاب يقزم ما تفعله قطر».

وأكد «بالفعل، ظلت المملكة طويلا أخطر حاضنة للتعصب في الشرق الأوسط بأكمله، وردا على هذا الخِلاف، وقعت الدوحة اتفاقا مع الولايات المتحدة يستهدف تمويل الإرهاب، وهو الأمر الذي لم تفعله أي من الدول التي توجه الاتهامات لقطر».

ولاحظ «مارك لينش»، الأستاذ بجامعة جورج واشنطن، أن «الخطاب المتطرف والطائفي الذي أحضرته بعض القوى الخارجية إلى التمرد السوري كان مشكلة تجاوز قطر بكثير».

وتابع المسؤول الأمريكي السابق، «قد أُدين مطلب إغلاق الجزيرة من جانب دول الحصار التي ليست لديها صحافة حرة وجرمت حتى مجرد التعاطف مع قطر عالميا».

ثم جاءت التقارير التي تفيد بأن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن الإمارات قد اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية الرسمية قبل شهرين، مختلقة المواقف المهيجة التي زعم نقلها عن أمير قطر، والتي ساعدت في إطلاق الأزمة.

 

دور مصر والبحرين

وأكد المسؤول الأمريكي السابق، أن «البحرين ومصر، اللتين التحقتا بعربة المناوئين للدوحة، مجرد دمى؛ تفعلان ما يقال لهما من الدول التي قدمت لهما المساعدة المالية والعسكرية»، حسب تعبيره.

وأوضح أنه «بعد أن بدأ التحالف المناوئ لقطر الأعمال العدائية دون أن تكون هناك خطة احتياطية بديلة، لم يعد بمقدوره لا المضي قدما ولا العودة إلى الخلف دون إراقة جزء كبير من ماء الوجه».

وأضاف «لكن البقاء في هذا المسار يبدو أفضل قليلا، فقد تسببت السعودية والإمارات في دفع القطريين إلى الاحتشاد خلف الأسرة الحاكمة، وتقويض مجلس التعاون الخليجي، والتخفيف من عزلة إيران، وجر تركيا مباشرة داخل الشؤون الخليجية، وتحدي واشنطن، ياله من إنجاز».

 

نمر من ورق

يقول الكاتب «لقد أثبتت السعودية أنها نمر من ورق أكثر منها قائدة إقليمية، فقد أنفقت بسخاء على الأسلحة، ودعمت البلدان الإسلامية الأخرى، وسعت للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، وأطلقت حربا وحشية ضد اليمن، لكنَّها لم تمتلك ردا معدا حين رفضت قطر مطالب الرياض، ثم منع الوزير تيلرسون بفعاليةٍ أي تصعيد».

وأضاف «مع انتهاء المهلة السعودية الإماراتية قبل أسابيع مضت، خشي بعض المراقبين من أن تفرض السعودية والإمارات عقوباتٍ إضافية، أو أن تطردا قطر من مجلس التعاون الخليجي، أو أن تغزو هاتان الدولتان حتى جارتهما المستقلة. لكنَّ الوزير تيلرسون جعل كل تلك الخطوات أكثر صعوبة، إن لم تكن مستحيلة، عمليا».

وأردف «بالفعل، أجبرت الدبلوماسية المكوكية للوزير تيلرسون دعما لمحاولة الوساطة الكويتية موجهي الاتهامات لقطر حتى على التفاوض بالفعل بشأن ما وصفوه بأنَّه غير قابل للتفاوض، فقالت نورة الكعبي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون المجلس الوطني الاتحادي نحن نريد حلا دبلوماسيا، ولا نسعى إلى التصعيد».

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها إجراءات عقابية، لاتهامها بـ«دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الأزمة الخليجية دعم الإرهاب قطع العلاقات مع قطر