تغول الاستيطان الإسرائيلي وانقسامات «القاعدة» في الصومال في افتتاحيات صحف الإمارات

الاثنين 29 ديسمبر 2014 09:12 ص

تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية المشهد التغول الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ومفهوم التسوية الغربية الذي لا يختلف كثيرا عما تريد إسرائيل تحقيقه.. إضافة إلى انقسامات القاعدة في الصومال مشددة على أن محاربة الإرهاب تبدأ من محاربة الفوضى..

من جانبها قالت صحيفة «الخليج» في مقالها الافتتاحي تحت عنوان «التغول الإسرائيلي».. إن كثيرا من الخبراء رأوا أن العام الحالي كان الأسوأ فيما يتعلق بالاستيطان حيث ارتفع خلاله بنسبة ألف في المائة وهذه النسبة لم تأت فجأة بل سبقتها زيادات متصاعدة في حجم الاستيطان خلال السنوات الماضية .. مشيرة إلى زيادة الاستيطان نسبة 30% في عام 2012 على عام 2011.. وزاد في هذا الأخير نسبة 20% على العام الذي سبقه.

ونبهت إلى أن الاستيطان عملية متصاعدة تلهث من أجل تغيير الواقع بشكل يصبح من الصعب تغييره و قد ترافق ذلك مع تزايد في الاعتقالات أيضا حيث أصبحت السجون الإسرائيلية أبوابا دوارة تخرج البعض لتستقبل الآخر ولكن على نحو تصاعدي أيضا.

وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي على عجلة من أمره فهو يريد أن يستبق أية تسوية بجعلها أمرا واقعا يستحيل تغييره فما يخلقه من وقائع يهبط دون الحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين إلى حدود تجعل من التفكير في قيام دولة فلسطينية مسألة عبثية.. وهو بهذه الطريقة يخلق عقبتين أمام أية تسوية سياسية.. عقبة إسرائيلية من حيث إنه يصعب على أية حكومة في الاحتلال التراجع عنها وأخرى تنبع من أنه لا يمكن لأي فلسطيني مهما كان استعداده لتقديم التنازلات أن يقبل بشروطها.. موضحة أن هذا يعني أن القيادات الإسرائيلية لا تريد منع التسوية في الوقت الحاضر من خلال المماطلات والمناورات إنما تريد منع حدوثها في المستقبل بجعلها مستحيلة طبيعيا وليس سياسيا فحسب.

وأشارت إلى أن هذا الأمر يجري على مرأى ومسمع من البلدان الغربية التي تزعم أنها تسعى نحو تحقيق تسوية في المنطقة..وهي لا تفعل شيئا إزاء ذلك سوى الدعوة إلى المزيد من المفاوضات التي يتسارع خلال انعقادها الاستيطان كما تدلل الإحصاءات .

وأضافت «الخليج» أن هذه البلدان لا تعرف ما يجري فقط ولكنها تدرك دلالاته أيضا فخلق الوقائع على الأرض يجعل من التسوية أمرا صعبا فكيف إذا تستقيم دعوتها في الوصول إلى تسوية مع سكوتها بل وتشجيعها بشكل غير مباشر أحيانا على ما يعرقل هذه التسوية.. وأوضحت أن هذا التناقض ليس له إلا تفسير غالب وهو أنه ليس متناقضا.. فمفهوم التسوية الغربية لا يختلف كثيرا عما يريد الكيان الصهيوني تحقيقه.. فهو لا يتعدى أن يكون خلق كيان فلسطيني وهمي يتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وكيان لا يمتلك من مقومات وجوده غير الاسم.

ولفتت في ختام افتتاحيتها إلى موقف الولايات المتحدة من حق الفلسطينيين في تقرير المصير واعتبرته خير معبر عن ذلك.. فهي تقف ضد مطالبهم في مجلس الأمن بالرغم من أن كل ما يطالبون فيه يدعمه ميثاق الأمم المتحدة ودستور الولايات المتحدة نفسه .

وفي موضوع آخر.. كتبت صحيفة «الوطن».. أن تسليم أحد أهم المسؤولين السياسيين والأمنيين نفسه للحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي يطرح عدة تساؤلات تخص تنظيم «القاعدة» في الصومال ومدى تأثير الانقسامات العميقة داخله على قرار «زكريا إسماعيل هرسي» في الاستسلام وما إذا كان ذلك مؤشر تهاوي التنظيم بعد الضربات المحكمة التي وجهت له والحصار العسكري والأمني الذي قطع أوصاله.

وتحت عنوان «انقسامات القاعدة في الصومال» قالت.. إن استسلام «هرسي» وهو في القيادة يدل على أن التنظيم يمر بمرحلة دقيقة وربما تكون حاسمة وخطيرة في تحديد نشاطه ومصيره خلال المرحلة القصيرة المقبلة.. فقد كان هرسي مسؤولا عن الاستخبارات ومن الذين عملوا جنبا إلى جنب مع القائد السابق لحركة الشباب الصومالي «أحمد عبدي غوداني» الذي قتل في غارة أمريكية خلال سبتمبر الماضي كما تشير التقارير إلى أنه كان مسؤولا ماليا في الحركة وهما منصبان مهمان يؤكدان موقع الرجل باعتباره «أهم صندوق أسود» يحمل أسرارا ومعلومات وخفايا عن الحركة خاصة مصادر تمويلها وتسليحها وعلاقاتها وشبكة استخباراتها ووسائل استطلاعاتها.

ورأت أن «هرسي» يعتبر صيدا ثمينا في قبضة الحكومة الصومالية التي بدأت مرحلة انتعاش واضحة بعد اندحار حركة الشباب الصوماليين التي كادت في لحظة ما قبل سنوات أن تستولي على الحكم لتكون الصومال ثاني دولة يحكمها مناصرو تنظيم القاعدة بعد طالبان في أفغانستان قبل عام 2002 .

ولفتت «الوطن» إلى أن نشاط تنظيم القاعدة في عدد من الدول يؤكد المقولة الأمنية الراسخة بأن المناطق الأكثر فوضى هي الأكثر عرضة لاختراقات من التنظيمات الإرهابية بمختلف تسمياتها وأساليبها ومنطلقاتها مشددة على أن محاربة الإرهاب تبدأ من محاربة الفوضى وضبط الأمن والحفاظ على النظام وتقوية أركان الدول وتعزيز قوة جيوشها الوطنية ومنع أي اختراقات للمؤسسات الشرعية .

ونوهت في ختام افتتاحيتها بنجاح الصومال بنسبة كبيرة الآن بجهود الدول الشقيقة في استعادة تلك المؤسسات وبناء جيشها الوطني من جديد بعد ترميم حكوماتها وبناء هياكلها التي هدمت مع انهيار الدولة قبل عقدين من الزمان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية